التصنيفات
مقالات الضيوف

إنجاز مع فريق متوسط = إنجاز أكبر مع فريق كبير، هل هي نظرية صحيحة؟

هل معنى إنك حققت ألقاب مع فرق صغيرة إنك لما تروح للعيبة “أفضل” و”أشهر” و”أكتر نجومية” والمفروض إن “شخصيتها أقوى” فده حيساعدك تكسب بطولات أكتر؟ أو ع الأقل تعادل نفس الإنجازات في المستوى الأعلى؟


كنت واحد من المعجبين بإيمري مع فالنسيا وإشبيلية، وحتى بعد ما راح باريس كنت لسه مصمم إنه مدرب كويس، مش مدرب صف أول طبعًا، لكن خطوة باريس كانت بالنسبة لي منطقية بالنسبة لفريق حلمه ياخد دوري الأبطال وجايب المدرب المتخصص في مباريات خروج المغلوب بعد 3 ألقاب متتالية لليوروبا ليج، منطقي أنه يروح فريق أكبر وإمكانيات أكبر وينافس على بطولات أصعب.

بأتخيل إنه لو كان في سؤال مهم بيطرحه تدهور الراجل المستمر من ساعة ما ساب إشبيلية فهو السؤال التالي؛ هل النظرية المؤكدة اللي بيؤمن بيها عموم جمهور الكورة بإنه إنجاز مع فريق متوسط = إنجاز أكبر مع فريق كبير، هي نظرية صحيحة؟ هل معنى إنك حققت ألقاب مع فرق صغيرة إنك لما تروح للعيبة “أفضل” و”أشهر” و”أكتر نجومية” والمفروض إن “شخصيتها أقوى” فده حيساعدك تكسب بطولات أكتر؟ أو ع الأقل تعادل نفس الإنجازات في المستوى الأعلى؟

من وجهة نظري، النظرية دي رغم إنها تبدو منطقية جدًا، إلا إنها من غير سياق مناسب حتبقى عديمة المعنى زيها زي أي حاجة تانية، لأنه لو كان الموضوع حسابي تمامًا زي ما النظرية دي بتقول كان حيطلعلنا كل سنة 3-4 مدربين جدد كبار ع الأقل، ومش بس ده ما بيحصلش، ده في عجز واضح في أسماء المدربين المتاحة دلوقتي لأي نادي كبير، وسبب العجز ده إن في أندية كتير حرقت مدربين كتير في فترات قصيرة، وسبب ده إنه عدد من المدربين اللي إتحرقوا دول كانوا مدربين ناجحين مع فرق صف تاني وتالت وما قدروش يقدموا نفس النجاح لما راحوا فرق كبيرة.

السؤال؛ ليه كوفاتش يقدم اللاشيء اللي قدمه مع بايرن بعد فترة تصاعدية رائعة مع فرانكفورت؟ وليه لما سارّي يقدر ينافس عملاق في إيطاليا زي يوفنتوس ويخسر الدوري بأعلى حصيلة من النقط في تاريخ الكالتشيو لمركز تاني يفشل في شيء مشابه لما يروح إنجلترا بل وفي النص التاني من الموسم يقدم كورة رتيبة على قدر كبير من الملل؟ وليه إيمري يقدم يفشل في إنه يقدم أي شيء مع باريس في البطولة اللي جابوه عشانها رغم إنه كان في موقع قوة قدام برشلونة وكسبان 4-0 في الذهاب؟

كل الناس دي، منطقيًا ومن وجهة نظر المشجعين، جالهم لعيبة أفضل وإمكانيات مادية أفضل للدخول في السوق ومع ذلك ما قدروش يكرروا نفس النجاحات، والأسباب كتير جدًا، منها البديهي اللي أي حد ممكن ياخد باله منه لو دقق ف الموضوع شوية وما أطلقش أحكام جزافية، زي مثلًا فرق حدة المنافسة بين إنجلترا وإيطاليا في حالة سارّي، وزي مثلًا مشاكل أوضة اللبس في بايرن في حالة كوفاتش، واللي هو ما واجهش زيها في فرانكفورت، وزي فكرة إن أندية وسط الجدول لما بتنوي إنها تعمل إنجاز ما بيبقاش عندها دافع غير إنها تعمل إنجاز فعلًا، ببساطة لأنه مش مطلوب منهم ومفيش ضغوط جماهيرية أو إعلامية تخليه فشل لو ما حصلش، وأنا عارف إن اللي حيتقال دلوقتي حيبان كأنه كلام تنمية بشرية بس هو حقيقي فعلًا، لأنه لما يكون ماعندكش هدف من الإنجاز غير الإنجاز نفسه، مش بتروج لنفسك كرئيس زي بارتوميو مثلًا، أو عايز تسكت الجماهير وخلاص زي كرونكي مثلًا، الأمور بتمشي بشكل صحيح ساعتها، والمشروع بيتبني على المدرب بشكل أساسي مع مراعاة بعض التفاصيل، وده اللي ما بيحصلش في الأندية الكبيرة في كتير من الحالات اللي بتبقى فيها التفاصيل أهم من المدرب، لأنه مثلًا في لعيبة كتير في البايرن لو كانت موجودة مع كوفاتش في فرانكفورت كان طردها برة النادي من أول تدريب، ولعيبة مهمة مش لعيبة سيئة بالمعنى الفني، لكن بالنسبة لحد زيه فأولوياته غير أولويات الجماهير، والقيمة الفنية مش مهمة قوي لو إنت مع كل تبديل حتعملي مشكلة، ومع كل تمرينة جديدة حتقوللي مالهاش لازمة، وأصل مع المدرب الفلاني ما كناش بنعمل كده وكانت ماشية، وأنا والله رأيي إن التمرينة تبقى ساعة بدل ساعتين، وكل الهلك اللي بيحصل ورا الكواليس وما بناخدش بالنا منه.

زي ما قلت، الإجابة في نقط كتير، لكني بأعتقد إن أهم إجابات هي الإجابات الخفية على الجمهور، ودي ما تقدرش توصلها إلا لو إبتديت تشكك فيما يتعامل معاه الجمهور على إنه مسلمات.

خلينا ناخد مثال؛ هل سارّي فعلًا لقى لعيبة أفضل لما راح تشيلسي؟ للوهلة الأولى يبدو الكلام ده إلحاد لكن خلينا نسأل، هل بيدرو وويليان أفضل من إنسيني وكاييخون؟ هل روديجير وكيهيل ولويز وكريستانسين أفضل من ألبيول وكوليبالي؟ هل أزبليكويتا وألونسو أفضل من هيساي وغلام؟ ميرتينز ولا موراتا؟ باركلي ودرينكووتر ولا زيلينسكي وآلان؟ لو فكرت شوية حتلاقي المراكز اللي فيها تشيلسي متفوق قليلة، يمكن باستثناء هازار، اللي هو بالصدفة كان مركزه بيوافق أفضل صانع لعب عند سارّي ف نابولي إنسيني واللي ممكن يعوضه الفارق الكبير بين كوليبالي وأي مثيل له ف تشيلسي، فممكن تقول إن الفوارق في باقي المراكز إما مش موجودة أو قليلة مع إن الناس كلها بتتعامل مع تشيلسي ع إنه فريق أكبر بكتير من نابولي بحكم التاريخ والإنفاق وغيره، لكن بطريقة ما الفرقتين وصلوا عند مستوى متقارب جدًا في لحظة ما الراجل راح، ومع فرق حدة المنافسة وإنفاق المنافسين وكمية الجودة اللي عندهم في القائمة تقدر تقول إنه رغم أخطاء الراجل الكتير خلال الموسم، واللي تخليه ما يستحقش يروح يوفنتوس من وجهة نظري، إلا إنه الموسم إجمالًا ماكانش فاشل إطلاقًا، خاصة لو حطيت في إعتبارك عامل الوقت اللي هو واحد من أهم العوامل في أي تجربة تدريبية، الوقت ده هو اللي سمح إنه يبقى في لعيبة زي إنسيني وزيلينسكي وجورجينيو وكوليبالي نفسه بيتقارنوا بأمثالهم في تشيلسي رغم إنهم كانوا أقل بكتير قبل سارّي، والوقت ده اللي هو ما حصلش عليه ف تشيلسي.

المثال ده حيبان منطقي لو إنت حد متابع سارّي وعارف طريقة لعبه وتفضيلاته في اللعيبة، وده يودينا لقيمة تانية محتاجين نشكك فيها من مسلمات جمهور الكورة، هو يعني إيه أصلًا لعيب “أفضل” من لعيب؟

من فترة كنت قلت في بوست تاني إعتبره البعض إلحاد برضه إنه كلوب لو كان لما مسك ليفربول لقى تشافي وإنييستا وبوسكيتس في حالتهم 2008 مثلًا كان لا حيقعدهم ع الدكة لا حيسرحهم، مش عشان هو حمار ولا عشان هم لعيبة وحشة، عشان ببساطة مش مناسبين لطريقته، لا في لياقة عالية ولا في سرعة ولا في قوة ولا في أطوال ولا في إلتحامات ولا في جري مستمر طول الماتش، اللي هي العناصر المتوافرة في كل لعيبة وسط ليفربول بالبدلاء بتوعهم، ممكن تلاقي تشامبرلين أو كيتا أو شاكيري ما عندهمش اطوال بس تشامبرلين وكيتا عندهم الباقي وشاكيري ما بيشمهاش أصلًا، والحقيقة اللي عمر ما جمهور الكورة حيعترف بيها إن في لعيبة بيتعاملوا كأساطير في الوعي الجمعي لكنهم بالنسبة لمدربين معينين مالهمش قيمة كبيرة، والمدربين دول أساطير برضه..ليه صعب على جمهور الكورة إنه يقبل الفكرة دي؟ لأن معناها إن مفيش معايير مطلقة، معناها إنه لما واحد يقول والله أنا عمري ما شفت زي تمريرات تشافي مثلًا حييجي واحد يقوله والله أنا ممكن أكون فريق ناجح جدًا ويلعب كورة مثيرة جدًا وياخد بطولات وما يكونش فيه حد زي تشافي ولا حتى شبه البروفايل بتاعه، بالتالي يتحول تشافي للاعب أسطوري في سياق معين، مش أسطوري في المطلق كده وفي أي خطة لعب وأي أسلوب، ودي مفارقة مهمة وأنا إخترت تشافي تحديدًا لأن مسيرته هو الشخصية من غير ما نضيف عليها آراءنا ولا استنتاجاتنا هي دليل واضح ع الكلام ده، وتشافي قبل 2008 حاجة وبعدها حاجة تانية.

الخلاصة؛ مفيش مطلق، مهما حزقنا، وعدد اللعيبة الصالحة لأي خطة لعب وأي أسلوب قليل جدًا جدًا، ولا أدل على ندرته من مثال تاني هو كانتي، اللعيب اللي كان أفشخ واحد في العالم في استخلاص الكورة، وبعدين تحول لتمانية حر رائع جدًا برضه، لكنه في نفس الوقت أثبت فشل ضخم جدًا لما لعب إرتكاز وحيد في 4-1-4-1 مع ديشان في 2016، ورغم إن دي كانت خطوة منطقية لناس كتير بإعتبار إنه وجود الوحش ده قدام الدفاع يسمحلنا نلعب بقى بإتنين 8 أحرار والناس تهيص وهي مطمنة، لكن الراجل اللي بيتعامل بشكل ممتاز في المواقف الهجومية دلوقتي مازال عنده مشاكل في التعامل مع الضغط في مناطقه، والتمريرات الطولية بشكل عام، وطبعًا التعامل مع الكرات العالية بحكم قصر قامته، وكلها عيوب ما تخليهوش يصلح يبقى إرتكاز وحيد في أي فرقة، رغم كونه أحد أعظم لاعبي الوسط في جيله، والأعظم على الإطلاق في فترات معينة.

لو بعد كل ده رجعت لإيمري برضه مش حتقدر تبرر فشله الذريع مع أرسنال في فترات مش قليلة، لكن حتقدر تفهم كتير من إختياراته اللي كانت حتجننك ومازالت، مرة تانية وتالتة وعاشرة؛ تقدر تفهم حاجات كتير لو فهمت دوافع المدرب وأسلوبه التكتيكي، ده المفتاح اللي منه تقدر تفسر حاجات كتير تبدو ليك جنان وتخلف عقلي.

لو رجعت لأنجح فترات إيمري مع إشبيلية حتلاقي مدرب عنده مجموعة محددة من القواعد المقدسة، بيبني فريق بيلعب ع التحولات بشكل أساسي واللعب العمودي السريع، التحولات مش معناها المرتدات، التحولات مقصود بيها أي إنقلاب بيحصل في الحالات التكتيكية الرئيسية الأربعة؛ هجوم – دفاع – تحول من الأول للتاني والعكس بالعكس.

ليه إيمري بيلعب ع التحولات؟ لنفس السبب اللي بيخلي كلوب يلعب ع التحولات، إنها أقصر طريق عشان تبني فريق ناجح بميزانية قليلة، مش بس الأقصر هي كمان الأكتر فعالية، ببساطة لأن جوهرها، اللي هو الضغط، بيعتمد ع المجهود البدني بالأساس، وأي فريق في العالم يقدر يجيب لعيبة من النوعية دي بتكاليف قليلة، نفس النظرية تنطبق على مدربين زي نونو سانتو وخولين نيجلزمان ونيكو كوفاتش بنسب متقاربة، ولو شفت إنترفيو لأي حد فيهم حتلاقيه بيتكلم عن الجزئية دي بشيء من الغموض لأنه ما عندوش تفضيلات واضحة فيما يخص الاستحواذ زي بيب أو سارّي مثلًا، هو نقطته الأهم إزاي أخطف منك الكورة في اللحظة اللي إنت فيها ضعيف وعندك مساحات، وإزاي بالعكس ما تقدرش تعمل في كده لو الكورة معايا.

من هنا تقدر تلاحظ أنماط اللعيبة اللي كان إيمري بيعتمد عليها في إشبيلية وبيبني عليها أسلوب لعبه، وإشبيلية بالذات مثال رائع جدًا لأن الفريق كان بيقلع كل موسم بعد ما يحقق اليوروبا ليج، بالتالي إيمري كان بيروح يدور – بمساعدة مونشي – على لعيبة بروفايلاتها مشابهة للي كان عنده، بالتالي تقدر تلاحظ تفضيلاته بسهولة لما تتكرر، مش مثلًا لعيب هو لقاه لما راح وما عرفش يستبدله فلبسه طول فترته هنا.

أول حاجة حتلاحظها طبعًا إن الـ4-2-3-1 ما بتتغيرش، الخطة اللي جرى العرف على إنها الأنسب للعب العمودي السريع بسبب توزيع اللعيبة فيها، واللي هي في الأصل تنويع ع الـ4-4-2 التقليدية بتاعت فيرجسون لغاية ما قبل 2008، بعد كده حتلاحظ شوية خصائص، يهمني منها الحاجات اللي ماكانتش موجودة في أرسنال وكلفت إيمري كتير، وخرجته برة الكومفورت زون بتاعته وخلته يخترع وإختراعاته كلها إنفجرت ف وشه تقريبًا.

1- أظهرة هجومية ودي نقطة كانت متوفرة نوعًا في أرسنال في مونريال وبييرين لكن إصابات الأخير خلت المتنفس الوحيد هو كولازيناك.
2- صانع لعب أو مهاجم متأخر قادر على الضغط طول ما الفريق معهوش الكورة، لدرجة أنه راكيتيتش كان بيلعب هو الـ10 في أول موسم، وبعد ما راح برشلونة إيمري استخدم بانيجا في المركز ده، المشترك بين الاتنين إنهم لعبوا كمحاور إرتكاز دفاعية في مناسبات مختلفة وإن جهدهم كان عالي خاصة راكيتيتش وطبعًا بانيجا قبل ما يكسر التلاتين، ومجرد تخيل مقارنة البروفايل ده ببروفاي أوزيل أو مخيتاريان يخليك تدرك قد إيه الراجل كان خسران المركز ده، ويفسرلك كل التجارب الخزعبلية لتوظيف أيوبي فيه، وأحيانًا جندوزي، وإنه رغم قدرة لاكازيت على أداء الدور ده ويبقى قدامه أوباميانج وتبقى تركيبة مثالية إلا إن إنعدام الأجنحة حرمه من الخيار ده، وخلاه يضطر يستخدم أوباميانج كجناح بيدخل المنطقة في التلت الأخير.
3- طول فترة إيمري في إشبيلية كان الرباعي الدفاعي كاملًا (قلوب الدفاع وثنائي الإرتكاز) كلهم طوال، بطبيعة الحال الضغط الناجح بينتج إحتمال من إتنين، إما إفتكاك الكورة إو إجبار الخصم على لعب طوليات عشوائية جهة مرماك، والأطوال لا غنى عنها في الحالة دي، عشان كده لو بصيت على أسامي محاور الإرتكاز في فترة إيمري مع إشبيلية حتلاقي أسماء زي ستيفن مبيا ونزونزي وإيبورا وكريخوفياك، أقصر واحد فيهم 186 سم، وده ممكن يفسرلك الحصانة اللي خدها واحد زي تشاكا في أرسنال واستمراره في التشكيل مهما كان سييء، ويفسرلك كمان سبب اقصاء توريرا في فترات كتيرة، لأنه إيمري كان بيشترط في ثنائي الإرتكاز إنهم يمتلكوا الأطوال وحتى خيار إنه يلعب بتشاكا وجنبه توريرا ده ماكانش أحسن حاجة بالنسبة له، وده سبب محاولته لتوظيفه كصانع لعب أو تمانية حر زي ما عمل مع بانيجا اللي برضه طوله ما كانش بيسمحله يتعامل مع الهوائيات، وأنا مش بأقول إن ده كان صح أو غلط، كان صح ف مناسبات وغلط ف مناسبات، لكن الفكرة إنه كان نابع من الشكل المعين اللي الراجل كان عايز يلعب بيه، واللي ما لقاش أدواته في أرسنال خالص.

طبعًا ده مش كل حاجة، في عناصر تانية كانت مؤثرة زي إحجام الإدارة عن الإنفاق على مدافع تقيل وإكتفاءها بالضحك المستمر في الخط ده، وإصابة واحد زي هولدينج كان ممكن يقلل نسبة الضحك شوية، وده كله برضه ما ينفيش إن الراجل عمل كوارث، ودخل ماتشات بتشكيلات غلط، وعمل تغييرات فاشلة، وأحيانًا كان بيسرع الريتم ولعيبته مشحرة والعكس بالعكس، لكن الهدف من القصة دي كلها حاجة واحدة، إنه تقييمك للاعب ده إنه أفضل أو أسوأ من ده هو تقييمك إنت وعندك أسبابك عشان تقول كده، في دماغك شكل معين من الكورة لازم يلعبه أرسنال أو الفريق اللي بتشجعه، والشكل ده بيتطلب لعيبة معينة، لكن الشكل ده مش شرط خالص يكون متوافق مع أسلوب لعب المدرب، ولو كان متوافق معاه ففي تفاصيل مش دايمًا بنشوفها غير بعد ما الحاجة تحصل ونبتدي نبصلها بأثر رجعي بعد ما شفنا النتيجة، وده كله مالوش علاقة بالصح والغلط، في مليون طريقة عشان تبني فرقة ومليون طريقة عشان تهاجم ومليون طريقة عشان تدافع، وكل تفصيلة ممكن توديك في مسار مختلف، والأمثلة على ده لا تحصر يعني.

للوهلة الأولى لو سألت أي حد بيتفرج ع كورة هو أوزيل 10 أفضل ولا بانيجا ولا راكيتيتش مش حيفكر أصلًا، لكن مفيش مدرب بيحسبها بالشكل ده، ببساطة لأنك لما بتقول كلمة زي صانع لعب في صورة معينة بتيجي ف دماغك، بتتخيل مثلا أوزيل وهو بيعمل بينيات وتحاول تتخيل راكيتيتش بيعمل نفس الحاجة فتلاقي فرق جودة كبير، بينما لو سألت إيمري نفس السؤال هو حيتخيل حاجة مختلفة تمامًا، حيتخيل أوزيل وهو بيضغط ع إرتكاز الخصم عشان يخلق التحول اللي هو عايزه ويباغت دفاع الخصم في وضعية صعبة، ولما يتخيل ده ممكن يغمى عليه م الضحك، ومش حيهتم قوي بالبينيات الصعبة والتمريرات الخزعبلية لأنه هدفه الأصلي إنه ما يحتاجهاش أصلًا، وأنه يقطع الكورة في وضعية يبقى فيها مساحات تخلي أي عيل صغير يعرف يباصي الكورة ولا يعرضها ويعمل فرصة عادي من غير مهارة كبيرة.

حد حيقول ما هو لو عايز يبقى مدرب كبير ويمسك فرق كبيرة لازم حسيتعين بلاعب زي أوزيل يفكله التكتلات قدام الفرق الصغيرة، وده صحيح، ده تطور لابد منه عند مرحلة ما، لكن مش شرط يتم ببروفايل زي أوزيل، ممكن إيمري يساوم ع قناعاته ساعتها ويختار واحد زي فرانكو فاسكيز مثلًا اللي راح إشبيلية بعد ما هو مشي، واللي هو لعيب حريف جدًا ومجهوده كبير في نفس الوقت وبيأدي كذا وظيفة بكفاءة متقاربة بدل ما يأدي وظيفة واحدة بكفاءة استثنائية زي أوزيل، لكن في أرسنال لا ده كان موجود ولا ده كان موجود، وممكن تقيس على مراكز كتير بنفس الطريقة.

هل ده معناه إن إيمري كان حيبقى مدرب كبير وأرسنال هو اللي عطله؟ لأ مش بالظبط، في رأيي إن إيمري كان عنده مشاكل في التطور، وهي بالمناسبة نفس المشاكل اللي بيعاني منها نونو سانتو قدام أغلب الفرق اللي ما بتمسكش عليه الكورة، ونفس القصة مع نيجلزمان وكوفاتش وغيرهم كتير، لكن القصد إنه حتى لو ماكانش إيمري المدرب الأنسب لأرسنال وحتى لو هو عمره ما حيبقى مدرب كبير فكان في الإمكان أفضل مما كان، وأيًا كان النادي وأيًا كان مشروعه فمفيش أي مبرر إنك تجيب أي مدرب له أسلوب لعب واضح وبعدين تعانده في خياراته أو ما توفرلوش الأدوات المناسبة وتفرض عليه رؤيتك حتى لو ف النهاية حتجيب لعيبة جيدة من وجهة نظرك ووجهة نظر الجمهور، ده ببساطة مالوش اسم غير تضييع الوقت والفلوس والمجهود، لأنه حتى لو كان مدرب مرحلي وكده كده حتخلص منه عند وقت معين فإنت ما ساعدتوش إنه يقدم أفضل حاجة في الوقت اللي هو موجود فيه.

https://www.facebook.com/louay.fawzy/posts/3582077341803229