التصنيفات
المدونة

شروط تطبيق “االمور التشريعية”

البوست:
“قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍۢ وَهُمْ صَٰغِرُونَ”…..نص أهو واضح، بس شيخ الأزهر لما اتسأل عنه قال “كان لها سياق تاريخي وانتهى”، محدش قاله ساعتها انت بتشتم القرآن او او او، ليه بقا في موضوع “واضربوهن” تحديدا السياق التاريخي ما بيجيش؟ ده سؤال بجد والله!

الرد:

هو مافيش لا هنا ولا هنا سياق تاريخي هو فيه شروط والشرط هو ما يلزم من عدمه العدم.

فمثلًا لما حدثت المجاعة وقت سيدنا عمر الحد الأدنى -الذي هو شرط لحد قطع يد السارق- مكانش موجود أصلا فبالتالي لا يمكن تطبيق الحد فهنا سيدنا عمر لم يعطل الحد ولكن شرط الحد نفسه مكانش معدوم وبالتالي الحد نفسه أصبح معدوم.

الجزية عند المذاهب الأربعة تفرض على المقاتلين دون غيرهم من أهل الكتاب وهي ضريبة عن القتال أشبه بضريبة حماية ونصوا أنه من حارب مع المسلمين تسقط عنه الجزية (هي الجزية لغة من الجزاء، جزاء عن القتال عنهم)، فأبسط رد هيتقالك أنهم دلوقتي بيتجندوا وبيدخلوا الجيش إلخ وبالتالي فتسقط عنهم.

فيما يخص الضرب فهو أنا مش بشوفه أمر تاريخي -وده مش علشان أنا شايف أن من حق الرجالة تضرب ستاتها- بس لأن ده معناه أن الرجال في عهد التنزيل كان مشرع لهم ضرب ستاتهم ويعني لو روحنا للسيرة النبوية هنلاقي أن التصور ده فيه مشاكل

هل سيدنا النبي مد ايده يوما على زوجة من زوجاته يعني اللي استعاذت منه قلها عذت بمعاذ والسلام عليكم.

طيب هل أي حد بيتكلم عن هذه الآية راح بص في التفاسير يعني سيدنا ابن عباس لما اتسأل عن ما هو الضرب غير المبرح قالهم يعني بالسواك وما يزيدش عنه هل فيه حد ممكن يعتبر أن ده ضرب أصلا بمفهومنا المعاصر أو بالمعنى المباشر للكلمة؟
دي زغزغة مش ضرب
يعني أظن أنا لو قرصتك هتتوجع أكتر من أني اغزك بالسواك ولو روحت عند كل المفسرين هتلاقيهم معتمدين هذا المعنى وكل المذاهب كذلك.

يعني أنا أظن أن الضرب هنا يمكن تأويله -بمعنى الذهاب للمعنى البعيد وترك المعنى القريب- وده موجود في القرآن نفسه (يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله).
يعني أحد قضاة المالكية لما جاتله ست على دراعها أثر ضرب وجيرانها قالوا أنهم سمعوها بتصوت أوجب القضاء على جوزها وده من القرن الخامس وهحاولك أجيبلك النقل. ليه؟ بلاش لو روحنا لكل الشغل اللي اتعمل حديثا عن المحاكم الشرعية ما بين القرن ال١٧ وال١٩ هتلاقيها مليانة بنفس الحوادث أن ست مثلا تيجي للقاضي أن جوزها ضربها فيوجب عليه القضاء

بخصوص معنى الضرب ده كان مثال على فكرة أن الضرب نفسه استخدم في القرآن بأكتر من معنى مش بقول أن الضرب في الأرض هو تفسير الضرب اللي في الآية. ما يخص الضرب أنا قولت أن التفسيرات وشروط الضرب بتوضح أنه لا يقصد به بأي شكل المعنى المتبادر للذهن. وهنا بالمناسبة بقى بتيجي فكرة أهمية السنة والتقليد بمعنى tradition مش imitation وهكذا.

طيب ما هو من الصحابة من كان مدمنًا على الخمر ومنهم من كان يجاهد ويشرب الخمر بل منهم من أهل بدر من أرسل إلى قريش بما ينوى الرسول فعله يوم الفتح فيعني أظن المشكلة في اللي بيستشهد بالقصص دي لأن في الأول وفي الاخر محدش قال أن الصحابة معصومين وضوابط حجية قول الصحابي معروفة لأي حد درس أصول فقه. أما لو حد بيستشكل كون سيدنا الزبير بن العوام من العشرة المبشرين بالجنة -وأنا عارف أنه مش استشكالك يا دكتورة- فيعني الفكرة كلها أن لهم من أنهار الحسنات والسوابق ما يغفر به الله زلاتهم.

المصدر