التصنيفات
مقالات الضيوف

الإيجابية السامة

القناعة المغلوطة اللي عند شريحة كبيرة من البشر

فيه مصطلح مهم جدا اسمه الـ Toxic Positivity ( الإيجابية السامة )،
و هي القناعة المغلوطة اللي عند شريحة كبيرة من البشر ان لازم الانسان يكون دايما مبسوط و سعيد !!!

فبغض النظر عن اي مشاكل في الحياة لازم الانسان يحافظ علي الـ positive mindset ( المزاج الإيجابي )،
لازم يبقي متحمس دايما و مقبل علي الحياة،
ميخليش الحزن او الضيق يتملك منه مهما حصل!!!
و اللي طبعا بيخلق نوع مشوه من السعادة القهرية
نوع مزيف من المشاعر الانسانية.

فللاسف القناعة الغبية ديه كانت سبب في شعور اصحابها بنوع دفين من الذنب الوهمي،
دايما صاحبها حاسس تجاه مشاعره الطبيعية بالحزن بنوع من العار و الضعف !
دايما مطارد بعبء انه لازم يبقي بيضحك و مبتسم مهما مر بضعف او ضيق!
و إلا يبقي شخصية كيئبة over او darama queen !!

فمشكلة العالم الحالي انه مش قادر يستوعب ان المشاعر الانسانية عاملة زي علبة الوان .. مينفعش نشيل الغوامق و نرسم لوحه كلها بالوان فاتحة!
حتبقي لوحة مصطنعة مفتقرة للتوازن و المصدقية!

فمفيش رسمة من غير اللون الأسود اللي بيحدد العناصر و يدي عمق و ابعاد، نفس الفكرة مع المشاعر السلبية اللي ضرورية لنمو و نضوج الوعي البشري

في النهاية، من أكتر الجمل السامة:
( السعادة أختيار ) أو ( انت اللي في ايدك تعيش دايما سعيد )!!
لأ !! السعادة حالة زي ما الحزن او اليأس برضة حالة،
حالات بنتنقل منها مش مجبروين نعيش فيها بإختيارنا،
بنفهم نفسنا اكتر من خلالها مش بنحصر ذاتنا جواها،
حالات بتتفرض علينا بحكم الموقف او الظروف.

مش مطلوب من الانسان يقسو علي نفسه لو ممرش بحالة معينة،
او يعيش حالة عداء اعمي أو ذعر أهوج تجاه اي مشاعر الألم او الحزن، ففي جملة عظيمة بتقول:
” الطفل الذي تمد له أمه يد المساعدة دائمًا يتعلم المشي مُتأخِرًا .. السقوط ضرورة إنسانية “

المصدر