التصنيفات
مقالات الضيوف

الحياة في مصر عودتنا إن الشعور بالوطنية بييجي في دفقات…موجات متفرقه.

الحياة في مصر عودتنا إن الشعور بالوطنية بييجي في دفقات…موجات متفرقه.

أول مره ويمكن أول عشرين مره حسيت فيهم “بالوطنية” أو بإنتمائي لمصر كان ليهم علاقه بالرياضه.

الكوره..جول حسام حسن في الجزائر في 89..ده اول مشهد كروي أنا فاكره..أول مره أقوم أصرخ إنه جووووووووول..جووووول…مااااصر…جووول.

ماتش إسكوتلندا اللي كان ودي، ومع ذلك إحتفلنا كأنه رسمي..وماتش هولندا طبعاً.

فريق كرة اليد بعدها..سادس عالم..إحتفلنا بيه كأنه بطل عالم.

كرم جابر وهو بياخد دهب في الأوليمبياد..وهو بيشيل الواد ويهبده على الأرض كأنه عيل صغير، دي بالنسبه لي لحظة فرحة خالصه..مافيهاش أي شائبة..مافيهاش حتى التعكير اللي كان بيحصل ساعات في بطولات أفريقيا من زحمه في الشوارع وتحرش أو خناق أحمق بين مشجعي الأهلي والزمالك على مين كسب المنتخب.

ماعرفتش إن المشاعر دي مشاعر من الدرجة التانية غير لما الثورة قامت ونزلت مظاهرة حقيقية فيها هتاف لحاجات حقيقية ممكن تفرق في الحياة..مش نصر معنوي..نصر حقيقي…أو هكذا خُيِل لنا.

عليت موجة المشاعر الوطنية قوي في 2011 و2012 ويمكن 2013 كمان..سنين إتركنت فيها الكورة من حياتي بالرغم إن الكورة عندي جزء من الحياة..أنا قعدت سنين الجامعه كلها مابروحش سبت وحد وبسقط مواد كامله ماعرفش عنها حاجه عشان دي مواعيد الدوري الإنجليزي..وكنت بزوغ من المحاضرات وأروح ماتشات الزمالك في الإستاد أنا ومحمد حسني صديقي من الجامعه..نروح ماتش الزمالك وطنطا..زمالك والترسانه..اي ماتش، مش فارقه..كل الماتشات مهمه!

فجأه كل ده خد جنب..والدوري مابقاش فارق، ولا الكورة كلها فارقه..وبقى فيه حاجات أهم.

بعدين، حصل كل اللي إحنا عارفينه..الموضوع بدأ بحلم تعيش في بلد أحسن..وإنتهى بـ كويس قوي إننا عايشين…إحنا إيه، هنطمع؟!

من مشاعر وطنية ماشيه بتتدلدق منك..تشوف مظاهره تهتف، تشوف أغنية تعيط..تشوف إنتخابات تنزل..لتخوين وعماله إلى آخره..مافيش جديد…اللي إنتصر وطني واللي ماعرفش ينتصر خاين…حد شاف في التاريخ حد أنتصر وطلع خاين؟..ماهو اللي بينتصر هو اللي بيقول مين الخاين ومين الوطني، ويا أخي ماعرفش ليه ماحدش من المنتصرين خوّن نفسه لغاية دلقتي!!

دفعات الوطنية قلت..بقيت بفتكرها في المناسبات..آخر مره مشيت في مظاهره كان من سنين..آخر مناقشه سياسية دخلتها كانت من شهور..دلوقتي بتفاداها عشان زي زمان..مامنهاش فايده…الكلام في السياسة دلوقتي الحاجه الوحيده اللي ممكن يجيبها هو المشاكل..فعلى إيه؟!

حتى ماتشات المنتخب مش عارف أتفرج عليها وأشجع بقلب من غير الشوائب دي…نص الناس اللي قاعده بتشجع لاعيبة فرقتها اللي في المنتخب..مش المنتخب..وناس كتير يفرق معاها مين جاب الجول أكتر من إن الجول جه!

بعدين شوفت فيديو وقع في إيدي بالصدفه عن حكم المحكمه في قضية تيران وصنافير..وهي قضية كانت ممكن من تلات سنين تشغلني وتبقى مركز إهتمامي، لكن دلوقتي بتابعها زي مابتابع الصراع الروسي الأوكراني أو خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، بعدم إهتمام حقيقي أو إستعداد لإستثمار اي عواطف في الموضوع.

بس لفت نظري صورة الناس اللي بتبكي من الفرحه بعد الحكم ببقاء الجزيرتين مصريتين..وبيهتفوا إن مصر هتعيش وسيادتها هتفضل..بنفس الحماس الصافي بتاع جول حسام حسن في 89.

سواء الناس دي صح ولا مش صح في القضية (ولو بتفكر تشرح وجهة نظرك فيها، وفرها أرجوك)..بس أنا مش عارف أحقد على الناس دي ولا أشفق عليها.

مش عارف، هم “إيمانهم” أقوى مني، فقدروا يثبتوا، لما ضعيفي الإراده واليقين اللي زيي إتهتوا وزهقوا وإستكفوا.

ولا هم مغيبين، بيحاولوا يوصلوا لنشوة الثورة، زي مدمن الهروين في أول مره يضرب..ويفضل بقية عمره بيطارد سراب تكرار التجربه، وبيحاول يهيأ نفس ظروفها، يمكن تتكرر تاني.

أنا مش عارف أنا اللي إنكسرت جوايا حاجه خليتني ضعيف…ولا هم اللي راحت من دماغهم حته خليتهم مجاذيب…بس في كل الأحوال، الأكيد إن الناس دي مابتدعيش.

فيه مليون سبب يخلي مصطفى بكري وأعوانه يطلعوا يقولوا وجهة نظرهم اللي بالصدفه على طول الخط مؤيده للسلطه والسلطان…تقدر تعد 100 فايده…في حين إن التانيين دول، سواء مجاذيب ولا أبطال، ماتقدرش تعد غير 100 أذية لهم وللي يتشدد لهم.

وفي آخر الفيديو، الراجل شكر اللي وقفوا مع القضية، وبارك لمالك عدلي ودومه وماهينور وعلاء عبد الفتاح وكل المسجونين.

وإكتشفت ساعتها إني نسيت إنهم مسجونين…لأني مابقيتش مهتم..فإتدورت وبدأت أمارس حياتي في حتت تانيه عادي.

بس هل هو فقد إهتمامه…هل علاء عبد الفتاح مثلا يملك رفاهية إنه يفقد إهتمامه؟
حتى لو حب يفقده..الزنزانه اللي هو فيها مش هتفكره؟
هل هو بيدفع تمن موجة الوطنية بتاعته؟..ولا هو وطني من النوع اللي وطنيته مابتتزحزحش، أو بتتغير مع المواسم زيي.

ولو هو وطني حقيقي..مش حرام يبقى في السجن؟….ولو هو مجنون أو مهووس بفكرة الثورة..مريض..هل مكانه يبقى السجن؟…ولو هو بيدفع تمن هوجة وطنية قامت وعدت…طاب مش يبقى كفايه عليه سجن؟

فيه وقت، الدولة كانت بتحبس الناس دي عشان كانت خايفه منهم…لكن دلوقتي بعد ما الناس دي مابقالهاش حول ولا قوة، ولا لهم مريدين حقيقيين ولا لو هتفوا من هنا لغاية 25 يناير 2025 إنه ثورة ثورة حتى النصر فيه إتنين مجاذيب هينزلوا معاهم…طاب الدولة سجناهم دلوقتي ليه؟؟..زهق؟..إنتقام؟

ولا الناس دي إتنست؟
المشكله إن ده وارد..إن فيه شخص بيصحى كل يوم لسنين حياته محصورة في أمتار قليله عشان فيه حد نسي يمضي على قرار إفراج، أو نسي يعمل مكالمة تليفون.

الناس النهارده كانت بتسقف وتحضن بعض عشان المنتخب كسب أوغاندا..وأنا قفشت نفسي فرحان نص فرحه كده..وكل شيء رجع لمجاريه..وموجات الوطنية رجعت كلها كورة وهاند بول..مافيش بقى موجة رحمه ولا إنسانية ولا عقل تروح الناس دي بيوتها؟

https://www.facebook.com/mostafa.m.helmy/posts/10154692543291084