التصنيفات
مقالات الضيوف

سوء تفاهم مسيرة كريم بنزيما

والعزاء الوحيد في القصة

أكتر شيء محزن في مسيرة كريم بنزيما إنها لما تخلص الناس حتكتشف إنها كانت عبارة عن سوء تفاهم، وإن الموضوع ماكانش مقصور على السخرية من شراكته مع رونالدو وقصة المساحات، لكن في الحقيقة، السخرية من كريم بدأت من سن صغير جدًا.

كريم اتولد في مارسيليا، لكنه عاش طفولته في ضاحية برون القريبة من مدينة ليون تاني أكبر مدن فرنسا، ضاحية من اللي بيسموها في فرنسا Banlieue..باختصار؛ جيتّو مقفول على مجموعة من المهاجرين، ما بيحصلش على أي اهتمام من الحكومة أو أي محاولات لتطويره، فبينشأ مجتمع من اللي بيسميه الإقتصاديين “أفخاخ الفقر” Poverty Traps..أحياء كاملة لا تنتج إلا الفقر والجريمة.

عشان كده لما راح أكاديمية ليون كان بيواجه مشكلة كبيرة؛ ببساطة لأنه شخص خجول وكتوم وانطوائي، ودي شخصية صعب تنتجها ضاحية زي برون إلا لو كانت قهرت صاحبها.

جيليم بالاجيه، الصحفي الإسباني الأشهر، بيحكي إنه لما المدرب بول لو جان صعد كريم للفريق الأول في ليون، واللي كان فيه وقتها أسماء زي فلوران مالودا وإيريك أبيدال وميكائيل إيسيان وسيلفيان ويلتورد، كان كريم مادة للسخرية، لأنه كل ما كان يتكلم في إجتماعات الفريق كان بيتلعثم ويتلخبط ويرتبك، لغاية ما السخرية فاقت حدها، وفي واحد من الإجتماعات دي، كريم، اللي كان عمره 18 سنة وقتها، قطع الضحك عشان يقول لزمايله:”لا تضحكوا. لقد جئت لآخذ مكانكم”.

شيء مشابه حصل لما وصل ريال مدريد، بعد موسم أول سيطر عليه الإحباط مع بيلليجريني، والتنافس الشديد ما بين الصفقات الجديدة الكتيرة، وصل مورينيو، وبدأ يعتمد على هيجوايين بشكل أساسي لحد ما اتصاب في ديسمبر 2010، وفي نفس الوقت، كان كريم بيمر بفترة سيئة جدًا في الملعب من بداية الموسم، سببها طبقًا لبالاجيه إن حالته النفسية والذهنية كانت في الحضيض، كان بقى له أكتر من سنة في إسبانيا وفشل في التأقلم على أجواء العاصمة، وكان كاره أكل الأسبان وشايفه دُهني أكتر من اللازم وما يتاكلش، وكان مفتقد عيلته وأصدقائه وحياته في فرنسا، وكان بدأ يندم على رفض عرض فيرجسون ويونايتد اللي كانوا حيدفعوا لليون أكتر ويدوله هو نفسه راتب أكبر، لكنه فضل ريال مدريد عليهم، خاصة إن دي كانت أول سفرية لفلورنتينو بيريز بره إسبانيا عشان يقنع لاعب بنفسه ينضم لريال مدريد، بناءًا على ترشيح من زيدان، وهو شيء ما كانش عمله مع أي لاعب تاني في وقتها.

وقتها، لما هيجوايين اتصاب، مورينيو طلع بتصريح بيهين فيه بنزيما علنًا:
“عندما تذهب للصيد فأنت تصطحب كلبك، وحينما لا يكون كلبك موجودًا فأنت تصطحب قطتك، لا لسبب إلا أنك لا تستطيع الذهاب للصيد وحدك. هذا يشبه ما يحدث هنا مع هيجوايين وبنزيما”

التصريح كان له أصداء واسعة في الصحافة الإسبانية اللي كانت بالفعل بتهاجم بنزيما بضراوة وقسوة شديدة، وكانوا شايفينه عنوان لفشل الجالاكتيكوس التاني.

الماركا والآس صوروا مورينيو على أغلفتهم وعلى لسانه التصريح، وأطلقوا على كريم لقب Benzena..الـ na في آخر اسمه إشارة للفظة nada الإسبانية بمعنى “لاشيء”.

مورينيو استمر في انتقاد بنزيما علنًا بتصريح كل أسبوع، تصريحات زي “كريم يشارك لأن ليس لدي حل آخر” و”لا نستطيع بدء التدريب في موعده لأن كريم لا يزال نائمًا” وأشياء من هذا القبيل، لدرجة إن باقي اللاعبين بدأوا يتجرأوا هم كمان على انتقاد كريم، ومن ضمنهم كاكا اللي صرح مرة للماركا إن “كلنا نشعر بأن كريم لا يقدم ما يكفي للفريق”، ولما مورينيو اتسأل عن التصريح قال:”أعتقد أن كاكا قد صرح بما يفكر فيه الجميع”.

كريم فعلًا كان بيلعب بدون روح ولا شغف ولا رغبة في الفترة دي، وكان فعلًا “لا يقدم ما يكفي للفريق”، لكن دي حاجة، وإن واحد من زملائك اللي جاي برقم قياسي وما قدمش حاجة تذكر للفريق برضه زي كاكا يقول الكلام ده، دي حاجة تانية.

سِد لو، مراسل الجارديان في مدريد في آخر 15 سنة مثلًا، كتب وقتها بيقول إن كريم كان ضحية معركة بين مورينيو والإدارة لرغبته في ضم مهاجم جديد في نافذة يناير، اللي هو أديبايور، طراز المهاجم اللي بيفضله مورينيو، وكل ما كانت نافذة يناير 2011 بتقرب كانت حدة الانتقادات لكريم بتزيد، لدرجة إنه بعد ما ريال مدريد اتعادل مع ألميريا في 16 يناير 2011، واللي هو أنهى الدوري أخير وهبط للدرجة التانية بعد ما اتهزم 20 مرة وجمع 30 نقطة بس، مورينيو خرج بتصريح:”أنا ألعب بدون مهاجم..لا يوجد مهاجم واحد في قائمتي”، والتصريح استفز خورخي فالدانو لدرجة أنه رد عليه:”بلى..كان المهاجم يجلس بجانبك على الدكة طوال الوقت”.

بعد تصريح القطط والكلاب بنزيما غضب. كريم حكى من سنتين إنه دي كانت اللحظة اللي فقد فيها احترامه لمورينيو، لأنه كان حاسس إن مورينيو بيتعامل مع الموضوع كله وكأنه نكتة، حاجة تضحك.
راحله المكتب وقعد يتكلم معاه ساعة كاملة، وبيحكي:”بعدها لم يكن هناك قطط ولا كلاب ولا أي شيء من هذا القبيل. أنا شخص خجول ولكن إن حاولت السخرية مني فسأخبرك برأيي فيك ولن أخاف”.

الموسم ده كريم سجل فيه 15 هدف في آخر 13 مباراة في الليجا، قبلها كان عدد أسيستاته أكتر من عدد أهدافه لكن الحال اتعكس، ومرة تانية، كانت القصة عبارة عن سوء تفاهم، وسوء تفاهم مقترن بالضحك والسخرية برضه.

كل الناس عارفة اللي حصل بعد كده، ولو إن ناس كتير ما تعرفش تفاصيل واقعة الإبتزاز بتاعت فالبوينا، واللي تسببت في نقاشات على مستوى قومي في فرنسا، ومرة تانية كريم تم استغلاله في لعبة ماكانش له علاقة بيها، لعبة أكبر من إدراكه أصلًا، واليمينيين المتطرفين في فرنسا وعلى راسهم مارين لو بان استغلوا الحدث أبشع استغلال، وصوروا كريم كأنه عدو للبلد كلها وعدو لهوية فرنسا؛ المهاجر الجشع ناكر الجميل اللي ما قدّرش إن فرنسا صرفت عليه وكبرته وخلته نجم، وراح يبتز واحد من السكان “الأصليين” بشريط جنسي. باختصار؛ الصورة المثالية اللي اليمين المتطرف عايز يصدرها عن المهاجرين.

المضحك في القصة دي كلها إنه المبلغ المزعوم اللي كان كريم بيبتز فالبوينا عشان ياخده كان 100 ألف يورو، وحسب الاتهامات كريم قعد يخطط للقصة دي لشهور..قعد يخطط لشهور عشان ياخد من فالبوينا -اللي هو أصلًا كان واحد من أعز أصدقائه- 100 ألف يورو، اللي هو بياخد أكتر منهم في أسبوع في ريال مدريد بمجرد إنه يروح التدريب حتى لو مفيش مباريات أصلًا، حتى لو مصاب أو في إجازته السنوية.

القضية دي، واللي مازالت مستمرة لحد اللحظة بالمناسبة بيتحقق فيها وبيتطلب من كريم إنه يحضر جلساتها بعد 5 سنين من اتهامه بيها، دخلته مرة تانية في حالة نفسية سيئة جدًا، ومرة تانية كريم قعد موسمين تقريبًا بيلعب من غير روح ولا شغف ولا رغبة، وبيعمل حاجات مستفزة في الملعب، تدل إنه دماغه مش في الكورة أصلًا، بيعمل حاجات مبهرة في أحيان نادرة، لكن في أغلب الأحيان، بيعمل حاجات مش بس ما تليقش بلاعب في ريال مدريد، ما تليقش بلاعب كرة محترف أصلًا.

بعد ما رونالدو مشي، كريم صرح إنه دلوقتي بس يقدر يلعب “لعبه الحقيقي”، وبما إن قبل التصريح ده كان في موسمين من اللاشيء تقريبًا، فالتصريح اتقابل بنصيبه المعتاد من الضحك والسخرية.

بعض الناس بتقرأ الكلام ده وتقول لنفسها إن تأثر كريم للدرجة دي بالأحداث دي دليل على ضعف شخصيته، وعجزه عن التعامل مع الضغط، وأنه ماعندوش عقلية واحد زي رونالدو، بيتغذى على كراهية الكارهين على حد تعبيره، وبتخليه أحسن وأحسن، لكن ده عمره ما كان حقيقي. بعض الناس اللي بتقرأ الكلام ده بتتخيل إن الإنسان، وخاصة لو راجل، اللي بيتأثر بضغوط من النوع ده هو شخص بائس ضعيف محتاج اهتمام طول الوقت، على عكس واحد زي رونالدو مثلًا، لكن ده برضه مش حقيقي.

الحقيقة إن لعيبة زي رونالدو وميسي بيحتاجوا للاهتمام والدلع والحب أكتر من غيرهم، بيحتاجوا يحسوا إنهم مميزين طول الوقت، وإنهم محبوبين، وإن اللي بيقدموه متقدر ماديًا ومعنويًا، وده مش غلط، دي طبيعة بشرية، الغلط إنك تصدق الصورة اللي من بره بتاعت البطل الخارق اللي ما بيفرقش معاه حاجة ومقضيها هبد ورزع في الخصوم طول الموسم، وبيحب الناس تصفر عليه وتهاجمه.

دانييل تيلور محرر الجارديان الرائع سابقًا ومحرر ذي أثلتيك حاليًا كتب تقرير طويل حاور فيه عدد كبير من اللي دربوا رونالدو طول مسيرته في لشبونة ويونايتد ومدريد ويوفنتوس، كلهم أكدوا شيء واحد إن الراجل طول الوقت عايز معاملة خاصة، خاصة جدًا، مقابل قدر الاحترافية والالتزام اللي هو بيقدمه، واللي بيخليه حلم لأي مدرب على حد تعبير بعضهم.

أيتور كارانكا مساعد مورينيو في ريال مدريد وتلميذه وصديقه، حكى لتيلور إنه رونالدو كان لازم يسمع إنه أحسن لاعب في العالم يوميًا في التدريب بطريقة أو بأخرى، ولما ماكانش بيسمعها، كان بيفضل يحاول يثبتها طول الوقت في التدريب أو في المباراة اللي بعدها، عشان يقولوهاله تاني.

في مرة من المرات رافا بينيتيز بعتله أحد مساعديه بفلاش ميموري متسجل عليها بعض أنماط اللعب اللي ممكن يستخدمها في سيناريوهات معينة، فرونالدو رجعه بيها وقاله:”إذهب وأخبر رافا أنني سأرسل له بعضًا من أهدافي ليتعلم منها هو”.

قصة ميسي مع الضغط في الأرجنتين معروفة برضه، ومدى تأثره هو وعيلته بالقصة دي معروفين، والإحساس اللي كان دايمًا بيجيلك وإنت بتتفرج عليه مع الأرجنتين، وهو إنه مش مرتاح، ومضغوط، ومش قادر يلعب بروقان برشلونة ورغبة برشلونة، وإنه أحيانًا مش معانا أصلًا، وأحيان تانية سييء بدون أسباب، كان صحيح، لأن الناس دي بتتأثر بالضغط عادي، يمكن مش زي كريم، لكن في نفس الوقت كم الدعم اللي بياخدوه في الأوقات دي لا يقارن بكريم برضه، أو أي لاعب تاني عمومًا.

حتى تصريحات كريم المستمرة المتكررة طول فترته في ريال مدريد عن إن الأرقام مش كل حاجة، وإنك ممكن تساعد الفريق بطرق مش ممكن قياسها رقميًا، كانت بتتاخد على إنها ضعف وقصر ديل، وإنه بيقول كده بس عشان بيلعب جنبه رجل الأرقام كريستيانو رونالدو، سوء تفاهم تاني أو تالت بدأ دلوقتي بس يبان إنه كان سوء تفاهم فعلًا، مش قصر ديل ولا ضعف.

مش محتاج أقول كريم عمل إيه من بعد ما رونالدو مشي، لكن أي حد حيبص بصة على الأرقام حيندهش، ده إن كان محتاج يبص عليها أصلًا، والحقيقة هو ده المحزن في مسيرة كريم، إن كان ممكن الفترة دي ما تحصلش ورونالدو يكمل، ويفضل كريم في دوره اللي خلاه مادة للسخرية أغلب فترات مسيرته، ويفضل ضحية لأزمات متعددة أبرزها المشجعين الزومبي اللي متخيلين طول الوقت إن الأهداف تُخلق من العدم، واللي بيتبجحوا بإن فتح المساحات ده تمسح بيه مؤخرتك، وإن المراوغات وبناء اللعب والهجمات دول أكتر تعقيدًا من إنهم يُستخدموا في نقاشات السوشيال ميديا الحراقة بتاعت كلمتين ورقمين وإجري.

الحقيقة العزاء الوحيد في القصة دي كلها إن كريم جتله فرصة في نهاية مسيرته إنه يثبت إنه ماكانش اللعيب والشخص اللي الناس متخيلاه خالص، وإنه مكانش نكتة ولا إيفيه..كريم كان ممكن يحاول يلعب لعبه فعلًا وينفض لأي حاجة تانية ويدور على نفسه، ويمكن ده كان يتسبب في إنهاء مسيرته في ريال مدريد ويروح حتة تانية يلاقي نفسه فيها زي هيجوايين..طبعًا عمره ما كان حيحقق نفس إنجازات رونالدو الفردية أكيد، لكنه كان حينال إحترام أكبر من الناس اللي كانت فاكراه ما بيعملش ده لأنه ما يقدرش، لأنه في الواقع، الإيفيه الحقيقي هو إنه ماكانش مهتم برأيهم كفاية عشان يحاول يصححه.

المصدر

عطفًا ع الكلام عن كريم، الكلام مش معناه أبدًا إن بنزيما كان دائمًا رائع وعظيم والناس ماكانتش مقدراه، لا يُعقل برضه إنه يبقى مطلوب من مشجع الكورة إنه يبقى عارف خبايا الصراع السياسي في فرنسا وتفاصيل اللي حصل في واقعة معقدة زي داخل فيها أطراف كتير زي واقعة فالبوينا، ولا يعقل برضه إنه يبقى مُطلع على كل التصريحات والأقوال والملابسات سنة 2010، وبرضه مفيش عاقل يقول إن كريم ما قصرش في أحيان، وماكانش مستفز في أحيان تانية، وماكانش مستهتر في أحيان تالتة.

الفكرة كلها في الشيطنة والنسف، إنك تقول إن اللاعب الفلاني ده عالة أو عاهة أو عمره ما عمل حاجة كويسة، أو عمل حاجات كويسة بس لأسباب خارجة عن إرادته، إنك تنزع عنه انسانيته وبشريته وتطلب منه يكون مكنة ما بيتأثرش بأي حاجة وشغال طول الوقت وبطاريته ما بتخلصش بحجة إنه بياخد فلوس كتير، وحتى لما تعرف ملابسات حياته ومسيرته تكابر وترفض الاعتراف إنها كانت جزء من مستواه في أحيان كتير سواء سلبًا أو إيجابًا، وده شيء واضح في حالة كريم النفسية والذهنية من ساعة ما رجع المنتخب، لكن قبلها هو اللي أجبرهم على إنهم يرجعوه بمستواه.

طبعًا مرة تانية ناس حتقول ميسي ورونالدو بقى لهم 15 سنة بيأدوا بمستويات عالية مهما حصلهم، وماشي ماحدش قال حاجة، لكن هو الخيارات مش محصورة في إنك تبقى ميسي ورونالدو أو إنك تبقى نكتة، بالإضافة لأن الاتنين دفعوا كتير من صحتهم الذهنية والنفسية مقابل الكلام ده، والشخص اللي متخيل إنك تقدر تعمل اللي عملوه من غير ما يكون عبء نفسي وذهني عليك طول الوقت، ويخسرك حاجات تانية إحنا مش شايفينها، فهو ممكن يكون بيقول ده من قلة خبرته، لكن الحقيقة إن “النجاح” مش كله حلو، النجاح بيجيب ضغوط وجمهور الكورة ما بيرحمش وعشان ترضيه محتاج تتصرف كآلة فعلًا، وده اللي الاتنين عملوا في فترات كتيرة من مسيرتهم مع الفارق بينهم، واللي مش منطقي نتوقع إن باقي اللعيبة حتعمله، لأنهم لو عملوه أو عملوا حاجة قريبة منه حتى ماكانش حيبقى ميسي ورونالدو بالاستثنائية دي.

للمرة التانية والتالتة والألف، وده كلام الناس حتتريأ عليه لأنها مش مدركة بس، إنما مفيش كمية فلوس في الدنيا تخليك عايش عيشة رونالدو بمزاجك، عامل زي الروبوت وبتاكل وتشرب وتنام طول السنين دي بمواعيد وقواعد، حتى لو كان سبب ده هو هوسه بنفسه فالموضوع يظل صعب جدًا فوق ما الناس تتصور لأنه ببساطة مفيش حد بيحب نفسه للدرجة دي.

طبعًا ماحدش بيقتنع بالكلام ده وبرضه بيفضلوا متخيلين إن الفلوس هي كل حاجة، وهنا في تفصيلة مهمة لازم تتقال كان ذكرها صديقي وزميلي Eslam Rashad Elahwal في تقرير سابق على Midan – ميدان، وهي إن رونالدو بيتقاضى حوالي 700 ألف دولار عن المنشور الإعلاني الواحد على إنستجرام، وده أكتر من مرتبه الأسبوعي أصلًا من الكورة، ومفيش إغراء أكبر من ده عشان تتهاون في تدريبك ونظام حياتك..بتاخد فلوس أكتر عشان حاجة مش بس تافهة وما بتاخدش وقت ولا مجهود، دي حاجة أصلًا إنت عندك فريق كامل معني بيها وإنت حتى ما بتفكرش فيها، والأهم، إنها ممكن تفضل مستمرة معاك بعد ما تعتزل وتكسب منها فلوس خيالية برضه زي ديفيد بيكام اللي ذُكر في نفس التقرير إنه بيتقاضى 150-250 ألف دولار عن المنشور الإعلاني الواحد على إنستجرام، رغم إنه مبطل بقى له سنين، ولمجرد إنه روج لنفسه كموديل إعلانات ومقياس للوسامة الغربية، زي رونالدو برضه، وأي بني آدم تاني كان حيقول لنفسه طب ما أقعد في البيت وبلاها تدريبات وإصابات وانتقادات ووجع دماغ، وأكتفي بالإعلان عن كل وأي حاجة على إنستجرام، ده إذا أصلًا أنا كنت محتاج فلوس أو فارقة معايا الفلوس دي.

شيء مشابه مع بنزيما، مش معنى إنك بتاخد فلوس كتير إنك حتشوف بلدك وإعلام بلدك بيهاجمك وبيوصفك بأقذر الأوصاف وبيعنصر عليك عشان واقعة تافهة، أو حتشوف مدربك بيستخدم معاك أسلوب مهين، فحتقوم مروح ناطط في الفلوس زي عم دهب وترجع تاني بني آدم جديد وتنزل الملعب تجيب إجوال وتعمل أسيستات وتكسب بطولات وكأن شيئًا لم يكن، دايمًا إحنا بنخلط ما بين إن الفلوس بتخلي حياة كل الناس أسهل بكتير، وما بين إنها بتحولهم لآلهة أو روبوتات مش بني آدمين.

المصدر