يشجع المصريون المغرب لا لأنهم عرب أو مسلمين أو أفارقة أو أمازيغ أو مجمل أو بعض أو خليط تلك الهويات .. بل لأنهم شركائهم فى التجربة
بنفس الحماس يشجع الأفارقة بعضهم البعض فى كؤوس العالم
لا رابط بينى وبين إنسان من زامبيا على الإطلاق
سوى أننى حين قابلته فى صقيع دول الشمال على أحد محطات الأوتوبيس حدثنى عن هدف زيدان وأبوتريكة فى الكاميرون عام 2008
فنحن شركاء فى التجربة
لهذا يحاول الناس التوحد والتماهى مع مارادونا أو زين الدين زيدان ولا يستطيعون التماهى بنفس السهولة مع هارى كين أو فرانز بيكنباور .. بيكينباور ليس شريرا ولا عدو .. ولكنه لا يشاركنا أى تجربة ولو من بعيد .
تتشابه الناس وتختلف بدرجات متفاوتة .. لكن الميل الطيب السوى هو الفرحة لأشباهك لعل فى فرحتهم وتطورهم سببا فى فرحتك وتطورك أنت .. شجعنا دوما منتخبات أفريقية فى كؤوس العالم ونحن نعجز حتى عن نطق أسماء لاعبيها نطقا صحيحا .. لأن تمنى الخير والنجاح لشريكك فى التجربة هو مدخل حميد لإمكانية نجاحك أنت لاحقا .. للبناء على تجربة هذا المتشابه لو نجح.
ربما حين أقرأ وأسمع بعض الأصوات التى تعادى شركائنا فى التجارب باسم الحماس والتنافس والثأر والغيرة أو الإحساس بالاستحقاق
أعرف أن المشكلة ليست مشكلة حقد أو سوء طوية
بل مشكلة عجز تام عن الأمل فى إمكانية النجاح .. دنية .. يأس .. يرتدون رداء الحماسة الوطنية العصبية.