التصنيفات
مقالات الضيوف

لحظتها فقط ستلتئم الروح

في لحظة ما نكتشف شدة هشاشتنا، الأمر لا يحتاج حادثا كبيرا أو مشكلة عويصة، فقط حديث عابر على غداء أو كلمة في ممشى تلقى إلينا بلا ترو، وبكل حب وحسن نية، فقط أشياء كهذه تكفي لنكتشف هذه الهشاشة، قجأة نعلم أن كل شيء ليس على ما يرام، و ترى أعيننا كل تلك الندوب في ذواتنا، و ندبها الأكبر، هذا البكاء المؤجل، فالحياة شديدة التسارع وللبكاء جلال..

نحن لا نحتاج أن نبكي، بل نحتاج من يصدق بكاءنا، لذا فرغم كل شيء، رغم اكتشاف الهشاشة، ورغم البكاء المتقطع الذي يفيض من أعيننا دون أن نستطع مقاومته، في خلوة أو في حافلة، دمعا يريح الذات لكن لا يعيد لها وحدتها، فإننا وبتذكر محض وجود أحبابنا نستعيد تلك الوحدة، فوجودهم يقين بأن ثمة لحظة قادمة، مهما إبتعد وقتها، لحظة نستطيع فيها أن نبكي كما لم نبك من قبل، نبكي كل بكائنا المؤجل، على من رحلوا عنا وعلى من رحلنا عنهم، وعلى من ظلمونا وعلى من ظلمناهم، على من قصروا معنا وعلى من قصرنا معهم، على من أخطأنا في حقهم دون أن ندري ومن أخطأوا في حقنا بكل سلامة نية، على من تنافرت معهم دروبنا وتنافرت معنا دروبهم، سنبكي على كل هذا ونطلب الصفح ممن نحب على ذنوب لا ندريها، لحظتها فقط ستلتئم الروح، فوحدة الذات غير ممكنة إلا بعد البكاء في صدر حبيب، لحظتها ولحظتها فخسب سنضحك كما لم نضحك من قبل….

https://www.facebook.com/tarek.hegi/posts/1722420794517639