التصنيفات
مقالات الضيوف

كيف السبيل للحدِّ من ألم الفراق

* عليّ، كيف السبيل للحدِّ من ألم الفراق؟
وهل من الحَـسـنِ أن يُـتـمّ المرء حديثه عن الفراق بهذا الاسترسال؟

** نعم، حتى يستفرغ القلب ما فيه…
لأنه إذا دخلتْ المحزنةُ على القلب ولم نستطع أن نُنفِّس الوعاء منه، وأخذ الحُزن يهمس… فإنه سيُحطِم هذا القلب
والأحزان التي تبقى تُخزَّن في داخل الشعور هي التي تتحول إلى وحش مفاجيء!

وكُلما جاء موعد الفراق.. تَصُفُّ الكوابيس.. كلُ ينتظر حظه منك، لينال من أضعف ما فيك
وهذه الكوابيس -التي تجيء عند الفراق- ثقيلة، وكل ما يرتبط بالفراق فهو ثقيل.. يشعر المرء أنه قد انسحبت كل صور الحياة منه!

لكن، إذا دخل بـ “الفهم” على هذه الأحوال، استطاع أن يجد لنفسه مُتنَفسًا للـ “مواساة”، ولو لم يكن قريبا من حصول “المداواة”

لذا، استوقفني قول بعض العارفين -الذين بكوا للفراق كثيرًا-، قال: “الرحيلُ ولادة.. للراحلِ وللمُرتحَلِ عنه”

– (ولادةٌ للراحِـل)؛ فكم من شيء فقده المرء وعاد إليه في هذه الحياة مرة أخرى؟ ولكن من بابٍ غير الذي عهدناه… ويبقى الجمالُ أنه يعود -كيفما كان-

– و(ولادة للمُرتحَلِ عنه)؛ ففي الفراق قربٌ خاص بيننا وبين ما فارقناه، لا يتوفر في وجود الشيء دون صفة الرحيل، إذا سَكَنَت اللوعات.

لذلك -يا صاحبي- كل شيء يستبطن نقيضه؛ فالمرارةُ تستبطنُ الحلاوة… كما أن الفقد يستبطنُ الوجود… وخطيئةُ المرء أن يرى بعينٍ واحدة.

:: د. علي محمد أبو الحسن | اقتباس بتصرُّف من حلقة بعنوان “رحيل”

https://www.facebook.com/Basem.Mosallam.M/posts/10156653343933029?__tn__=-R