التصنيفات
مقالات الضيوف

مقدار صحة الانطباعات التي نكونها عن العالم الطبيعي في أجواء غير طبيعية؟

يشعر الواحد منا أن العالم كله يتحرك، يغلي بالحركة، بينما تسير حياته بسرعة السلحفاة.

كثافة اطلاع الإنسان على الأخبار والواردات تشوش إدراكه للزمان، زمانه وزمان الآخرين.

يقولون إننا نعيش في زمن متسارع الخطى، وهذا أمر صحيح، لكن جزء من الإشكال في اطلاعنا نحن على كل هذه الخطى. يشعر الواحد منا أن العالم كله يتحرك، يغلي بالحركة، بينما تسير حياته بسرعة السلحفاة.

الأخبار التي كان يستقبلها في سنوات، صار يستقبلها في نصف ساعة من السكرولينج داون. هذا التناقض بين سرعة الآخرين المتوهمة وسرعته الطبيعية يصيبه بالشلل. مفهوم أن يختل اتزانه بعد ذلك ويشعر بالقلق والاضطراب والتأخر والفوات. لكن ما مقدار صحة هذه الانطباعات التي نكونها عن العالم الطبيعي في أجواء غير طبيعية؟

تكثيف الأخبار يؤدي إلى تكثيف المشاعر. يشبه الأمر أن تطلع على كلام جميع البشر في وقت واحد. حينها سوف يكون لأشد الهمسات خفوتًا وقع الصراخ والهستيريا. سوف تشعر أن العالم فقد صوابه، وأن الناس جميعًا قد انتابتهم حمى الكلام، وأن الصمت قد ارتفع واختفى. لكن هل هذا صحيح؟

أيا كانت انطباعات هذا الإنسان فهي انطباعات مصنّعة ولا يمكن الاعتماد عليها في تكوين آراء حول العالم، لأنّ الوضع الذي تكونت فيه هذه المشاعر وضع غير طبيعي. كل ما في الأمر أنّ الإنسان ليس مؤهلاً لأن يسمع جميع البشر في وقت واحد.

المصدر