التصنيفات
مقالات الضيوف

أهبل إنسان في العالم هو المشحون عاطفيًا

لا مبرر منطقي ولا دافع أخلاقي

من فوائد التعاطف هو انه بيخليك إنسان ألطف مع اللي حواليك،
تحس بيهم،
تفهم مشاعرهم،
وبالتالي حكمك عليهم يكون أرحم،
لكن لو التعاطف دا كان سبب في تحسين وإنقاذ حياة ناس كتير فهو نفس الشعور اللي يبدو جميل دا كان سبب في هلاك الملايين.

والتعاطف شعور غير بريء – زي ما بيقول بول بلوم عنه – لأنه بيسلط الضوء على حوادث معينة “هنا والآن” ويتجاهل كل السياقات المختلفة عنها، يخلي معاناة فئة معينة هي الأهم ويتجاهل معاناة غيرهم، واللي معاه الكشاف هو اللي بيعرف يسلط الضوء ويقولك تحب وتتأثر بإيه وتتعاطف معاه، وفي المقابل تتجاهل معاناة البقية،

تجيب مصاصة وشيبسي لطفل مريض سرطان بتمن ناموسية ممكن تنقذ عيلة وأطفالها اللي بيموتوا كل دقيقة من الملاريا في أفريقيا.. الاتنين يستحقوا الإنقاذ أه.. لكن الناس ما بتتحركش طبقًا لأحكام أخلاقية محايدة منطقية،
بل بتتحرك للمطرح اللي اتوجهلهم عليه الكشاف عشان يتحركوا ناحيته..

ومشكلته كمان إنه شعور له مخالب،
الشخص اللي ممتلئ بالتعاطف تجاه قضية دونًا عن غيرها غالبًا بني آدم أحمق وساذج صعب تتناقش معاه منطقيًا لأن العاطفة بتفيض منه وبالتالي أي منطق حكيم تحاول تتكلم بيه معاه هتفشل.

الأسوأ من كدة لما يكون التعاطف دا تعاطف جمعي،
بيتم حشده على هوى اللي معاه الكشاف والإمكانيات اللي قادر يسخرها لتسليط الضوء على شيء معين، يشحن عاطفة الناس ناحية فكرة معينة، وقتها مش مهم أي نقاش حيادي، ومش مهم أي حقايق ولا أرقام، ومش مهم مين الجاني ومين الضحية المهم إننا حاسين أوي بطرف ومتعاطفين معاه،
ولما ينجح الحشد العاطفي وتعبئة الناس عاطفيًا لصالح غرض معين، بيكون دا أنسب وقت للمزيد من إهلاك الناس اللي مش تحت الضوء وتسفيه آلامهم وجراحهم وتنفيذ أسوأ السيناريوهات في حقهم.

دونالد ترامب في الجولة الأولى من الانتخابات الأمريكية استخدم التعاطف سلاح ضد الأقليات عن طريق انه يحط كشاف على جرايم قتل واغتصاب فردية ارتكبها مهاجرين بغرض انه ياخد اجراءات تعسفية ضد كل المهاجرين، وترامب سيكوباتي زيه زي هتلر زي غيرهم كتير سيكوباتيين فاقدي القدرة على التعاطف من الأساس لكنهم أذكياء بما فيه الكفاية انهم يستخدموا التعاطف سلاح للتلاعب بالناس وتعبئتهم من أجل مكاسبهم.

هات أنبغ إنسان في العالم وقعه أسير للتعاطف مع قضية معينة هيتجاهل كل الحقايق والصور والأرقام اللي في الدنيا لأنه في حالة هياج عاطفي، ويوم ما تحط الحقايق والصور دي في عنيه وهو هايج عاطفيًا عشان تجبره انه ما يعرفش يتجاهلها هيسخر ويسفه منها، أو على أقل تقدير هيرد بحجج تفيض بالحماقة والسذاجة.

أهبل إنسان في العالم هو المشحون عاطفيًا بلا مبرر منطقي ولا دافع أخلاقي.

المصدر