التصنيفات
افيون الشعوب

متى يتوقف الإنسان عن وظيفته كمستشار لله سبحانه وتعالى

يُحدد له ما الذي ينبغي أن يهتم به وما لا ينبغي الاهتمام به


“الله لا يهتم بصومك وصلاتك، بل بأخلاقك مع الناس” هذه كلمة قد يستحسنها البعض وتداعب مشاعره ولا سيما مع استدعاء صورة الحج فلان الذي يصلي الفروض الخمسة في المسجد إلا أنه يأكل مال اخته – ودائما اخته مش لازم يكون مال الغير وخلاص- واستحضار صورة فلان الملتحي المتجهم الذي لا تُطاق عشرته و”عاملي فيها شيخ”.
وفي الحقيقة لا أدري متى يتوقف الإنسان عن وظيفته كمستشار لله سبحانه وتعالى يُحدد له ما الذي ينبغي أن يهتم به وما لا ينبغي الاهتمام به.
فالترتيب العقلي يقتضي أن نفكر: هل هناك إله أم لا، فإن كان هناك إله فهل أرسل رسولا أم لا، فإن أرسل رسولا فهل هذا الشخص صادق في دعواه الرسالة أم لا، فإن ثبت صدقه فهو الذي يخبرنا عن المهم حقا عند الإله، أما المنطق المعكوس فهو أن نأتي لنبي لنقول له: لو كنت نبيا حقا لاعتنيت بحقوق المرأة، أو: كيف تكون نبيا ولا تهتم بالمساواة بين الخلق!
فكأننا الذين نحدد القيم فوق الدينية ثم نحاكم لها الأديان، ونعطي لهذه القيم قدسية فوق دينية حتى تجعلها لا تقبل النقاش أو الاستدلال أو حتى السؤال عن مدى صحتها وإطلاقيتها وعموميتها، في حين تقبل الأديان – على الأقل الدين الإسلامي كما أفهمه – الإثبات والنقاش والاستدلال ومناقشة الحجة في صحته.
وغني عن البيان أن الإسلام اهتم نعم بالأخلاق وحقوق الغير – التي حددها ومنحها للإنسان – ولكن هذا لا يعني أن نفهم الأحاديث التي جاءت في أن ليس لله حاجة أن يدع الإنسان طعامه وشرابه فيصوم إن كان لا يدع قول الزور أو إذاية الجيران مثلا بأنه لا يريد منى سوى “الأخلاق الحسنة” فنكون كمن يفهم أن الإسلام لا يهتم بأن تكون شاربا للخمر والمخدرات والشذوذ وسائر الموبقات الشخصية مادمت لا تؤذي أحدا، بل المعنى إجمالا أن المؤمن الحقيقي ينبغي أن تعينه عبادته على أخلاقه فتحسنها ولا يستند إلى نوافله ويهمل فرائضه التي منها حُسن الخلق …والصوم والصلاة أيضا.

https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/4409691519056747