التصنيفات
مقالات الضيوف

مُقارنات مُباشرة

أوهام مع رضا، أم حقائق مع تعاسة؟

في السابق كُنت أشجّع فكرة عقد “مُقارنات مُباشرة” بين بلادنا وبين البلاد المُتقدمة، وخاصة عن طريق تلك الأشياء التي يكتُبها من أُتيحت لهم فُرصة العيش هُناك. كُنت أعتقد أن ذلك سيساعد الناس على رؤية “الوضع على حقيقته” بعيدًا عن الأكاذيب التي تُوضع في رؤوسهم، وأن هذا قد يساعد على إحداث تغيير للأفضل؛ لأن الاعتراف بوجود مُشكلة هو نصف الطريق لحلها.

الآن أنا مُقتنع أن هذا الأسلوب سيّء ويأتي بنتائج عكسية.

في ظل الظروف الحالية، المُقارنات المُباشرة هي عبارة عن رسالة صحيحة توجّه للشخص الخطأ. أنت تطلب ممن لا يملُك أي شيء أن يفعل كُل شيء. في ظل الوضع الحالي، المُقارنات المُباشرة هي عبء يتزايدُ أبدًا على ظهور كل من لا يستطيعون الخروج. لهذا السبب لدي تحفُّظ كبير على من يعيشون في الخارج ويكتبون باستمرار عن تفاصيل تفاصيل حياتهم هُناك. في الغالب نواياهم سليمة، هُم يحاولون فقط تنبيه الغافلين إلى أن هُناك حياة كاملة تفوتهم، ولكن هُم يسببون ضررًا لا يُرجى إصلاحه من حيثُ لا يعلمون.

أحبّذ فكرة المقارنات غير المُباشرة. يعني يتجنب الشخص التحدث عن الجوانب المعيشية والخدمية ويقتصر على موضوعات ذات طبيعة عامة إلى حد ما؛ علوم، صناعة، اقتصاد، تعليم.. الخ. ستصل نفس الرسالة التي يُريد إيصالها، إلا أنها ستكون أقل “إيلامًا” بكثير.

لا أعلم.. في بعض الأحيان أفكّر في أنه قد يكون من الأفضل لبعض الناس العيش في الأوهام على أن يعرفوا حقائق لا يستطيعون فعل أي شيء حيالها. على الأقل سيعيشون الحياة بنوع من الرضا. هذه النُقطة بالتحديد هي مُفارقة أخلاقية لم أجد لها حلًا؛ أوهام مع رضا، أم حقائق مع تعاسة؟

المصدر