التصنيفات
افيون الشعوب مقالات الضيوف

كلمة “الروح” في القرآن ذُكرت مرات عديدة

وكلها كان لها معنى واحد فقط

من ضمن المعاني المدهشة اللي فهمتها النهاردة واللي شقلبت دماغي وحررتني من شكوك كتير، هو تفسير آية سورة الإسراء “ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”!

طبعاً المعنى المكتوب في كتب التفاسير واللي انا وانت بنسمعه من الشيوخ من زمان، إن الروح هي روح الإنسان، وإننا مش هنعرف عنها حاجة لإنها شيء يخص ربنا، اختص نفسه بعمله!

كان دايماً عندي شك في التفسير ده، وعندي إحساس إن الإنسان في زمن ما ممكن يكتشف ماهية الروح، ويعرف الفرق بين الحياة والموت!

النهاردة بس – الحمدلله- اكتشفت إن التفسير ده غلط!!

ليه؟!

لان كلمة “الروح” في القرآن ذُكرت مرات عديدة، وكلها كان لها معنى واحد فقط، معنى: الوحي.. جبريل عليه السلام!

فلما كانوا بيسألوا النبي مكانوش بيسألوه عن روح الإنسان.. كانوا بيسألوه عن الوحي.. جبريل.. اللي بيقول لهم إنه بينزل بالوحي عليه!

وكان الرد: قل الروح من أمر ربي.. يعني: الوحي بينزل بأمر ربنا.

مش مصدق؟!

طب شوف الآية دي في سورة غافر

“رفيع الدرجات ذو العرش
يلقي (الروح من أمره) على من يشاء من عباده”

يعني ربنا بيبعت الوحي على من يختار من الرسل!

شوف الشبه بين (قل الروح من أمر ربي) و(يلقي الروح من أمره)

شوف كمان الآية دي في سورة

“وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان”

يعني قبل الوحي مكنتش تعرف يا محمد يعني ايه قرآن أصلاً!

أظن المعنى واضح.

والآية دي في سورة مريم

“فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا”

يعني ربنا أرسل جبريل إلى السيدة مريم وتمثل لها في صورة بشر

والآية دي في سورة الشعراء

” وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين”

واضحة؟

والآية دي في سورة النبأ

“يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون”

الروح هو جبريل طبعاً!

طب مش يمكن آية “ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي” في الآية دي تحديداً يكون مقصود بها معنى روح الإنسان؟ عشان أكيد مش كل التفاسير دي غلط!

الحقيقة للأسف إن التفاسير القديمة لم تكن تراعي سياق الآيات نهائياً. بيفسروا كل آية وكأن مفيش آيات قبلها ولا بعدها

لكن لما تبص على الآية اللي بعدها مباشرة في سورة الإسراء

هتلاقي “ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا”

يعني واضح تماماً إن السياق بيتكلم عن الوحي، مش عن أرواح الإنسان!

أما روح الإنسان، فذكرت في القران بلفظ: النفس

الله يتوفى الأنفس حين موتها

يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية

ممكن حد يتجاهل كل الآيات اللي فوق دي ويركز مع آية

“فإذا سويته ونفخت فيه من روحي”

ويقول هنا الروح معناها روح الإنسان

لأ

روح ربنا مش زي روح الإنسان

ربنا مش جسد وروح زينا

ربنا ليس كمثله شيء

وبالتالي ممكن “النفخة من روح الله” يكون معناها تعاليم زرعها الله فينا… الفطرة مثلاً.. أو الضمير.. أو أي شيء يسمو بالإنسان ويرتقي به!

المصدر