التصنيفات
المدونة

هو انت ليه بتتعلم؟

فى الاغلب الناس مبتسألش السؤال ده .. واللى بيسأله بيجاوب الاجابة اللى تديله الدرجة النهائية فى الدراسة او تنجحه فى الانترفيو !!!


عمرك سألت نفسك ..هو انت ليه بتتعلم؟
فى الاغلب الناس مبتسألش السؤال ده .. واللى بيسأله بيجاوب الاجابة اللى تديله الدرجة النهائية فى الدراسة او تنجحه فى الانترفيو !!!
اولا انت لازم تتعلم ازاى “تتعلم” لازم تفهم العملية نفسها بتم ازاى؟ .. وانت ايه الحاجات اللى بتؤثر عليك سواء سلبا او ايجابا.. علشان تقدر تطور نفسك
اهمية الموضوع ده بتبدأ من ان الانسان ربنا خلقه فى حاجة الى التعلم بعكس الحيوانات مثلا.. و تقدر تلاحظ دا بسهولة ان مثلا الطيور والاسماك بتمشى فى اسراب وباشكال محددة .. على الرغم من ان مفيش “طائر” مثلا عمل Training لباقى الطيور وقالهم لما هامشى كده هاتعملوا كده او لما يحصل كده هاتعملوا كده… فالموضوع ربنا بيوحى للحيوانات … يقول الله تعالى:
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ

بعكس الانسان اللى الاصل بيتولد مش عارف حاجة:
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
فالانسان بيتولد مش عارف .. والحيوان بيوّحى اليه
فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)

من هنا بدات فكرة انك لازم تتعلم.

طيب هل التعليم سهل… بالعكس التعليم عملية معقدة.. بس يعنى ايه “معقدة”؟
انت مثلا لو حبيت تتعلم تستخدم الة حاسبة .. كل اللى انت محتاج تعرفه هى الزراير اللى موجودة فيها .. بمجرد ما تعرفهم لو قلتلك اجمع 23256 + 123654 او اطرحهم من بعض او اضربهم او اقسمهم على بعض .. هاتقدر تعمل ده لان الموضوع Simple
لكن مثلا لو قلتلك انك هاتشتغل محاسب .. الموضوع هايبقى complicated .. بمعنى انك هتلاقى صعوبة فى انك تتعلم طرق الحسابات والمعادلات اللى بتستخدم فى الموضوع والجداول وفكرة الداين والمدين “الاتنين دول اللى كرهوا الناس فى حياتهم” ومعدل الاهلاك وكل الحاجات دى … لكن بمجرد ما بتفهم “الجداول والمعادلات” اللى بتم هاتقدر بعدها “تغير الارقام” بس .. بمجرد ما وصلت للفكرة .. اغلب الحاجات “اللى اتعلمتها” هايبقى اسهل شوية انك تطبقها فى اى شركة تانية هاتشتغل فيها … فده يعتبر الموضوع complicated

لكن مثلا لما هاتشتغل فى التسويق او على الـ Social Media هتلاقى الموضوع معقد Complex .. الفكرة هنا ان فى حاجات الناس اتعلمتها زى ما اتعلمت فى المحاسبة .. بس الفرق هنا انك عندك عوامل كتييييير متغيرة .. انت هنا بتتعامل مع اشخاص .. والعامل المشترك بينهم هو انهم عندهم اهتمامات.. بس الاهتمامات دى مختلفة تماما .. واختلافات اى عامل بتأثر عليك بشكل كبير .. فمش معنى انك نزلت Template من على الانترنت انت هاتقدر تعمل الموضوع .. لان الموضوع هايختلف على حسب انت بتكلم مين .. سنهم كام .. هدفك ايه من الرسالة اللى هاتوصلها.. هاتوصلهم بأى طريقة.. عرضك للطريقة هايفرق … الاحداث “سواء” سياسية/اجتماعية/رياضية .. كل دى عوامل ممكن تخلى “مثلا” شركتين بيقدموا نفس المنتج/الخدمة لنفس الناس يعملوا حاجات مختلفة تماما عن بعض .. او حتى لو انت نفس الشخص اللى عمل الموضوع اللى نجح جدا قبل كده .. لو طبقته فى مكان تانى ممكن يفشل جدا فدا اللى بيسموه ان الموضوع معقد Complex
فالفكرة انه معقد بس محتاج شوية تدريب ..لكن عن فهم

واحدة من اشهر الاسباب اللى بتخليك متكلمش اى حاجة هى فكرة الدافع.. واشهر الاسباب اللى بتساعد على ضعف الدافع عندك هى فكرة “التسويف” Procrastination
التسويف مختلف عن الكسل.. فمثلا هتلاقى ناس كتييير بتتكلم عن موضوع “مثلا” طلب العلم وتقولك ما اصلا انا مش قادر اعمل كده بين قوسين “ما استطعتم”
حديث الرسول هنا ربط الاستطاعة بالقدرة .. انت قادر ..بس انت بتسوف فى الموضوع .. فالتسويف مثلا ممكن انك تبقى عارف انك محتاج كورس معين .. وفى بعض الاحيان بتكون حملته فعلا على جهازك .. وتاجل مذاكرته “بمزاجك” وتقعد نفس الوقت اللى كنت هتذاكر فيها مبتعملش حاجة غير انك فاتح الفيس بوك وعمال تعمل Scroll down وتشوف اى حاجة… الموضوع ببساطة انك اجلت حاجة مهمة “قاصد” فى مقابل انك عملت حاجة تانية مش مهمة.

طيب ازاى تتخلص من الموضوع ده؟

في كتاب The Procrastination Equation لـ Piers Steel، المؤلف بيطرح معادلة نفسية لشرح الدافع (Motivation).

المعادلة بتقول:

الحافز = (التوقع × القيمة) ÷ (الاندفاع × التأخير)

  • التوقع (Expectancy): قد إيه أنت متوقع فعلاً إنك تنجح وتوصل للنتيجة. كل ما زاد إحساسك إن النجاح ممكن، كل ما زاد حافزك.
  • القيمة (Value): قد إيه الحاجة دي مهمة أو ممتعة بالنسبة لك. لو الحاجة ليها معنى أو بتديك متعة/فايدة، الحافز بيزيد.
  • الاندفاع (Impulsiveness): ميلك للتشتت أو الانجذاب للحاجات السريعة واللحظية (زي فيسبوك، يوتيوب). كل ما كنت مندفع أكتر، الحافز يقل.
  • التأخير (Delay): طول المدة بين دلوقتي وبين النتيجة أو المكافأة. كل ما المكافأة بعيدة، الحافز يقل.

بالتالي:

  • لو عندك توقع عالي بالنجاح + قيمة عالية → الحافز يزيد.
  • لو عندك اندفاع عالي أو التأخير طويل → الحافز يقل.

يعني باختصار، المعادلة دي بتفسر ليه ساعات نتحمس جدًا نعمل حاجة، وساعات تانية نفضل نأجل ونماطل.

  1. التوقع (Expectancy)

ارفع إحساسك إنك هتنجح
• قسم الهدف الكبير لخطوات صغيرة جدًا وسهلة، عشان تحس إنك قادر تنجزها.
• مثال: بدل ما تقول “هكتب كتاب”، قول “هكتب 100 كلمة النهارده”.

  1. القيمة (Value)

خلّي الحاجة أكثر متعة أو لها معنى
• اربط المهمة بحاجة بتحبها (مثلاً: اسمع مزيكا وانت بتكتب).
• أو ذكر نفسك بالفايدة النهائية (لو خلصت المذاكرة = هنجح وأرتاح).

  1. الاندفاع (Impulsiveness)

قلّل التشتت
• اقفل إشعارات الموبايل أو استخدم أدوات زي Forest أو Freedom app تمنع مواقع السوشيال.
• جرب قاعدة “العمل العميق” 25 دقيقة شغل / 5 دقايق راحة (تقنية بومودورو).

  1. التأخير (Delay)

قرّب المكافأة بدل ما تبقى بعيدة
• كافئ نفسك بعد ما تخلص مهمة صغيرة (مثلاً: كوب قهوة بعد كتابة صفحة).
• أو اربط المهمة بحاجة يومية قريبة (زي: هكتب أول ما أشرب الشاي الصبح).

امثلة

  1. المذاكرة قبل الامتحان
    التوقع: قبل الامتحان بيوم بتحس إنك هتلحق تذاكر وتنجح.
    القيمة: النجاح في الامتحان عالي القيمة (نجاح، درجات، تفادي الرسوب).
    التأخير: المكافأة (النتيجة) بقت قريبة جدًا.
    الاندفاع: حتى لو في تشتت، الخوف بيغلب.
    النتيجة: فجأة عندك حافز عالي جدًا تذاكر طول الليل.

  1. الدايت والرياضة
    التوقع: لو وزنك كبير جدًا، ممكن تحس إن النتيجة صعبة أو بعيدة، فالتوقع يقل.
    القيمة: الصحة كويسة، بس المكافأة بعيدة (خسارة الوزن هتاخد شهور).
    التأخير: النتيجة مش دلوقتي، بعد فترة طويلة.
    الاندفاع: في نفس اللحظة الكيكة قدامك!
    النتيجة: معظم الناس بتفشل لأن (التأخير كبير + الاندفاع قوي).
  2. السوشيال ميديا
    التوقع: متأكد إن لو فتحت هتلاقي بوستات أو إشعارات.
    القيمة: متعة سريعة + ارتباط اجتماعي.
    التأخير: المكافأة لحظية (ثانية واحدة).
    الاندفاع: عالي جدًا (عادة سهلة الوصول).
    النتيجة: الحافز يفضل عالي جدًا تفتح الموبايل كل شوية.

اهم حاجة فى الجزء ده انك تعرف الاسباب دى وتبتدى تراقبها علشات تعرف هل عندك مشكلة فى جزء معين من الاجزاء “او الاجزاء كلها” اللى بتأثر على الدافع بتاعك ..علشان تبتدى تفكر انت هاتحل الموضوع ده ازاى.

ممكن تتفرج علي البودكاست ده بشكل عام – هتلاقي الفيديو متقسم بعنوانين الموضوع لما تشغله- او اهم جزء متعلق بالموضوع نفسه هو شرحه لموضوع “مركب النقص“،