التصنيفات
مقالات الضيوف

لإرهاب ليلة القدر

بصراحة شديدة … أغلب البوستات والمواعظ اللي بشوفها حاليا عن ليلة القدر، بتسببلي ضغط شديد عند قراءتها …

ايه كمية الإرهاب والرعب اللي مالية المواعظ دي؟؟ … “اوعى تفوتك ليلة القدر” … “اوعى تغفل لحظة عن العشر الأواخر” … “اوعى تضيع دقيقة من هذه الليالي” … كمية ضغط شديدة سواء بأسلوب الموعظة أو بكميتها، وكأن اللي مش هيقوم ليلة القدر من المغرب للفجر ده واحد خسر دنياه وآخرته!

عن نفسي زمان لما كنت بدي ودني للنصايح دي، كنت بشعر بإحباط شديد … وكنت بدل ما بحس إن دي أيام خير وبركة وأتحمس لاستغلالها … كنت بحس إن الأيام دي وكأنها -حاشا لله- مصايب نازلة على دماغنا، ولازم نلحق نعمل حاجة قبل ما نروح في داهية!

ايه المانع إن الموعظة تبقى بالشكل ده: “يا جماعة الخير فيه أيام جميلة جاية علينا … نحاول نستغلها على قد ما نقدر، اللي يقدر يصلي حتى ركعتين خير وبركة، واللي يقدر يزود يزود” … مع ذكر بعض الأحاديث في فضل العشر الأواخر … ليه الموضوع ما يبقاش بالبساطة دي؟

أظن التشديد ده -والله أعلم- لم يكن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم حريص جدا على عدم التشديد … وورد في أحاديث كتيرة قوله صلى الله عليه وسلم “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بكذا” … وقال صلى الله عليه وسلم “سددوا وقاربوا وأبشروا” … يعني بالعامية “اعملوا اللي تقدروا عليه وما تخافوش” …

بل حتى في هذه الليالي الفاضلة، كان النبي صلى الله عليه وسلم مش بيصلي بالصحابة كل ليلة عشان خايف أحسن تتفرض عليهم صلاة التراويح، ﻷنه عارف إنها لو اتفرضت على المسلمين مش هيقدروا يلتزموا بيها … بل في ليالي العشر الأخيرة، طلب الصحابة إن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بيهم الليل كله، قال لهم “من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة”، تخفيفا منه صلى الله عليه وسلم …

فالشاهد يا جماعة، براحة شوية في المواعظ … ما تضغطوش على الناس بشكل لا يناسب ظروفهم الحياتية ولا نفسياتهم … واللي ربنا رزقه بحال خاص في رمضان، لازم يفهم إنه حال خاص، وإن مش كل الناس تقدر عليه … فبراحة شوية على بعض.

وبس كده!

https://www.facebook.com/mostafah/posts/10156577564243083