التصنيفات
افيون الشعوب مقالات الضيوف

قاسم أمين

لان طبيعي يكون في طلاب منحلين عند علماء محترمين

البيئة الإسلامية اللي نشأت فيها كان لمّا يُذكر أمامهم اسم قاسم أمين كانوا يقولوا (قَسَمَهُ الله). باعتبار إنه أحد دُعاة الفِسق والفجور وخلع الحجاب والانحلال وما شابه. بل قالوا إنه مات في خمّارة وسط الراقصات وفتيات الليل.

في مرة وأنا صغير سمعت إن كمال أبو رية هيمثّل دور قاسم أمين في مسلسل عن حياة قاسم أمين، وبالفعل عمل المسلسل واتعرض في التليفزيون، وكمال أبو رية يبقى عمي -ابن خال أبويا-، قلت خلاص كده الخزي والعار تلطخت به العائلة لما عمي يبقى هو اللي بيمثّل دور هذا الفاسق الفاجر.وحلفت بالله أيمان مغلّظة إني لما أقابل كمال أبو رية لهبهدله شتيمة وسأوجعه من الكلام على العار اللي جابهولنا.

عدت الأيام وكنت بقرأ عن الإمام محمد عبده، لقيتهم بيقولوا إن قاسم أمين أحد تلامذته! قلت: ايش جاب لجاب!
ايش جاب الإمام محمد عبده لهذا الإنسان المُنحلّ!
لكني لم أقف طويلًا على هذه المعلومة؛ فطبيعي يكون في طلاب منحلين عند علماء محترمين.

لحد ما قرأت تاني إن جريدة العروة الوثقى اللي أنشأها الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني من باريس، بهدف نشر الروح الإسلامية في الأمة والحثّ على محاربة الاحتلال، إذا بي أجد أن قاسم أمين كان مساعدًا لمحمد عبده في إنشائها وكتابتها وترجمة مقالاتها وفي إخراجها ونشرها للأمة.

قلت قاسم أمين -الداعر الماجن- بيساعد محمد عبده في إنشاء مجلة إسلامية هدفها محاربة الاحتلال؟
لأ كده في حاجة غلط.

رجعت لكتب قاسم أمين أقرأها، قرأت “المصريون” و”تحرير المرأة” و”المرأة الجديدة” بل قرأت مقالاته ومذكراته الشخصية، قرأت ما كتبه هو وما كُتب عنه، وإذا بي كل ما أقرأ صفحة أقول حسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء الكَذَبَة المُدلّسين اللي شوّهوا صورة هذا الراجل في نظري.

وقلت الحمد لله إني لم أقابل كمال أبو رية في الفترة اللي فاتت، عشان تكون المقابلة شكر له على دوره إنه مثّل شخصية واحد من أعظم رجالات مصر.

الأمر الأخير اللي زاد من أسفي إني لقيت قاسم أمين مات وهو بيجمع تبرعات لإنشاء جامعة القاهرة؛ لإنه أصلًا كان سكرتير اللجنة اللي كانت بتنشئ جامعة القاهرة وكان بيدفع فلوس من جيبه الخاص بهدف إنشاء أول جامعة مدنية في مصر.

كل طالب اتعلم في جامعة القاهرة مدين بشيء من الفضل لقاسم أمين، كل بنت أُتيح بها فرصة تعليم في مصر مدينة بشيء من الفضل لقاسم أمين، كل الحسنات اللي ربنا بيجازي بيها على طلب العلم ونشره وتعليمه للناس بيعود بعضها على قاسم أمين لحد النهارده وهو في قبره.

لكن هؤلاء المُدلسين قالوا إنه مات في ملهى ليلي وسط الراقصات، ثم بعد ذلك يتحدثون بكل بجاحة أن قاسم أمين هو المنحل وهو المارق من الدين، وكأن تضليلهم وكذبهم وتدليسهم وسبابهم له وتشويه صورته وتاريخه والطعن في دينه وشرفه، وكأن هذا ليس مروقًا منهم من الدين، وكأن الله سيثيبهم على ما فعلوا حسنات، وسيرفعهم به في الجنة درجات.

المصدر