التصنيفات
مقالات الضيوف

كل شيء هو “محتوى”

حتى البشر، حتى المشاعر، كل شيء هدف لمزيد من الشهرة

من كم يوم حصلت حالات تزاحم وضرب وعراك شديد في عدة دول في اوروبا وأمريكا بسبب أن الناس بتتصارع على مشروب طاقة جديد نزله اتنين يزتيوبرز منهم لوجان بول، الاخير هو واحد من أكبر وأشهر اليوتيوبرز في تاريخ العالم، عنده بتاع 15 مليون متابع.

بس عشان تفهم ما أقصد عاوزك تبص على اللقطة دي تحديدًا

كانت في حتة اسمها غابة أوكيغاهارا أو “غابة المنتحرين” وهوا مكان في اليابان يعد قبلة لمن يودون الانتحار، وزي ما انتا شايف لوجان، هوا وأصدقاؤه بيحاولوا يزيفوا مفاجئتهم لما شافو واحد شانق نفسه على شجرة وميّت، فطلعت كده.

لوجان صور الفيديو، وعالجه، ورفعه على اليوتيوب من حوالي ٣ سنين على انو “سبق في تاريخ اليوتيوب” انها اول مرة يصور واحد منتحر، وكان فرحان أوي وبيضحك بشكل مش مفهوم الحقيقة طوال الفيديو وواقف بزعبوط يتفرج كأنو في فيلم ثري دي.

شفت الامور وصلت لفين؟ انك علشان تحصل على متابعين زيادة وتعمل بونط على رفاقك من اليوتيوبرز تقوم تصور واحد ميت متعلق في شجرة، وتضحك بهذا الهبل على شيء لا يدعو للضحك، واحد انتحر، بدون اي اهتمام بهذا المنتحر نفسه، او اي شخص بتصوره، لأن بالنسبة ليك كل شيء هوا “محتوى”، حتى البشر، حتى المشاعر، كل شيء بالنسبة ليك هوا فقط هدف لمزيد من الشهرة، موضوع عمل.

في كتابها “تغير العقل” بتشير سوزان غرينفيلد لأن أحد اهم المشكلات اللي بتواجه اجيال السوشيال ميديا هي فقدان التعاطف، الاجيال الحالية، اللي انا وانتو جزء منها، هي صاحبة أكبر حالة – ربما – من النرجسية في تاريخنا، فجأة كده فقدنا أقل حس ممكن من التعاطف ووقعنا بشكل مجنون في حب ذواتنا، كنا عرب، امريكان، او اي جنسية اخرى، حالة عامة.

طبعا الراجل اتشخرم بسبب الفيديو ده وقتهل وأصبح هوا نفسه “محتوى”، والقاعدة في السوشيال ميديا بتقول “العجل وقع هاتو السكّينة”، وعلى رأي مستطاع في فيلم البيضة والحجر “استكملوا المسيرة يا حضرات، الكلاب تعوي والقافلة تسير، واذا سقط منكم لهفوري، فكلكم لهفوري” … بسبب حكايته دي تغذى عليه الاف اليوتيوبرز التانيين اللي هاجموه بعنف وقامت ضده حملة شديدة حذف الفيديو بعدها واعتذر في فيديو (ترجمه ل49 لغة) اخد 22 مليون فرجة، أملًا في انو يستعيد شعبيته.

فهل لوجان استعاد شعبيته؟

هنا نيجي لهدف البوست، أيوة طبعا، دا الناس ممكن تضرب بعض بالجذم عشان يحصلوا على ازازة من مشروب الطاقة بتاعه، لأننا كبشر كائنات نسّاية، بنغفر الأخطاء، بس مش بنغفرهم لكل الناس، المقربين اللي بنحس انهم اقل مننا او في مستوانا ممكن نتعبهم على ما نغفر أخطائهم، لكن الناس اللي بنحس انهم افضل مننا، اشهر مننا، عايشين في الجنة الغرائزية اللي بنتمناها لنفسنا، بنغفر لهم عادي.

المصدر