التصنيفات
مقالات الضيوف

الحياة مليئة بالاختيارات

حتى وإن سبقتها وتلتها اختيارات خاطئة

لن أكذب عليك وأقول أنه لا يهم فى أى أسرة نشأت أو أى دولة تحمل جنسيتها أو بأى جامعة التحقت ، لن أكذب عليك وأقول أن كل هذه الأمور لا تشكل فارقا إذا كنت تريد التفوق أو النجاح ..

الحقيقة أن البيئة لها دور ، ودور كبير للغاية …

البيئة المفعمة بالعلم تنتج علماء ،
والبيئة التى بها أكبر شركات العالم التكنولوجية وتتيح تدريبا صيفيا قد تنتج مثل ستيف جوبز وبيل جيتس ،
الجامعة الجيدة ستعلمك رغما عنك أسس البحث العلمى ،
والأسرة التى تحتوى مكتبة تزيد فرصة تفوق وتميز أبنائها ،
للأسف هذه حقيقة ، والبيئة لها دور لا يمكن اغفاله

وقد ينتهى الأمر برجل عبقرى تزيد نسبة ذكائه عن ذكاء أينشتين إلى أن يصبح عامل بسيط فى مزرعة إذا لم يجد بيئة تحتضنه وتستفيد من إمكانياته وتوظفها ..

ولكن .. على الرغم من كل شيء، حياة الإنسان لا تتحدد أبدا بناء على اختيار واحد أو ظرف واحد انظر حولك ..

فس الأشخاص الذين كانوا زملائك فى نفس الكلية تفرقت بهم السبل ، هذا يعمل موظف ، وذاك يعمل فى عمل حرفى ، وثالث شق طريقه ويعمل فى مشروعه الخاص ..

حتى زملاء دفعتى الأطباء ، هذا استمر فى الجامعة ، وذاك سافر للخليج ، وغيره سافر لأوروبا ..

هذا فضل البحث العلمى ، وذاك اختار المال ، وغيره اختار أن يبقى فى بلدته وسط أهله ..

حتى فى نفس الأسرة ، ونفس مستوى التعليم تقريبا ، ستجد أن أحد الأبناء أغنى ، وستجد أن آخر أنجح من أخيه ..

حياتك فى الستين لا تتحدد أبدا بأى كلية دخلت وأنت قبل العشرين ، ولا تتحدد بأى وظيفة التحقت وأنت فى منتصف العشرينات ..

الحياة مليئة بالاختيارات ، عند كل مرحلة ومنعطف اختيارات ،
وهذه القرارات هى فى الأغلب من يصنعك ،
حتى وإن سبقتها اختيارات خاطئة ،
وحتى إن تلتها أيضا اختيارات خاطئة ..

الفرصة لتصحيح المسار متاحة دائما ،
مهما كانت البيئة ومهما كانت الظروف ..

المصدر