التصنيفات
مقالات الضيوف

عن كره بيب جوارديولا

في بداية الموسم اللي فات وبعد ما بيب كسب 6 مباريات متتالية في الدوري كان منهم مانشستر يونايتد في الأولد ترافورد وسجل فيهم 18 هدف وإستقبل 5 جه ماتش توتنهام، جوارديولا وفرقته عطلوا تمامًا وبوتشيتينو إكتسحهم طول وعرض وعمل ماتش تاريخي، دخلوا ماتش إيفرتون بعدها وهم لسه متصدرين الدوري، وبعد ما إتعادلوا وأجويرو ودي بروين ضيعوا ضربتين جزاء أول سؤال إتوجه لبيب في المؤتمر الصحفي..”مش شايف أن طريقة لعبك مش مناسبة للبريميرليج ومحتاج تغيرها؟”..الراجل لسه جاي حرفيًا، خسر ماتش بطريقة لعب أبعد ما تكون عما يسمى بـ”طريقة لعب البريميرليج” وبعدين إتعادل مباراة ضيع فيها فريقه ركلتين جزاء..واللي ضيعهم إتنين من أفضل لعيبة فريقه..ومع ذلك السؤال كان متجهز أنه يتقال في أول سقوط بغض النظر عن أي شيء وبغض النظر عن منطقية السؤال نفسه.

اللقطة دي مهمة جدًا، لأنه بعد كده لما السقوط تكرر أكتر من مرة وكان كل مرة السؤال بيتكرر بنفس الصيغة، كده في المطلق وبغض النظر عن التفاصيل، ساعتها كتبت “لذة تحطيم جوارديولا” وإتقال أنه المقال مكتوب للتطبيل لبيب إلى آخر الكلام اللي بيتقال عادة في المواقف دي، نقطتي كانت إنه الوضع مع بيب عداء لفكرة معينة مش نقد لمدرب، ماحدش عنده إستعداد يتكلم في تفاصيل الخطة أو الإعداد للمباراة أو التكتيك لكن الجهود كلها موجهة لهدم مسيرته وطريقة لعبه من الأساس، وعددت في المقال عدد من الأمور ممكن بيب يُلام عليها، زي الميركاتو السييء اللي ركز على مراكز معينة بكثافة وتجاهل مراكز تانية، زي الإعداد النفسي السييء للعيبة السيتي وحالة البلاهة اللي بيبقوا فيها لما يتأخروا ف النتيجة أو المباراة ما تمشيش زي ما متوقعين، لكن نادرًا ما حد بيتكلم ف القصص دي، وحتى لما بيتكلم فيها بيبقى الكلام برضه هدفه ف النهاية الوصول لخلاصة واحدة..بيب فاشل وطريقته ما تنفعش، أو مثلًا هو كويس بس واخد أكبر من حجمه بكتير وعمره ما حينجح برة برشلونة.

قبل ماتش ليفربول كان عندي تحفظات كتير ع الإعداد للماتش وكان عندي إنتقادات كتير، بعد الماتش قرأت تحليلات كتير جدًا ما لقتش ولا حاجة من ده، نفس الأشخاص بيقولوا نفس الكلام، طريقته ما تنفعش، فقاعة، منفوخ، ع طول بيخرج بفضيحة إلخ.

دي طريقة فعالة جدًا لقياس قد إيه مفيش موضوعية في تقييم الراجل، يعني أنا ممكن أقول دلوقتي 4-5 أخطاء عملهم بيب وهو داخل على أهم أسبوع في الموسم، أسبوع إستثنائي حيقابل فيه ليفربول مرتين وتوتنهام برة أرضه ومانشستر يونايتد في مباراة حسم اللقب اللي حيطلع منها كومة أرقام قياسية أول مرة تتحقق، زي أنه حيبقى أسرع مدرب يحسم البريميرليج قبل 6 جولات من النهاية، وحيبقى قطع 90% من الطريق عشان يكسر الرقم القياسي لعدد النقط وعدد الأهداف في موسم واحد، وحيبقى قدم تاني أفضل موسم بعد موسم لاهزيمة أرسنال وكمان بعدد إنتصارات ونقط وأهداف أكتر.

أخطاء كتير، منها اللي حصل أول الموسم زي رهانه المستمر على لاعب محدود بائس زي ستيرلينج واللي هو يتحمل اللوم كاملًا في الفرص اللي ضيعها قدام مانشستر لأنها مش أول ولا تاني ولا تالت ولا عاشر مرة يعملها، ومنها اللي ممكن نسلط عليه الضوء قبل ماتش ليفربول، زي أنك تستلم لعيبتك مرهقة من التوقف الدولي فبدل ما تريحهم عشان داخل على أسبوع تاريخي تقوم لاعب بيهم ماتش إيفرتون وبرضه تفضل معلي الريتم لآخر الماتش عشان تكسب 3-0، أو زي أنك تسيب الإرهاق يتمكن من لعيبتك لدرجة أن بعضهم يطلع يشتكي ويطلب يريح لأنه ما بقاش قادر، أو زي أنك تخش ماتش ليفربول بجناح واحد بس، في حين إن المرة الوحيدة اللي إكتسحت فيها ليفربول كان السبب هو الضغط الدايم ع أطرافهم بجناح وظهير هجومي وخنقهم من أجناب الملعب، وحتى لو كانت المباراة فيها طرد فأنت كنت متقدم قبل الطرد أصلًا، ومن غير طرد حتى كان حيبقى شكلك أفضل من مباراة الأنفيلد، وأخطاء تانية زي إنك قضيت الموسم كله بريتم واحد عالي أجهد لعيبتك ف ماتشات عيانة ف الدوري، فلما جيت في ماتشات أكتر أهمية في الشامبيونز والكاس ما لقتهمش بدنيًا أو ذهنيًا وأحيانًا الإتنين مع بعض، وزي إن تمسكك بالريتم ده حرمك من الإستفادة من ميندي حتى بعد ما رجع م الإصابة لأن غيابه سبب تغييرات كتير وتعديل الخطة وما بقتش عايز تخاطر رغم أنك حاسم الدوري بفرق أميال.

كل الكلام ده كان ممكن نقوله ونهري فيه بعد ماتش ليفربول وبعد ماتش اليونايتد لكن ما حصلش وعمره ما حيحصل مع إنه يندرج تحت بند النقد، لأنه الهدف أصلًا مش نقد بيب أو توضيح أخطاءه لكن الهدف هو هدم الموضوع من أساسه، الأخطاء ممكن تتصلح زي ما حصل السنة دي في أمور كتير، لكن اللي يخلي الناس تقدر تتشفى هو أنها تستغل الحالة عشان تسحبها ع مسيرته كلها، ليه الهدف هو هدم الموضوع من أساسه؟ لأن كل مرة بينجح فيها بالطريقة دي بيقول أنه في حاجة أحسن، وإن الصراع البائس بين الأداء والنتايج هو صراع مفتعل، وبالتالي بتبتدي الجماهير تطلب من مدربيها وأنديتها تخطي الصراع ده بطريقة أو بأخرى والجمع بين الإتنين، وبتبتدي تشوف الباقيين أقل ما كانوا شايفينهم.

عواد في فيديو كان قال حاجة صحيحة جدًا، جوارديولا بيعملك فريق مش بس يفوز عليك بنتيجة كبيرة لكن فريق تكرهه كمان، لأنه بيحرمك من اللعب أصلًا وبتطلع من الماتش حاسس إنك إتغلبت وماخدتش فرصة حتى ترد، مش مثلًا جربت وفشلت فبتلوم نفسك، عشان كده التعامل معاه دايمًا بيبقى بالعبارات الحراقة الناسفة، الناس لحد اللحظة عاجزة عن نقد الراجل نقد موضوعي فيه كلام كورة، والموضوع ده إبتدى من أول موسم ليه خالص ومستمر لحد اللحظة، الناس شافته بيستلم فريق طالع موسمين صفريين ورا بعض ونجمه الأول ما بيحضرش التدريب أصلًا والموسم اللي قبل توليه المسئولية ع طول كان فايز في نص ماتشاته بس ومتأهل شامبيونز بسب الدين وفارق عن الريال 18 نقطة، فلما خد بيه سداسية الموسم اللي بعده وبإضافات محدودة جدًا ماكانش فيها إسم غير ألفيش ومدافع مغمور جابه من مانشستر يونايتد مسيرته كلها ع بعضها 11 ماتش وإرتكاز مغمور طلعه من الفريق التاني ومشى قصادهم رونالدينيو وديكو، كان رد فعلهم أنه فجأة تحول برشلونة اللي كان لسه بيتهان إمبارح لفرقة جاهزة، وتحول الريال اللي كان لسه بطل الدوري والسوبر الموسم اللي قبلها لفرقة فاضية متهالكة ومحتاجة تجيب نجوم بالهبل عشان تعرف تجاري الفرقة الجاهزة اللي إستلمها بيب، وكل ما تدخل في التفاصيل تكتشف قد إيه جهل الناس اللي أطلقت الجملة دي أول مرة، لدرجة أن بعضهم بيؤكد أن بيب مثلًا إستلم أفضل ثنائية خط وسط في العالم – وأحيانًا في التاريخ – لما درب برشلونة في حين إن إنييستا الموسم ده ماكانش لسه إستقر في مركزه اللي إتعرف بيه بعد كده جنب تشافي ولعب نص الماتشات ع الأقل كجناح، هنري مثلًا بيب إستلمه عنده 32 سنة، سيلفينيو الباك الشمال كان عنده 34 سنة، وبيكيه وبوسكيتس اللي قعدوا معاه 4 سنين الأفضل في مراكزهم كانوا ولا حاجة قبل ما ييجي وتفاصيل كتير صعب تتحكي في بوست مهما كان طويل.

الأثر الكاسح ده اللي بيحصل هو لعنة بيب من يوم ما إبتدى تدريب، إنك تجبر الناس ع أنها تعتبر فرقة بالفشل ده موسمين ورا بعض أنها فرقة جاهزة، وإن أداءك كل موسم يغري الناس أنها تحطك من المرشحين للفوز بكل شيء وتضطر تتعامل مع الضغط ده باقي الموسم، وبالأداء ده يبقى كل موسم ما تحققش فيه ثلاثية هو موسم محبط وأقل من التوقعات، بينما أسهل حاجة في الدنيا أنك توطي التوقعات وبعديها تخلي أي نجاح تعمله مهما كان صغير يبان كبير وضخم جدًا، مثلًا لو كان بيب إستلم فرقة برشلونة 2008 وعمل شوية تصريحات عن قد إيه الفرق بينه وبين الريال كبير وهم أقوى وكسبانين آخر 2 ليجا وكسبانين الكلاسيكو 4 وبرشلونة عملهم ممر شرفي وكل ده، ولو كان حقق السداسية دي بعد سنتين تلاتة كانت الناس حتقول يا سلام بنى الفريق وإشتغل وحقق نجاح في الآخر خاصة إنه طول فترته في أسبانيا كان معدل إنفاقه أقل من الريال بكتير رغم أنه إستلم الفريق الأفشل والريال مسيطر محليًا، إنما لأن النجاح جه لحظيًا وبشكل ضخم جدًا حصل جليتش في السيستم والناس إضطرت تألف تفسيرات عجيبة فشخ عشان تفسر اللي حصل، ودي حاجة إستقرت ف التاريخ والعقول خلاص لمجرد أنها لقت ناس كتير ترددها.

https://www.facebook.com/louay.fawzy/posts/2189896714354639