التصنيفات
مقالات الضيوف

ومن ظلم الإنسان لنفسه أن يهمل القريب ويهتم بالبعيد

هل لأن الأقربين يعرفون حقيقتنا فلم يعد يجدى التجمل لهم ؟ أم لأننا لم نعد نخشى فقدانهم فلم نعد نعطيهم نفس الاهتمام ؟

ومن ظلم الإنسان لنفسه وأحبائه أن يمارس سلوكا عجيبا بأن يهمل القريب ويهتم بالبعيد .. سلوك أتعجب منه أحيانا ، وأفشل فى فهمه أكثر الوقت ..
أحدهم يجامل كل زميلة فى العمل ، يشيد بعملها أو جمالها أو زيها ، فإذا عاد للمنزل خرس لسانه عن التعبير عن أى حسن أو الإشادة بأى تغيير
وهذا يتلذذ بطعام أمه أو زوجته كل يوم ، ويكثر عليه أن يقول كلمة ثناء أو عبارة شكر بسيطة ، وإن كان له تعليق فهو عن نسبة الملح أو درجة الطهى
وقد ترى امرأة تسمع وتطيع وتجرى ملبية طلبات وأوامر مديرها فى العمل تخشى غضبه وتطلب رضاه ، ثم إذا طلب منها زوجها أن تصنع له كوبا من الشاى أعطته موشحا عريضا فى أنها تتعب طوال اليوم وأنها ليست تلك الجارية التى اشتراها له أهله
هو يجلس فى المنزل أمام التلفاز مترهلا بملابس مبتذلة وشعر مبعثر ولا يتجمل إلا عند الخروج من المنزل ، وهي تظل مهملة لنفسها فى البيت ثم تتذكر أنها أنثى وأن هناك أناقتها وتناسق ألوانها و خطوط موضتها إذا أرادت الذهاب للعمل أو التسوق ..
الأغراب يسمعون منا أجمل الكلام ويرون منا أفضل الأخلاق وسعة الصدر وضبط النفس، والأقربون لهم رفع الصوت وطول اللسان وبذاءة الحديث
حقيقة فشلت فى فهم هذا السلوك ، هل لأن الأقربين يعرفون حقيقتنا فلم يعد يجدى التجمل لهم ؟ أم لأننا لم نعد نخشى فقدانهم فلم نعد نعطيهم نفس الاهتمام ؟ هل هى دناءة نفس متأصلة؟ هل هو حمق وغباوة؟
لا أعرف ..

https://www.facebook.com/dr.mohamed.elsherif/posts/10161467928680413