التصنيفات
مقالات الضيوف

ما الذي ستستفيده “الأُمة” لو اشتغلت في شركة لانتاج البامبرز؟

السؤال الذي يفترض في كل عمل قيمة أكثر من قيمته الحقيقية

منذ سنوات سألني صديق: ما الذي ستستفيده “الأُمة” لو اشتغلت في شركة لانتاج البامبرز؟
وبعيدا عن الرعب الذي قد يسببه هذا السؤال للأمهات لو نخيلو أن هناك من يُقلل من أهمية البامبرز في هذه الحياة، والرعب الذي سيسببه لنا الأطفال إن عادوا لاستخدام “الكوافيل”..
بعيدا عن هذا كله، فقد انزعجت بشدة لهذا السؤال الذي يفترض في كل عمل قيمة أكثر من قيمته الحقيقية، الوظيفة عندي هي مصدر للكسب الحلال و”أكل العيش” ولا معنى لتحميلها أبعادا قيمية أكبر من قدرها.
سألته: وما الذي استفادته الأمة من تجارة سيدنا أبي بكر في الحرير، والأمة يسعها أن تستغني عن الحرير في ملابسهم وهذا نوع رفاهية؟
نعم، جميل أن تكون وظيفتك ذات قيمة تؤمن بها – كمعلم يؤمن بقيمة ما يقدمه للطلاب – ولكن تحميل “معنى الوظيفة” أكثر مما تتحمله هو تضخم زائد في القيم يؤدي إلى وضع الأمور في غير نصابها.
في الحقيقة هذا التضخم الزائد أراه في فكر الكثير من المتديين، حيث تجد مثلا الاستهزاء بالأغنياء وبأصحاب الحياة المٌرفهة كأنه باع آخرته، ولا شك أن الترفه بالدنيا يتعارض مع قيمة الزهد ولكن الزهد ليس واجبا وإنما الواجب هو ترك الحرام والمال الحرام، أما الزهد فمستحب والتقلل من الدنيا هو “الأفضل لمن يقدر عليه” ولكنه ليس واجبا، وطبعا التقلل هذا له فهم يتعارض مع التضخم المقابل في التدين المعاصر الذي يرى أن الدين أمر ب”عمارة الدنيا” ويفسرون هذه العمارة ببناء القصور وجمع المال وأن الزهد زهد القلب وحسب.
وهكذا تجد الدين يتحول إلى مجموعة من القيم المتضخمة خطئا التي يتم إقحامها على الحياة والفكر، فلا عجب أن تجد أحدهم يتكلم وكأن الإسلام سبق آدم سميث في دعوته وفي مقابلهم آخرون يتكلمون وكأن كارل ماركس هو مجدد هذا الدين.

https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/4394676107224955