التصنيفات
مقالات الضيوف

بمناسبة الكلام على “الوقوف للكبار في المواصلات”

بمناسبة الكلام على “الوقوف للكبار في المواصلات”

أنا من صغري عندي مشكلة حقيقية مع “جيل الكبار” في الموضوع دة بالذات.. ودة بسبب تجربة سيئة..

التجربة الأولى كان سني 11 سنة وكنت تعرضت لإصابة في أربطة الركبة، الدكتور طلب مني أوقف تمرين الباسكت ولكنه نصحني بالمواظبة على تمرين السباحة عشان كويس..
كنت راكب الترام رايح النادي اللي كنت بتمرن فيه سباحة، وطبيعي كنت قاعد.. العادي إني كنت لما بلاقي حد كبير بقوم وأقعده.. لكن بسبب إصابتي ما كنتش قادر أقف فترة..
فوجئت بواحد عجوز مايل عليا بشكل مفاجيء وبيقول لي بتهكم “انت عندك 80 سنة؟” فأنا بصيت له وما فهمتش لقيته بدأ يزعق ويشخط وإني قليل الأدب وما إتربيتش وما عنديش احترام.. انا بدأت أفهم.. فقلت له إني مصاب وما ينفعش أقف فكان رده العبقري “انت لابس شورت تبقى رايح تلعب كورة.. مصاب فين؟” وقعد يزعق ويقل أدبه لدرجة إني عيطت.. اللي قاعد قدامي وقف وقعّد الراجل راح دة مد رجليه وداس على رجليا بعنف وفضل يبرطم ويشهد الناس على قليل الأدب اللي مش متربي اللي ما عندوش احترام..

طبعًا كله أخد صفه.. يا دوب واحد قاعد جنبي حاول يهديني بس برضه بطريقة “بس أصل برضه انت ما يصحش كذا كذا كذا”..

من اليوم دة.. يعني من 27 سنة.. أخدت القرار.. حركب ومش حقوم لراجل كبير في السن.. عايز يقعد عنده كراسي كبار السن.. مش النظام كدة؟ (وبالعكس كان ممكن أقوم لبنت أو مدام أو حد مصاب أو من ذوي الهمم) إنما طالما حاجة أنا بعملها “تفضلًا” بقيت لما بعجز عنها لسبب عارض بتعرض للإهانة يبقى مش عاملها خالص!

من اليوم دة ركزت قوي مع الكبار لقيت الراجل دة مش مجرد حالة فردية لأ دة بيمثل ثقافة عامة.. بعيدًا خالص عن أي اختلافات سياسية أو فكرية.. هي ثقافة مجتمع إن الكبير يقل أدبه ويبرطع والصغير يتخرس..
من اليوم دة بقيت صارم جدًا مع أي حد يتحامى في سنه عشان يقل أدبه على الصغير (وفي نفس الوقت بقيت صارم مع نفسي في احترام اللي أصغر مني سنًا عشان ما أبقاش بنتقد حاجة وبعملها) اللي بيقل أدبه وهو فاكر سنه حيحميه مني بدّيه بالجزمة.. بتعمد أهينه.. بحس فعلًا بمتعة في “إهانة شيبته” بالمعنى الكامل للكلمة..

لما راجل كبير من فترة زعق للشاب اللي سايق عربية أوبر اللي كنت راكبها ونزلت أكلمه بهدوء وأهديه راح قالل أدبه عليا ما ترددتش أقول له صراحةً “عيب يا حاج لما تخلي شاب في سني يعلّم واحد زيك هنا في الشارع إزاي ترد على اللي بيكلمك باحترام” وساعتها حط لسانه في بقه ومشي زي الكلب.. لما كنت من فترة كاتب بوست بنتقد فكرة “الكبير دائمًا على حق” ودخل واحد كبير سنًا يقول لي بكل عجرفة إني لو مش مؤمن بدة فأنا قليل الرباية لم أتردد إني أقول له “ولو دي طريقتك في الاختلاف في الرأي فإنت عديم الرباية”..

“سيف الحياء” اللي كبار السن-إلا من رحم ربي-بيستخدموه أنا كسرته! ولما بحترم حد بحترمه عشان هو محترم مش عشان هو شعره شايب!

مش بقول ما نحترمهمش (عشان عارف في ناس حيفهموا كدة).. لكني بقول “احترمه عشان هو إنسان قبل ما يكون عشان هو كبير سنًا”.. ممكن تعذره في حاجات مرتبطة بأمراض الشيخوخة اللي غالبًا بتكون باينة في حالات وجودها… خليك متفهم تغيرات سنه.. لكن كل دة شيء، وقلة الأدب شيء تاني.. قلة الأدب ما لهاش عذر.. التحكُم مالوش عذر.. فرض الرأي بسيف الحياء مالوش عذر..

إنما مسألة “مش حقف لكبير السن عشان انتخب فلان أو علان” دي بحسها مبالغة شوية.. والله لو انت شايف إنه قدرته على الوقوف في طابور أو على التحرك بطريقة معينة بتقول إنه مش محتاج حد يقف له وإنه “بيستموت” لما يحب وبيبقى بصحته لما يحب فدي طبعًا حريتك وحقك.. وهي وجهة نظر تحترم.. لكن فكرة إن الأمر يكون بسبب “موقف سياسي” فلو على كدة ماحدش حيعمل حاجة لحد لأن كلنا ولله الحمد مش طايقين بعض..

عايز تاخد موقف من فئة اجتماعية معينة ما تربطوش بموقف واحد لها وإنما إربطه بسلوكها العام..

ملحوظة: الناس بتوع “ما بتقفش للكبير تبقى حتترد لك لما تكبر blablabla” وإلى آخر هذا الهراء.. فككم من التعليق الجاهز دة لأن معناه إنكم ما فهمتوش حرف من اللي اتكتب فوق! والحمد لله الواحد لا بيستموت ولا بيستغل سنه عشان يتطاول على غيره..

https://www.facebook.com/walid.feckry.92/posts/183803499075939