واحد من الأسئلة الغريبة العجيبة المفزعة المزعجة لمجرد التفكير فيها بالذات للي بيبدأوا كاريرهم وبيستعدوا للارتطام بأول موجة من موجات سوق العمل بعدما لعبنا وهزرنا بما فيه ااكفاية في الحضانة والمدرسة والكلية. وخلوني أشارك معاكم مجموعة من الأفكار المتفرقة حوالين الموضوع ده
١. مبدئيًا، الانترفيوور بيسأل السؤال ده عشان يشوف الشخص اللي متقدم للوظيفة طموحه ايه وهل هو شخص visionary ولا لأ، هل إنت عارف إنت بتعمل في حياتك ولا عايش هيليهي، وهل الرؤية ديع ماشية مع الcareer path المحتمل بتاعك في المكان ولا بعد سنة هاتطفش؟ بالتالي مفيش إجابة نموذجية هنا، نفس الإجابة هاتطلع غلط في مكان، وصح في مكان تاني.
هامش ١: وديه قاعدة عامة حطها في دماغك يعني، إنت بتتقبل في أي مكان أو بتترفض على حسب إنت fitting قد ايه للدور اللي هاتلعبه ولل set of values اللي بتحكم المكان ده، فلما تترفض، افهم إن ده سببه إنك مجرد مش fitting، مش شؤط عشان إنت شخص وحش أو شخص مش شاطر. طبعًا في إحتمال وارد إنك هاتترفض عشان إنت مش شاطر أو متخلف عادي.
هامش ٢: وارد برضه إنك شاطر و fitting وكل حاجة بس الانترفيوور هو نفسه اللي متخلف.
٢. بس السؤال أعلاه، والكلام عن الcareer path بالشكل ده، هايديك إيحاء إن ال CP في شكل سِلّم إنت بتطلعه خطوة ورا التانية، سنة ورا سنة، تاتيل ورا تايتل، شركة ورا شركة، بتبدأ من تحت وتوصل لفوق. مع شوية تعمّق هاتلاقي الكلام ده غلط وسطحي وبعيد كل البعد عن الواقع اللي احنا عايشينه دلوقتي.
٣. تعالوا نعمل فلاش باك لحياتنا. الطريقة اللي اتربينا بيها، واللي خلت معظمنا يخش مسار تعليمي اتفرض عليه (أو حتى ماتفرضتش عليه بس دخل لقى الكلية في الReality حاجة وال Expectations حاجة تانية) لا تعني بالضرورة إننا نشتغل في مجال متعلق بدراستنا. حضرتك على مستوى العالم، لما سألوا مجموعة كبيرة من الناس في أحد الدراسات الشهيرة (اللينك في الكومنتات) عن أكتر القرارات اللي ندمانين عليها في حياتهم كانت على الترتيب التالي: الدراسة، الوظيفة، والعلاقات العاطفية. ده العادي بتاع العالم كله، أما في مصر وحدها، فهاتلاقي ٩٠٪ من الناس أصلًا بيشتغلوا في مجال بعيد تمامًا عن الشهادة، أنا أهو كمثال واحد صيدلي وشغال في التسويق، وأغلب أصدقائي المهندسين والدكاترة…. الخ شغالين في مجالات تانية تماما.
فإنت مع الشغل بتبدأ رحلة جديدة في حياتك على طريقة اللي فات فات، خلينا نشوف اللي جاي، وهايترتب عليها كل اللي جاي بعد كدة، وبالتالي ده اختيارك انت، ورغبتك انت، وارادتك انت اللي هايكون ليها العامل الأكبر في رسم ملامح الفترة ديه، ديه رحلة “اكتشاف” هاتخوضها بنفسك ولنفسك وهاتتحمل تبعات قراراتك.
٤. نرجع بقى للنهاردة.. تصور الCP أصلًا في شكل سِلّم فكرة قديمة تعود للتسعينات، تصور كان مناسب لنمط حياة أجدادنا وآبائنا، اللي بيقعدوا في الوظيفة الواحدة والشركة الواحدة عشرات السنين، كاريير بنسبة كبيرة نتيجة مترتبة على الشهادة (هابقى مهتم لو أعرف حد باباه عمل كاريير شيفت)، ويمكن البعض قضى حياته كلها في نفس الشركة أو نفس الوظيفة، وديه حاجة مابقتش في نمط حياة الجيل بتاع الأبناء دلوقتي، اللي التكنولوجيا والانترنت فيه خلقت مجالات وصناعات جديدة تمامًا بل ووظايف مكانتش موجودة من عشرات السنين. هانروح بعيد ليه؟ أنا واحد متخرج من ٢٠٠٩، ووقتها ماكانش أصلًا في الشغلانة اللي أنا شغالها دلوقتي ده ولا المجال ده أصلًا.
٥. لو جمعنا النقطتين السابقتين مع بعض، فإنت دلوقتي تقدر تكتشف وتجرب وتغلط وتجرب من جديد، تقدر تتعلم من الصفر عبر الانترنت في أي مجال، وتاخد شهادات معتمدة من أعرق الجامعات وانت قاعد في بيتك، أو مش لازم شهادة أكاديمية كمان، يكفي إنك تجمع solid knowledge في مجال معين وتبدأ فيه من الصفر وتكتسب خبرة عملية وتبني كارييرك واحدة واحدة. ده ماكانش متوفر زمان. وبالتالي التفكير في الCP بطريقة زمان، طريقة السلم، طريقة تفكير مابقتش تمت للواقع بصلة. فليه تحط لنفسك حدود؟
هامش ٣: أنا مش بناقش ال Career Shift بالمناسبة خالص. أنا بتكلم على الCareer Path لأي حد شغال أي حاجة.
هامش ٤: بما اننا فتحنا موضوع الشهادة الأكاديمية، يعني هي ديه برضه مش حاجة مكسوف منها، بس أنا معيش أي شهادة أكاديمية في الكاريير بتاعي اللي بشتغله بقالي ١٠ سنين، مذاكر اه الكتاب من الجلدة للجلدة، بس مسعيتش ومش ناوي أسعى إني أكون معتمد أكاديميًا، وده اختيار شخصي يعني.
٦. الCP بتاعك بصله تخيله بشكل squiggly (متعرج) *زي ما وصفته Sarah Ellis في TED talk هاتلاقوا اللينك بتاعها في الكومنتات*، رحلة استكشافية خاصة بيك إنت، معايير نجاحها مش one-size-fits-all، لأ ديه رحلة شخصية جدًا وتقييمها راجعلك إنت بس، رحلة نحو المجهول اه، مليئة بالشك آاهين، لكنها كمان مليانة بعدد لا نهائي من الفرص. إنت مش ملزم إنك تمشي في مسار معين، ولا تبقى زي حد معين، لأن إنت مهاراتك ونقط قوتك وضعفك تختلف عن أي حد، وفي turning points كتير هاتعدي عليها تقدر تاخدها وتجرب طرق تانية محدش جربها قبل كدة، وتكتشف اذا كانت الأنسب ليك ولا لأ، مش مطلوب منك في وقت محدد تكون في مكان معين، مطلوب منك إنك تكتشف نفسك وتتعلم وتفكر بشكل ابداعي بخصوص كارييرك ومستقبلك، تعمل الحاجة اللي بتحبها وبتعبر عنك. سواء بقى مشيت بالعرض وشوفت مجال تاني خالص عليك (مثلا سِبت الماركتنج واتجهت لل data science) أو مشيت بالطول واخدت تخصص معين في مجالك وركزت فيه (كنت marketing communication، وبعدين اتجهت للسوشيال ميديا ماركتنج مثلا). رحلة هاتبقى فيها في بعض الأوقات مسيطر على كل حاجة حواليك، وفي بعضها انت مش مسيطر خالص ومستني تشوف الموجة هاتوديك فين، مساحة واسعة أوي تقدر تستخدم فيها مخيلتك ورؤيتك للعالم وهو بيتغير حوالينا بالسرعة ديه.
٧. وتأكيدًا على نقطة التعلّم، جونيور ولا مانجر، مسئول عن نفسك أو بقيت مسئول عن تيم من 100+ شخص، ماتخليش ده عائق يحط حدود على إنك تتعلم حاجات جديدة وتكتشف حاجات أكتر. دلوقتي التعلّم ما بقاش حكر على حد، It’s all about you.
٨. فكرة السلم هي رحلة باتجاه واحد، وإنك بتاخد خطوة واحدة كل مرة، ولو التقدم للأمام مرتبط بالترقية مثلًا، فلو فاتتك الترقية بسبب إن مديرك مش مقدرك أو إن سياسة المؤسسة اللي انت فيها بتاخد وقت كبير عقبال ما تترقى، فإنت هاتبقى عامل زي العربية الفيراري اللي اختارت إنها تمشي في طريق زحمة، طريقة التفكير وحدها هي اللي ضيعت عليك فرص كتير، ولما تبص لكارييرك بإنه squiggly career هاتلاقي نفسك بدل ما تسأل يا ترى خطوتي الجاية ايه، هايبقى السؤال: ايه الحاجات اللي عندي فضول تجاهها وأنا مهتم بيها وممكن أتعلمها وأشتغلها؟
٩. الCovid-19 علمنا بالطريقة الصعبة إن مفيش حاجة احنا مسيطرين عليها، وإن احنا اللي بنحط حدود لنفسنا وللطريقة اللي بنعيش بيها وبنبص بيها للمستقبل، احنا ملللللطططط. ومحتاجين يبقى عندنا المرونة والقدرة على التكيف ولياقة عالية للتغيير والسماح لنفسنا بالاستكشاف والبداية من أول وجديد وأخد طريق تاني مجهول عن اللي نعرفه، فنعرف ناس اكتر ونكتشف عن نفسنا حاجات اكتر ماكناش نعرفها من سنين.
١٠. كان نفسي يكون في نقطة ١٠ بس معنديش كلام حقيقي تاني أقوله وإلا هاكون بكرر نفس اللي قولته فوق، ممكن بس تتفرج على ال talk، أنا لقيت فيها ملخص لكلام كتير كان محشور جوايا ومعتقدش هاعرف أقوله بشكل أحسن من كدة. أتمنى يكون الرغي ده ماكانش مجرد صداع، بالتوفيق.