التصنيفات
فكّر مقالات الضيوف

ازاي مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مش بيتناقض مع الحريات الشخصية

ازاي مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مش بيتناقض مع الحريات الشخصية …لو اتنين اتفقوا يمارسوا الشذوذ الجنسي مع بعض ومفيش حد متضرر والاتنين مبسوطين لو الاتنين مسلمين ممكن يفهموا الدافع اللي يخليني انصحهم عشان هما عارفين انهم بيعملوا حاجة غلط , ولو رفضوا ده فمش من حقي أتدخل في حياتهم الشخصية , ولو مش مسلمين فالموضوع اتحسم من الأول أني بتدخل في حياتهم , وهل اصلا الدين معمول عشان نتدخل في خيارات بعض ونصنف بعض ولا ايه؟

ج / بسم الله

(تحذير: الجواب طويل وكبير وسمين وثمين وكل حاجة)

صباح الخير يا نجم، أنا معرفش مين ورا الشاشة، وبالتالي مش هسارع بافتراض أنك مثلًا عاوز تهاجم وخلاص، وإن كان الجملة اللي ختمت بيها سؤالك ضايقتني وخلتني افترض حاجات، بس مش هأعمل كده، وهافترض أنك فعلًا بتسأل بجد، ولكن أنت بالتالي، هتعذرني لو احتديت في الجواب، في النهاية أنا ما أعرفكش.

🛑 خليني قبل ما أجاوب أقولك المفروض تسأل إزاي، مينفعش تسأل حد وتحط في السؤال الجواب، يعني مينفعش تقول لي: “إزاي مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مش بيتناقض مع الحريات الشخصية”
لأن هنا فيه افتراض بسيط: الحرية الشخصية قيمة مقدّسة، لا يجوز مخالفتها.
شايف بقا المقدمة المضمرة دي، أنا مين قالك إني موافق عليها؟، فلما تسألني وتتجاهل المقدّمة دي، كأنك بتقول لي: هي قيمة مقدسّة غصب عنك، ودا غلط، عشان “حريتي الشخصية” ع الأقل 

كمان مينفعش تقول لي “مش من حقّي اتدخل في حياتهم الشخصية” ، عشان دي فيها مقدّمتين مضمرتين:
الأولانية: المجاهرة بالشذوذ = حياة شخصية، وأنا مش موافق عليها برضه.
والتانية: التدخل في حياة الآخرين الشخصية غلط، وأنا مش موافق عليها برضه.
فساعتها أنا مش مطالب أجاوب، إنت مطالب تثبت مقدماتك اللي بنيت عليها سؤالك الأول، عشان نعترف أنه “سؤال” مش “إصدار حكم نهائي” وإنت عاوزني أصدّق عليه.

كمان مينفعش برضه تقول لي: محدش متضرر.
لأنك بتفترض هنا مقدمتين برضه:
الأولى: الضرر محصور في الضرر المادي
الثانية: الضرر المادي محصور في الضرر المباشر
ودول مقدمتين أنا برضه مش موافق عليهم!، فأنت برضه مطالب تثبتهم، وتثبت لي هما ليه صح، وبالتالي أنا بعدها أجاوبك، هل بيتعارض وللا مبيتعارضش.

كمان مينفعش برضه تقول لي: “وهل أصلًا الدين معمول عشان كذا وكذا وكذا”
لأنه فيها كذا مقدّمة مضمرة برضه، استخرجها بنفسك (تمرين 1) 

🛑 قبل ما أجاوبك برضه، خليني أقولك شوية حقائق وبعض من آخر الأخبار، في حال كنت قادم من المريخ، أو كنت في أجازة أو عطلة طويلة أو رحلة تأمل صوفي ومنقطع عن العالم.

الخبر الأول: لقد عاد النازيون، بجد والله، وبيقولوا أن مفروض العرق الأبيض يستعيد سيطرته، وكفاية بقا تعددية ثقافية وحريات فردية ومهاجرين وقرف وقلة قيمة، إحنا بننهار، أقولك مفاجأة، دول مش قليلين، دول متصاعدين بشكل جنوني، واحد منهم عمل مذبحة في مسجد في نيوزلاندا من قريب، وكتب مانفيستو بيشرح فيه أفكاره، لو مكنتش تعرف.

الخبر الثاني: اليسار (الناس بتوع الحريات الشخصية دول)، بقا ليهم تيّار يتبنى العنف كاستراتيجية أساسية لمواجهة الناس اللي فوق دول، اسمهم أنتيفا، وهذا الأنتيفا، ترامب كان بيفكّر يعلنهم جماعة إرهابية (لووول إكس دي) ، والله بجد برضه.

الخبر الثالث: عارف مين ترامب دا؟، رئيس الولايات المتحدّة الأمريكية شخصيًا (بلد الحريّة وتمثال الحريّة)، وهذا الرئيس، تحديدًا، ضد الموضوع دا كله، من ساسه لراسه لكراسه، وشايف يعني أنه عادي يكون عنصري وبيس، وشعاره هو ومؤيديه (الكتير جدًا): Make America Great Again.

الخبر الرابع: الصين بتحقق معجزة اقتصادية لم تحدث منذ الحرب العالمية التانية وصعود الأمريكان، عن طريق تعبئة الناس في الكونتينرات المسمّاة بأماكن العمل، ومراقبتهم عن طريق نظام المراقبة الشامل اللي بيحدد من حركة جسمك وطريقة مشيك ومش محتاج يشوف من ملامحك شيء، واللي مربوط بيه حياتك الاجتماعية وتعليمك وفلوسك وكله، لضمان أنهم بيتصرفوا زي ما الدولة بتقول، ولو حد عمل أي حوار (زي أنه مثلًا يخلّف طفلين بدلًا من طفل واحد)، ممكن ببساطة يتعمل له شيفت ديليت من العالم.

الخبر الخامس: بريطانيا نازلة في الشلال، والاتحاد الأوروبي نازل وراها، والمهاجرين في أوروبا بيتحطّ عليهم.

الخبر السادس: البرامج الكوميدية الروسية، بيقعدوا يجيبوا أخبار أمريكا بتاعت الصواب السياسي والنسويات وكده، ويضحكوا عليها.

الخبر السابع: بوتين بيعمل مؤتمرات ينتقد فيها الصوابية السياسية وأيدولوجيا التعددية الثقافية التي تهدف إلى تسوية المختلفين وقتل التنوع الذي خلق الله الأرض عليه.

الخبر الثامن: تشهد الولايات المتحدة، وأوروبا، انهيارًا في معدلات المواليد، لدرجة أن التنبؤات الإحصائية تقول أن مستقبل المدن في هذه البلدان سيكون “بلا أطفال”.

الخبر التاسع: بيقولك الهبوط على القمر كان عنصري وإنجاز ذكوري، والتكييف عنصري لأنه معمول ليلائم الرجل، بينما المرأة بتسقع أسرع، وبيقولك برضه كاليفورنيا منعت استخدام كلمات من عينة manhole اللي هي فتحة البلاعة، عشان هي عنصرية، ومجتمع الميم متضايقين أن سكارليت جوهانسون مثلّت دور واحدة مثلية، بينما هي مش مثلية، وسلاحف النينجا أضافوا لهم شخصية بنت مثلية، وميجان رابينوا لاعبة كرة القدم النسائية الأمريكية بتقول لو الفريق مفيهوش شواذ عمره ما هيكسب، في ولاية تكساس فيه أب المحكمة أمرته بتربية ابنه الذكر اللي عنده 6 سنين على أنه متحوّل جنسيًا، عشان هو شايف نفسه بنت، ميكي ماوس ومارلين مونرو بقوا ببشرة سوداء، “جيمس بوند” طلع بنت سوداء البشرة، وفيه ظابط شرطة كتب شتيمة لنائبة لاتينية في الكونجرس، فاتطرد من الشغل لأنه “عنصري”، وفيه طلاب مدرسة أمريكية راحوا رحلة لمتحف، لقوا قدامهم واحدة عريانة كليّة، وقالوا أن دا بيساعدهم على عدم جنسنة المرأة وتشييئها، وفيه برامج تعليم جنسي للأطفال، تدعى comprehensive sexual education تتبناها الأمم المتحدّة في الدول المتخلفة، وتتبناها المدارس في الدول المتقدمة، بتعرّف الأطفال في الابتدائي إزاي يمارسوا الجنس، وطرق ممارسته، والأوضاع، وطرق التعامل مع الأعضاء التناسلية، وإزاي تمارس الجنس المثلي، وإزاي تعبّر عن إعجابك الجنسي بحد.

الخبر العاشر: في كندا حاليًا القانون بيجرّم أنك لو شفت ولد وهو حاسس أنه مش ولد وقالك قل لي: يا نحن، أو يا إنتي، أو يا بتاعتي، أو يا كلبوبة، أو أيًا يكن، فلو معملتش كده ممكن تتسجن.

الخبر الحادي عشر: في كندا برضه، فيه واحد متحوّل جنسيًا – هو بيقول كده – ، حوّل جسمه لجسم ست، بس لسه سايب عضوه، راح لكوافير نسائي، وطلب منهم إزالة شعر المنطقة، فلما الست في الكوافير شافت أنه لسه محتفظ بعضوه، قالت له: أنت راجل، إزاي يعني؟
فقام رفع شكوى للحكومة، والعاملات في هذا الكوافير، وصاحبة الكوافير نفسها، معرضين للفصل من العمل لو موافقوش على أنهم يعملوا له اللي عاوزه، بإلزام من الحكومة  ، هو نفس الشخص طلب ينزل في حمام سباحة خاص بالبنات المراهقات، عشان شايف نفسه بنت عادي. وهو ما دفع مجموعة من المثليات أنهم يعملوا حملة لإنقاذ التوجه المثلي الجنسي النسائي، عشان الترانس دول خطر عليهم وبيتحولوا بينما بيحتفظوا بأشيائهم ويمارسوا الجنس مع الستات المثليات عادي.

الخبر الحادي عشر: جامعة هارفارد طلّعت دراسة، بتقول أنه البيدوفيليا، أي الميل الجنسي للأطفال، هي توجه جنسي “طبيعي” و”لايمكن تغييره”، زي ما حصل مع المثلية نفسها من عدّة سنوات، وحاليًا يوجد حملة ضخمة في وسائل الإعلام للتطبيع مع “الميل الجنسي للأطفال” بوصفه “توجه جنسي” عادي، وطالما “مش بيضر حد” يبقا قشطة، نقبله عادي، هو بيستثار كده يا جماعة إيه ذنبه بس؟

الخبر الثاني عشر: في اليابان تم زرع خلايا إنسانية في جنين حيواني، وفي الصين أول جنين هجين من القرد والإنسان بدأ نموه من فترة في معمل في الصين.

الخبر الثالث عشر: من يومين كده، كان فيه أسرة بريطانية بتصيّف في تركيا، رجعت البيت فتحت الشنطة لقيوا نحلة في الشنطة، عرفوا عملوا ايه؟، حبسوها لما قعدت تلف حوالين البيت، وبلغوا السلطات في وزارة البيئة، فالسلطات قررت إعدامها عشان خطر على النحل الإنجليزي (أقسم بالله دا حصل، والله العظيم)، فقام رابطة مربي النحل التركية وقعت عريضة ضد انتهاك حقوق النحل (لوووول) والله ياعم دا حصل، وهاشتاجات بقا: لا لإعدام النحلة، والحكومتين عاملين مشاكل جامد، المهم النحلة هربت دلوقتي وبيدوروا عليها، وفيه نشرة أصدرتها الحكومة الإنجليزية بمواصفات النحلة عشان لو حد شافها يقبض عليها.
(والله العظيم تلاتة حصل، والله)

أهلًا بك في العالم يا حبّي، أنا بس حبيت أعمل لك أبديت عشان حاسس سؤالك من عشرين سنة وعليه تراب وكده.

🛑 نجاوب بقا؟، نجاوب.

عاوزك تفكك خالص من الدين دلوقتي، اعتبره مش موجود، وخلينا نتكلم على هذا الأساس.

أولًا: “we live in a society”
فيه حقيقة مهمّة، هنستخدمها معانا طول الجواب دا، إن شاء الله يعني، وهي الحقيقة التي قالها الجوكر، “we live in a society”، احفظها كويس.
دا معناه إيه بقا؟ ، خليني أحكي لك القصة من الأول.

دلوقتي حضرتك كجنين، بتبقا معتمد كليًّا وجزئيًا على ماما، ماما بتاكل كويس، هتنمو كويس، مش بتاكل كويس، هتتبهدل، ماما نفسيتها كويسة، هتبقا أنت مستريح، ماما محطوط عليها، هتبقا أنت مش كويس برضه، ماما بتشرب خمرة، هتنزل بتشوّه غالبًا، (بالمناسبة أنك تقول لست متشربش وهي حامل دي “عنصرية” حسب ما واحد يساري كتب مقال بيقول) ، ثم بتتولد، كمولود بتتولد بلبوص، على مستوى فيزيائي ونفساني، ليس معك أي شيء، ولا أنت عارف حاجة، وعاجز ضعيف لا تقدر على الحركة ولا أنك تأكل نفسك ولا تشرّب نفسك ولا تعمل أي تصرف، بييجي بقا بابا وماما – في العصور الغابرة بقا، ممكن دلوقتي بابا وبابا، أو ماما وماما، أو ماما وكلب، زي ما واحدة اتجوزت كلبها قريب واحتفت بها وسائل الإعلام – المهم، بييجي بابا وماما يقدّموك بقا للعالم، أنت بتشوف العالم من خلالهم وفقط، مفيش حرية شخصية ولا بطيخ من دا، بتاكل اللي بيأكلوه لك، وبتشوف العالم من خلالهم، بعدين تبدأ تتكلم، بتكتسب لغتهم هما، وطريقة تعبيرهم هما، وأفكارهم هما، بعدين أحبيبي، تبدأ بقا تكتشف أن العالم فيه مودي وتوتي ومنة وسمية وخالتو وطنط، وهنا يبدأ بابا وماما يقولوا لك تعمل ايه ومتعملش إيه، لأنهم لو مقالوش كده، غالبًا مش هتعيش يوم كامل متواصل دون عاهة مستديمة، “متعديش الشارع” ، الكهرباء بتموت، متكلمش حد غريب، لما حد يقولك تعالا وريني إيه تحت هدومك متسمعش كلامه وصوّت، مينفعش تمشي في الشارع عريان، مينفعش تشتم حد عشان عيب، وكل هذا الأشياء، التي تدعى “التربية” ، أو بشكل علمي “الهندسة الاجتماعية”، بمعنى أن بابا وماما بيسستموك، عشان تعرف تعيش ككائن بشري وسط مجموعة من الكائنات البشرية الأخرى، المسمّاة بـ”المجتمع”، فاكر الجملة اللي قلت لك احفظها؟

بعدين تخش المدرسة، تلاقي أبلة سوسو، وميس عطيّات، يجلدوك بالخرزانة لما كنت هتفقع عين زميلك، فتفهم أنك لو حاولت تفقع عين حد دا غلط، يقولوا لك مينفعش توقع زمايلك البنات في الأرض، متضربش العيال يا محمد يا قليل الأدب، احترم الظباط، اسمع كلام بابا وماما، لمّ نفسك، اعمل الواجب، كدهون.
بعدين بقا تبدأ تراهق في إعدادي وتعوز تكلّم بنات وتصيع، فتظن أنك خرجت عن سلطة الأبوين والمدرسين، بينما أنت كل اللي عملته أنك عايش في مجتمع تاني، غير المجتمع بتاع بابا وماما، اللي هو مجتمع صحابك المسرتنين، اللي يعرفوك بقا ع الدنيا من المنظور بتاع قلالات الأدب اللي أبوك وأمك والمدرسين قعدوا يحذروك منهم دول، وتلاقي صحابك في إعدادي بيقولوا لك: We are the kids your parents warned you About، وهكذا، تتعرف من بين الصحاب دول على واحد اسمه “عليق” – هنفترض يعني- ويقولك بقا عاوزين نصاحب بنات يلا يا محما ونخربها، ويقودك في دروب الانحراف، عشان تبقا أنت كل اللي في دماغك ساعتها: إيه اللي بابا كان بيقول عليه غلط عشان اعمله؟، بينما أنت تظن أنك كده بتتمرد وما هو إلا ارتداد نفسي وفقط.

بعدين صاحبك عليق دا يخش الجامعة ويبقا يساري، وبدل ما كان بيسميها “مصاحبة بنات” هيقولك: عاوزين نتمرد على المجتمع يا محمااااااا، ثوري، إنتي ثورة مش عورة يا بت، وهكذا.
هي نفس الرغبة الإيروسية المستخبية في مجاهل اللاوعي، بس بقا اسمها نضال سياسي وهكذا.
بينما ما لا يدركه عليق، ولا إنت يا محما، ولا البنت اللي هي ثورة مش عورة دي، إن احنا في النهاية برضه لا زلنا نعيش في مجتمع، وأنكم في النهاية هتتفقوا على قواعد معيّنة للسلوك، وهيبقا فيه آراء “مقبولة” وأخرى “مرفوضة” في وسط هذا المجتمع الثائر الجاحد.

we live in a society زي ما قلت لحضرتك.
بعدين لما تتخرج وتشتغل بقا تكتشتف أنه برضه we live in a society، وأنك لازم تيجي تبصم، ومينفعش تغيب بدون إذن اكتر من كام يوم، وتبدأ حياتك تتهندس برضه، كأي موظف عادي خالص.

🛑 طيّب، ما الذي يعنيه هذا الكلام الجميل جدًا؟

أولًا: الاحتياج للانتماء احتياج إنساني أصيل، وهو أخطر أنواع الاحتياجات، لازم تنتمي لمجموعة من الناس.
ثانيًا: معنى انتمائك لمجموعة من الناس، أنك هـ”تصنّف” الآخرين شئت أم أبيت، لأنه يعني أنا عاوز أعرف مين “شبهي” فيبقا انتمي إليه، ومين “مش شبهي” فأحطه في خانة غير المرغوب، أو العدو حتّى.
ثالثًا: أنه وفقًا للحقيقتين أعلاه، ينشأ ما يسمى بالعرف أو الـ “Social Norms”، والتي تحدد للناس مجموعة من الأشياء التي تواضعوا عليها عشان مش هنقعد نتناقش فيها كل مرة، العربيات بتمشي كده، الكلام بالطريقة دي، اللبس بالطريقة دي، مينفعش تقول لي مش عارف ايه، تكوّم هذه الأعراف وتعاقب التعامل بها، ينشيء ما يسمى بالتقاليد والعادات والأشياء social customs & Traditions، ودا زي ما هو في مجتمع المنحرفين بتاع صاحبك عليق، فهو في مجتمع بابا وماما، ومجتمع المدرسة، وكل المجتمعات الممكنة.
رابعًا: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وأي 3 هيتجمعوا مع بعض، هيعملوا نفس الحاجات المذكورة أعلاه.
خامسًا: التدخل في حياة الآخرين الشخصية حتمي، من أول ما حضرتك جنين، لغاية ما تكبر إن شاء الله وتتوظف وحتى تصل إلى القبر، وتصنيفهم كذلك حتمي.
سادسًا: لا يوجد شيء اسمه الحرية الشخصية، مفيش حد “حر” تمامًا بالطريقة التي تفترضها أصلًا، وإلّا فإن إبادة اليهود كانت حرية الألمان، والعبودية هي حرية السيّد، والاغتصاب هو حرية الرجل، والسرقة هي حرية السارق، والجريمة حرية المجرم، والضرب حرية المعتدي، وكل الكلام دا، وهو للمفارقة ما يمكن أن يقال مثلًا على “حق الإجهاض” اللي النسويات قالبين الدنيا عليه و بيعتبروه “حرية شخصية”، فلو كان قتل الجنين ولو قبل الولادة بأيام حرية للمرأة، فالأمثلة أعلاه صحيحة برضه.
سابعًا: لما إنت تحط في المناهج مثلًا إن المثلية ميول طبيعية، إنت هنا مش بتحترم حرية شخصية ولا حاجة، أنت بتـ”لقّن” الأطفال، أنه المثلية ميول طبيعية، أي أنك “بتفرض” عليهم رؤية معيّنة للحياة، وهذه الرؤية، رحت أو جيت، اتشلت واتهبدت، بتاعتك إنت، أي أنه في النهاية لازم واحد هيقول: دي ميول طبيعية، أو واحد هيقول: دي ميول مش طبيعية. (أمر بالمعروف أهه، ونهي عن المنكر كمان لما يقولك: مينفعش تبقا هوموفوبيك أو عنصري)
لازم واحد هيقول: دي صح، أو واحد هيقول: دي غلط. ، لازم، بغض النظر مين فيهم صح.

طيّب، إذا “المجتمع” حتمي، و”الأعراف” حتمية، ووجود “النبذ والعقاب الاجتماعي” لسلوكيات معيّنة حتمي برضه، غصب عن عين الإنسان هيعمل كل الكلام دا، ولا يمكن أن يعيش الإنسان مع الآخرين بدون ما يكون فيه قواعد مشتركة متفقة للسلوك والتفكير، وهذه القواعد بطبيعتها، سلطوية تستثنى من نطاقها أشياء وتضع أشياء وهكذا.
(راجع قسم الأخبار تاني كده، حيث أصحاب “الحريات الشخصية” بيجبروا الآخرين على آرائهم عافية)

ثانيًا: إيه هي الحرية الشخصية دي؟
خليني أقولك حاجة، لو رجعت بآلة الزمن، لأي مجتمع من مجتمعات البشر، مش هتلاقي حد بيقول لك: أنا ضد الحرية، مفيش، زي ما مش هتلاقي حد بيقولك أنا مش ضد العدل، مفيش يا باشا.
طيّب، يعني كل المجتمعات عندها حرية؟، آه، بتعريفهم همّا للحرية – افتكر إن مفيش دين ومفيش حاجات مطلقة هنا كما افترضنا –
يعني مجتمعات اليونان، كانت شايفة الحرية دي حاجة مقصورة على ولاد البلد، وباقي الأعراق عبيد لهم، مش من “حريتك الشخصية” كأفريقي ترفض دا. طيب اليونان دول من حقهم يخالفوا الحاكم مثلًا او دي حرية شخصية؟، آه، دا عند أمه، هكذا.
مجتمعات العرب، كانت شايفة الأسياد لهم كامل الحرية، ولكن العبيد مالهمش، لكن الأسياد دول لو حاولوا يخرجوا عن دين آبائهم أو عن الأعراف الاجتماعية، يبقا مش من حريتهم.
أي مجتمع في الدنيا، بيعرف الحرية بوصفها “قيمة نطاقية” أي لها خطوط حمراء، الخطوط الحمراء دي بقا، بتبقا اللي المجتمع دا شايفه يؤدي إلى إنهيار اجتماعي أو أيًا يكن من خطوط.
وبالتالي السؤال: الحرية بتاعت مين بقا هي الحرية الشخصية اللي بتتكلم عنها؟
ليس هناك شخص “حر حرية شخصيًة كاملة” اللهم إلّا الشيطان وفقط، دا اللي فعلًا ممكن يعمل كل حاجة.
كما أنه لا يوجد شيء اسمه “الحرية الشخصية”، فيه شيء اسمه “التعريف الليبرالي للحرية الشخصية”، والليبرالية دي أيدولوجيا، يعني ايه الكلام دا؟، يعني هي مش رؤية واقعية، هي نموذج تفسيري يوتوبي، بيقول لنا: والله صحيح “we live in a society” بس هأنكر! ، هتنكر ليه ياعم؟ لأن مفروض الفرد هو النقطة المرجعية وليس المجتمع، طب مين قال الكلام دا؟، أنا وواحد صاحبي – حرفيًا –
طيّب دا معناه إيه؟، معناه أن المؤسسات الاجتماعية – اللي خلقها المجتمع بأعرافه وقيمه وحاجاته – تحمي الفرد من المجتمع، تحميه إزاي يا عم إنت؟، يعني تضمن أن المجتمع ميجبرهوش على شيء، طب ما هو أنت كده بتقول أن المجتمع ميبقاش مجتمع!، فيقولك: آه، ما أنا قلت لك “we live in a society” بس هأنكر! ، طيب ماشي، الحريات دي إيه؟، فقامت الليبرالية بقا قدمت تعريفها النطاقي للحرية، اللي هو :الحريات الفردية اللي أنت بتسميها “الحرية الشخصية” وهي تسمية خاطئة، اللي هي: حرية المعتقد، حرية التفكير، حرية الجرجير، حرية اختيار التوجه الجنسي، كل هذا الكلام.
طيّب: التعريف النطاقي دا هتلزموا المجتمع بيه على أي أساس؟، على أساس القانون أحبيبي، بقوة الدولة، اللي هو أصلًا شيء ضد “الحرية الشخصية” كما تسميها  ، (راجع قسم الأخبار في أول الجواب كده تاني)
طيّب، صاحبك “عليق” شاف الكلام دا، وقام قالك: “أنت حر، مالم تضر” ، فهنا بقا نناقش قصة الشذوذ دي، لأنها المثال الأنسب لتدمير هذه المسألة من بابها.

ثالثًا: مسألة الشذوذ.
زي ما اتفقنا، هنفترض أن مفيش أصلًا لا أديان ولا حاجة، افترض فقط.
دلوقتي الشذوذ دا عبارة عن إيه؟، عبارة عن ميول جنسية تجاه نفس الجنس، كويس؟، طيبّ، إحنا الطبيعة طورتنا، كبشر، نتكاثر تكاثر جنسي، معتمد على اتصال جنسي، بين الذكر والأنثى، يعني الموضوع ضد “التطور الطبيعي” للإنسان، يعني لو افترضنا أنه فيه مجتمع ما، هذا المجتمع موجود في تاريخ البشرية في لحظة معيّنة من الزمن، وبيعتمد على غرائزه الطبيعية في الحكم على الأمور، بلا أخلاق بلا أديان، فغريزته الطبيعية، هتخليه يعزل الشواذ من المجتمع، ويمنعهم من خيراته، لأنهم ببساطة أشخاص “غير منتجين” اجتماعيًا، ومش بيفيدوا في بقاء المجتمع، زي ما أي كائن عضوي، هيتخلّص من أي شيء يمنعه من أداء وظائفه، وبالتالي الشذوذ مش بس مضرّ، دا من مبيدات الوجود الإنساني، وعشان كده تاريخيًا، الشواذ كانوا فئة قليلة غير منتشرة في المجتمع ولا معبّر عنها، مش عشان القهر و”كراهية الاختلاف” وكل هذا الهراء الليبرالي، الموضوع وما فيه، أن أي حد عنده بـ25 قرش مفهومية، هيعرف أنه بشكل طبيعي، الشخص دا مفروض ينقرض، ليه مفروض يشارك في المجتمع بقا؟
طيّب، أنا شخص ما، عاوز جيناتي تنتشر، عاوز عيالي يتزاوجوا مع بنات الآخرين ويخلفوا لي أحفاد والذي منه – غريزة طبيعية – مش هأحب أشوف شواذ في الدنيا، ولا هأحب عيالي يشوفوهم، ولا أي شيء من هذا القبيل.
دا غير أن الشذوذ مرتبط بنسبة عالية جدًا من الأمراض الجنسية اللي بتدمّر المناعة وبتأكل جسم الإنسان، والحاجات دي خطرة اجتماعيًا أيضًا.
فهو فين “عدم الضرر” بقا هنا؟، هأقولك، هو فيه ضرر، والليبرالي هيقولك: فيه ضرر طبعًا، بس هأنكر، لأن أنا تعريفي للضرر، أنه يكون بيؤذيك بشكل مباشر، طب وأنا مالي أنا بتعريفك؟
فهو ضد الغريزة، وبالتالي لما مجموعة من الشواذ يحبوا ينتموا لمجتمعنا – زي ما اتفقنا دا شيء طبيعي في الإنسان – هنقول لهم: شكرًا، مجتمعنا يرغب في التكاثر وإعادة إنتاج أفراد أصحاء، شوفوا أي خرابة اقعدوا فيها.
طب هل دا يناقض الواقع التاريخي؟، لأ، في الحقيقة جون ديميليو له مقال اسمه “الرأسمالية والهوية المثلية”، بيتكلم فيه عن أن المثليين عمرهم ما كانوا بهذه الكثرة في التاريخ لنفس السبب، بينما هما دلوقتي كتير لأن مؤسسة “الأسرة” اللي عليها قوام المجتمع، بقت أضعف مقابل الشركة والدولة، وهو ما يعني أن الميول الجنسية مفصولة عن التكاثر، فبيس يا مان بقا!، سيبنا نعيش! ، حتى بيسموا نفسهم إيه؟ “مجتمع الميم” او “LGBTQ Community” ، فاكر الجملة اللي قلت لك تحفظها؟، كلنا يا محما والله، “we live in a society”

طيّب، نرجع تاني لقسم الأخبار؟، المجتمعات المسمّاة بالمتقدمة دي بتنقرض، أو قل : بتنتحر، بسبب ضعف الإنجاب والأسرة من ناحية، حتّى أنه الدراسات بتقول أن الأسرة “ذات الطفل الواحد” هي الأكثر في أمريكا وأوربا حاليًا، دا يتزامن (أي ضعف الأسرة والإنجاب) مع صعود المثلية وتكاثر عدد المثليين في نفس المجتمعات، واخد بالك من النمط؟ فهمت حاجة؟

طيّب، هذا من حيث المبدأ، من حيث الواقع بقا، أنت بتقول :”اتفقوا”، عرفت منين حضرتك؟، هذه هي النقطة، هما ما اتفقوش، هو “ظهر أنهم اتفقوا” أي أن الموضوع مطلوب يكون “مقبول اجتماعيًا”، دي متنفصلش عن دي، يعني مينفعش يكون “الحرية الشخصية” دي “شخصية” غير لما تكون “مقبولة اجتماعيًا” للمفارقة يعني  ، فهو الموضوع كله في الحقيقة اجتماعي × اجتماعي، مفيش شيء شخصي أصلًا، لأنه لو كان شخصي، مكانش حد خد باله أساسًا، إنما هو “تعبير اجتماعي” عن “ميل شخصي” ، والتعبير الاجتماعي دا هو محاولة لصبغ المجتمع برؤية معيّنة، يعني بإيه؟، شااااطر، بأعراف معيّنة، يعني ايه؟، يعني أمر بمعروف ونهي عن منكر، وهي دي الأونطة يا محما يا علي، خليك فاكر “we live in a society” (راجع قسم الأخبار تاني)

رابعًا: تلخيص سريع.
زي ما قلنا، “we live in a society”، وهذا الموضوع يعني أن احنا مش “أحرار” تمامًا ، لأن الحر الكامل فقط هو الفرد الواحد، اللي مش عايش مع أي حد، ونازل متعلم من بطن أمه، وعارف الصح من الغلط، وطالما دا غير متوفر، فالأمر إذًا لا بد فيه من “قسر” ومن “تعليم” و”هندسة اجتماعية”، وهذه الهندسة الاجتماعية تصوغها رؤى مختلفة، هذه الرؤى المختلفة بتقولك قواعد السير والسلوك، وبتهذبك، وتسستمك، والذي منه، وحتّى تلك المجتمعات التي نظن أنها ضد المجتمع، هي أيضًا مجتمعات تخضع لنفس القاعدة الذهبية الجوكرية “we live in a society”، والتي تعني أن لها أعرافًا ومثلًا وطرقًا في تقييم الأمور، ورغبة في فرض هذه الأمور على الأفراد أو على مجموع الأفراد، فاكر في مرة واحدة كتبت “كود أخلاقي” للتفريق بين التحرش وبين العلاقة المسموحة في مجتمعات المتحررين، وأنه مينفعش لو ست جت تسهر معاك في البيت تمارس الجنس معاها وهي سكرانة غير ما أما تستأذنها (لوول)، ليه بقا الناس بتحط الحاجات دي والأكواد والأعراف والذي منه؟ لأنه وبهذه الطريقة يشعر الإنسان بالانتماء ويكتسب وجوده معنى في هذا الكيان الضخم المسمى بالمجتمع، وهذا المجتمع، يا زميلي يا محما، لا بد أن يخضع للتصنيف والفئوية والأشياء دي كلها، عشان هو عنده أحكام عملية، بتقول له : التصرف كذا صح، التصرف كذا غلط، فلو فيه مجموعة من الناس قرروا أنهم يعملوا الغلط، المجتمع دا بيصنفهم، زي المجرمين كده، وبيديهم الناحو، فمنهم نرتاحو، هذه العملية تحدث بشكل مستمر في أي تجمع يضم فردين فأكثر، عشان الإنسان كائن اجتماعي، يعيش ويتعايش.
المثلية ضد الطبيعة الغريزية للإنسان، وضد البناء الاجتماعي السليم، وضد استمرارية المجتمع، وهي أخت لصيقة لضعف مؤسسة الأسرة وانتشار اللاانجابية وتقديس المتعة الشخصية، والتي هي أسّ الأمراض التي تعصف بالمجتمعات وتدمّر الحضارات، فالمجتمع الحكيم، اللي عاوز يكتب له البقاء والاستمرار، مطلوب يصنفها بوصفها غير مقبولة اجتماعيًا، وغير مقبول للناس دي تتواجد في الفضاء العام بهويتهم دي، وهكذا، ولم يشهد التاريخ وجودًا لهذا الكمّ من المثليين، ولا وجودًا لهذا الكم من “التنظيم الاجتماعي” لحقوقهم، أي فرضها على المجتمع فرضًا (أمر بمعروف ونهي عن منكر) إلا في مثل هذا الوقت من تاريخ العالم المهبب، لأنه المؤسسات الاجتماعية في غاية الضعف، والمجتمعات اللي بتصدّر هذا القرف مجتمعات بتشيخ ومشرفة على الموت والانهيار، بينما سمح الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للميول المثلية أن تكون “معاشة” أي قابلة للعيش، بينما كانت في تاريخ المجتمعات سابقًا غير ممكنة العيش لأن الأسرة كانت عماد النظام الاجتماعي وأساس المعيشة الاقتصادية، تمام؟
تمام.

خامسًا:
إحنا تقريبًا وصلنا لأزيد من 3000 كلمة (آه عاددهم أنا خد بالك) ، ولسه مقلتش أي حاجة عن الدين، اللي هو أصلًا سؤالك عنه، شفت شرح المقدمات بياخد وقت طويل إزاي يا محما؟
تعالا بقا ندخّل الدين في هذا الواقع؟، الدين – هنا باتكلم ع الإسلام – لا ينكر حقيقة “we live in a society” ، ولا ينكر أن هناك “أعراف”، ولا “عادات” بل القواعد الشرعية تقول “العادة محكّمة” والعرف من مصادر الأحكام، والدين وأي تغير اجتماعي (زي الحاصل حاليًا دا) بيشترك في أنه بيعمل paradigm shift يعني بيحوّل النموذج الحاكم اللي البشر بيشتغلوا بيه وبيستقوا منهم “أعرافهم” وقيمهم “الحاكمة” و”الأنا العليا” بتاعتهم، تمام؟
فالدين بيقول: خلوا بس العرف، خاضع للشرع المنزّل، وخلوا الشرع، هو مصدر الأحكام، فقط، كده كده العرف موجود، والتصنيف حاصل، والأشياء دي لصيقة بالوجود الاجتماعي للإنسان، لكن خلّي هذه المرجعية هي المرجعية الشرعية.

وبالتالي – ركّز بقا هنا عشان دي الخلاصة – السؤال مش هو: هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيتعارض مع الحرية الشخصية؟، بل السؤال: ما هو مصدر الحرية الشخصية، وما الذي يكسبها قيمتها؟، فهيبقا هنا الصراع بين “رؤية ليبرالية” وأخرى من “الوحي”، لأن زي ما اتفقنا فوق الموضوع كله “اجتماعي × اجتماعي”، فهيبقا السؤال: هل الحريات الشخصية مقيّدة بالأعراف الاجتماعية المستمدّة من الرؤية الليبرالية؟، وللا الحريات الشخصية مقيّدة بالأعراف الاجتماعية المستمدة من الشرع المنزّل؟
وهنا نرجع تاني لسؤال المنظومة الأخلاقية، وأيهما أولى بالاتباع، وإيه هي “المرجعية” التي تستند إليها كل منظومة، ومن أين تكتسب “مطلقيتها” و”إلزاميتها” و”شرعيتها” ، وكل هذا، وهو ما يعني أنه لو الإنسان ظهر له أن “الدين” هو “الحق” يبقا الأسئلة دي متجاوب عليها خلاص، ومش محتاجين نفترض “مشكلة” أصلًا في وجود تقييد ما من ضمن التقييدات على تصرفات الأفراد (اللي هو شيء بيحصل بوجود المجتمع بداهة)، إنما استنكارنا هيكون لـ”شرعية” هذا التقييد من عدمه، فإذا كان هذا التقييد وفقًا لمصدر “صحيح” و”ثابت” و”منزّل من عند الله”، فهو إذًا “صحيح”، وإن لم يكن كذلك، فهنحتاج نسأل: هل هو صحيح أم خاطئ؟، ونعرف منين؟، وهكذا.

كذلك الإسلام بيقول للفرد، أنت هتتحاسب وحدك، فلو فيه تقييد “خاطئ” ، لاتلتزم به، لأن احنا زي ما قلنا، عملنا paradigm shift ، فبقت المرجعية هنا هي الشرع، والعرف تابع له، لا يقدّم عليه، طيّب لو الفرد دا جينا قلنا له “we live in a society” ، هيقول: نعم، أنا لا أنكر، لكن أنتم عندكم شيء خاطيء، نسأله ليه خاطئ، يقول لنا لأن الإسلام، الدين المنزّل من عند الله بيقول كذا كذا، وهو مصدر الحكم على صحة الأشياء من عدمها.

بالتالي- وهنا برضه خلاصة مهمّة- الموضوع مش مستوي الطرفين، يعني مش عشان أنا بأقول إني ينفع أقول هذا العرف خاطئ، يبقا من حق الليبرالي يقول نفس الأمر، لأن المرجعية اللي بأحاكم بيها شرعية العرف مختلفة، طالما فيه واحد فينا صح(وهو حاصل بالضرورة لأن احنا بنقول حاجتين عكس بعض)، والتاني غلط، يبقا فيه واحد من حقه يصحح ويخطأ، وواحد تاني يقعد ساكت.
فهنا: مين هو الصح؟، يعني بصيغة أخرى: “ماهو المعروف، وما هو المنكر؟ وكيف نحددهما؟” هذا هو السؤال الأساسي، اللي يحلّ لك المشكلات دي كلها.

طبعًا يحلّها لك من حيث التأسيس الفكري، لأنه في النهاية القوي هيقول: اعملوا كده يا ولاد الـ*****، وكله هيسمع الكلام، زي ما القوي دلوقتي بيقول الشذوذ الجنسي معروف، وإحنا في هذا المكان من العالم، الذي يعجّ بمشكلات خارقة، وعنده مشكلة في منظومة الزواج ذاتها، وإحنا قاعدين نشوف مفروض نقول للشواذ إيه ومنقولهمش إيه، وهو بالتأكيد مالم يكن ممكن الحصول لولا أن القوي اعتبر دي مشكلة عندنا في عالمنا، والعوالم الأخرى المجاورة اللي اسمها البلدان الشرقية لامؤاخذة، غصب عننا، زي الـ comprehensive sexual education كده ما بيتفرض عافية في المدارس اللي بتعملها الأمم المتحدة في دول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية بتعاني من المجاعة والإيدز والفقر، وهما مش هاممهم غير أن العيال في 3 ابتدائي يعرفوا يناموا مع بعض إزاي ويستخدموا الألعاب الجنسية إزاي.
فهيظل سؤال: “يجب” سؤال مهم، ضروري، لكنه مش كافي عشان تحلّ المشكلة.

فهمت يا محما؟، خير إن شاء الله.

القانون الوضعي يعاقبه لو رفض يلبس حزام الأمان فيدفع الغرامة من غير ما يعترض رغم إن الحزام في الأصل للحفاظ على حياته اللي بيقول إنه حر فيها.
ويجي عند الشريعة اللي بتعاقبه على الزنا والخمر والسرقة ويقول لك أنا حر رغم إن الشريعة للحفاظ على حياته وحياة المسلمين وأعراضهم وأموالهم.
مستعد يبقى عبد لسلطة أو لقانون أو لبشر. لكن يرفض يبقى عبد لله

ttps://www.facebook.com/Qutooff/posts/2478382089059611