التصنيفات
المدونة

قدّر قيمة كل حاجة بتعملها مهما كانت صغيرة

لأن هي دي الطريقة الطبيعية اللي كلنا بنقدم بيها القيمة وبنعبر بيها عن وجودنا وأثرنا في الحياة.

في بوست كان بيتكلم عن ان الناس في الاغلب نوعين:
النوع الاول الثوريين الحالمين الطموحين المتقلبين ، الذين لا يقبلون العادى ولا يرضيهم المعتاد ويعيشون للحلم ويحققون الطفرات والنوع التاني العاديين ، الموظفين التقليديين ، وللعمال الذين يكررون نفس العمل كل يوم بلا ملل أو فتور

بس من الاخطاء اللي الواحد مر بيها واتكررت قدامه كتيير،
هي ان ناس كتير ليها كلمة و رأي مؤثرين،
كانت بتشتغل علي الشباب الصغير “المتحمس” انها تزود منهم اعداد النوع الاول… النوع الاول وبس..
“خاصة من خلال الخطابات الدعوية والتحفيزية”.

دروس كتير ومحاضرات كتير وبرامج كتير وحتي بعض القعدات في مختلف الاماكن، كل حاجة كانت بتحصل كان هدفها الوحيد انها تخلي الناس تكسر في الصخر بدماغها علشان يبقي كل واحد منهم “الفرد الامة”.. واي حاجة تانية كانت “ضمنيا” فشل.

الفكرة اللي في حد كتب عنها من فترة الملخص ده:
ايه ده؟ انت عايز تعيش إنسان عادي؟
تدرس، وتشتغل، وتتجوز، وتخلف، وتموت؟
فين بصمتك؟ فين دورك في الأمة؟
فين التغيير اللي هتسيبه في العالم؟

والكلام ده للاسف كان بيتكرر كتيير ومن تقريبا كل الناس، ولكن بعد فترة اغلب الناس اكتشفت ان الكلام فيه مشاكل كتير جدا جدا… اهمهم: – اغلب الناس اللي كانت بتنصح وتوجه الشباب، مكنش فيهم ناس بيدوا اي نصائح موجهة لحياة الشباب الخاصة “الا من رحم ربي”

مفهوم الـ Work-Life Balance اللي اتعلمناه في الشغل مكنش بيتقال، كان دايما بيتكلموا في العموم انك لازم تحرق اكثر، لازم تجتهد اكثر، لازم كل حاجة واي حاجة بتعملها تعملها اكثر واكثر واكثر واكثر واكثر
ودا ادي الي ان ناس كتييير حرقت بنزين علي الفاضي في اوقات العربية كانت غارزة في الرمل، ففي مجهود عظيم جدا..اتحرق علي مفيش حرفيا.

اغلب النصائح كانت عامة جدا، مكنش فيه اي Customization او Personalization بتتقال لكل شخص، كله كان مستعجل وبيقول كل الكلام لكل الناس، بغض النظر عن ان كل شخص مختلف وليه ظروفه وليه طريقته والحاجات اللي يعملها والحاجات اللي المفروض ميعملهاش.

بمرور الوقت، ناس كتير ادركت ان اغلب اللي بينصحوا “بجد”، بينصحوا بعد ما عدوا مجموعة محطات، محطة زي محطة الشغل، يعني اغلبهم كان يا مدير في شركة كبيرة او عندهم شركته “ربنا يباركلهم ويزيدهم”، وباقي المحطات زي ان اغلبهم اتجوز وخلف وسافر ولف وعمل علاقات وظبط نفسه في اغلب تفاصيل الحياة…
التفاصيل اللي اغلب الشباب اكتشف انه محتاج يبذل مجهود كبير في كل تفصيلة منهم، بجانب اللي هو بيعمله.

وبمرور شوية وقت كمان، بنكتشف ان الناس دي كانت بتتكلم من حتة تانية خالص، كانت بتتكلم بصيغة الشباب.. بس من فوق جبل بعيد عن اغلب الشباب، وبعيدا عن طموحاته وامكانيته “الحقيقة” دلوقتي.
نادرا لما تلاقي حد كان بيشارك تجاربه – وهو في سن الشباب – اللي بيكلمهم، وازاي قدر يشتغل علي نفسه وهو بيبني نفسه وهل كان فعلا بيكسر في الصخر براسه ولا كان في تفاصيل كتير تانية بتتعمل.

ودا للاسف انتج جزء من الجيل الحالي فكرته و رؤيته مفهاش اي شخص غير نفسه، واي شخص تاني هو دور مساعد في مشوار الشخص الاول علشان يحقق التغير في الامة والعالم.
وبشوية ضغوطات حياتية، بقي فكرة التغير اللي هايحصل في العالم هايبقي بسبب فرد، وبالتالي ففكرة اننا نساعد ونشجع بعض علي اضغر الامور اختفت، وبعدها بقي فكرة انك تحقق نجاحات صغيرة ملهاش قيمة، و وصلنا لمرحلة ان اي نجاح للـ “اخر” هو تهديد وهدم للمكانة اللي انا المفروض اوصلها..فلازم الاخر ده يقع.
يقع بقي بقصد/وعي او بدون..المهم انه يقع.

فاتلغت فكرة انك لازم تستريح شوية.. رغم انك لازم تستريح كل شوية.
حتي في اصعب الازمات اتفرضت فكرة انك لازم تبقي بتجري وتحرق ليل نهار. اتلغت فكرة الاحتفالات بـ #النجاحات_الصغيرة لان اي هدف بتحققه، فهو وراه هدف اعلي لازم تحققه “”بسرعة””

و الحاجات اللي كنت بتعلمها “تطوعا” وهي مش مطلوبة منك اصلا، وكان بيتقالك عليها شكرا…بقي يتقال في نفس الحاجة التطوعية دي “ايه ده!! هو انت لسه فاكر”.

ومع التكرار، اصبحت دي الصورة النمطية اللي كل واحد بيشوفها لما بيقف قصاد المراية…احساس مستمر ومتتالي من التقصير.

انا فاكر كويس جدا الاوقات دي لما عدت عليا، وعارف الشعور بتاعها اد ايه صعب، فاللي عايز اقوله:
خلي بالك من نفسك، وقدّر قيمة كل حاجة بتعملها مهما كانت صغيرة أو مهما كانت روتينية أو متكررة، لأن هي دي الطريقة الطبيعية اللي كلنا بنقدم بيها القيمة وبنعبر بيها عن وجودنا وأثرنا في الحياة.

{عاندي فينا أكتر … لسه فينا حيل نعاندك
تيجي فينا ايه يا دنيا … ورينا اللي عندك
اقفي بيننا وبين هدفنا ، وأخريلنا ساعتك
هنوصل في الميعاد ، ونحتفل داخل ملاعبك}