التصنيفات
المدونة

عن التعّود

انا فاكر زمان اول ما “محمد الدرة” مات.. الكلام ده كان في 30 سبتمبر عام 2000 اثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية .. وقتها مكنش فى احداث كبيرة بتحصل فى العالم العربى غير فى فلسطين .. وقت وقع الحداثة دى حصل غضب شديد من كل الناس فى كل انحاء العالم .. المنظر ساعتها كان فظيع جدا وناس كتيير فضلت تتكلم عن الموضوع ده لفترة “سواء من الوطن العربى او ما خارجه”.. وبعد مرور فترة من الزمن “بعدها بكام سنة”.. كان فى احداث كتييييير ومشاهد اسوء بمراحل من مشهد قتل محمد الدرة … كنت بستغرب جدا من نفس الناس اللى اتكلمت مرارا وتكرارا عن موضوع محمد الدرة متكلموش عن الاحداث اللى بتحصل على الرغم من بشاعة منظرها

وبنفس الطريقة تقدر تقيس حتى الاعمال الصالحة ..قرأت مرة عن شخص بيسأل:
كلنا يستمع إلى كلمة الحق فنعجب بها ونتأثر، فإذا عدنا إلى بيوتنا كنا كما كنا، ولم يتغير في حياتنا شيء، مع أننا معجبون بما يُقال، مصدقون لما يُقال، لكن هذا الذي يُقال لا ينقلب سلوكاً ولا واقعاً ولا عملاً فما تفسير ذلك؟

فى الاغلب الموضوع بيقى تعّود .. انت اتعودت على الموضوع ده
سواء الموضوع ده كان حاجة كويسة .. او حاجة وحشة .. طالما الموقف ده اتكرر قدامك اكتر من مرة .. هتلاقى نفسك بتتقبل الموقف عادى جدا .. باختلاف الشخص اللى بيتعرض لنفس الموقف اكتر من مرة
مثال: كنت اعرف حد بيشتغل فى احد النيابات الحكومية .. وكان بيروح “المشرحة” كتيير بحكم شغله .. بدأ يتعب نفسيا من التعامل مع مناظر الجثث وريحتها الوحشة
وعلشان ي”تغلب” على تعبه قرر انه يجمع صور كتييير لكل مناظر الجثث وحالات التعذيب وقعد 3 ايام بيدقق فيها ليل نهار .. وبعد الـ 3 ايام ..خطته نجحت .. اصبح لا يبالى باى منظر “ايا كان ايه” يحصل قدامه .. نجح فى انه يبطل يتعذب شوية .. فى مقابل انه قتل جزء من اداميته وانسانيته .. لكن بعدها قرر انه هايبطل موضوع انه يتفرج على الصور .. ساب الشغل فى النيابة.. وقرر يرجع بنى ادم تانى.

الفكرة من البوست ده هو محاولة وقف حالة منتشرة جدا “خاصة الفترة دى” لنشر صور الشباب اللى بتموت .. خاصة ان كل الصور اللى بتتنشر اغلبها بيبقى للناس اللى ماتت وهما غرقانين فى الدم .. او بعد ما يموتوا
الصور اللى الناس بتنشرها دلوقتى “محاولة” منهم لتوصيل رسالة معينة مبتعملش اى حاجة غير انها بتقتل جوه الناس “اداميتهم” .. اللى عايز ينشر صورة حد .. ممكن ينشر صورة عادية او صور وهو مبتسم .. دا على الاقل لو موصلش للناس رسالة تدفعهم على الحركة – فى ظل عدم توافر ظروف مناسبة للحركة – فهو على الاقل مش هايموت جواهم احساسهم اللى مع تكرار المواقف وتكرار نشر الصور بيموتهم من جوه
اختلف، اغضب، ازعل، اى كان بس ماتخليش وقع خبر وتأثيره عليك يخليك تساعد فى تفتيت وشخصيات وصفات تنقل فئة من “بعض الاحساس” الى انعدام الاحساس… وبالتالى تموت الفكرة اللى بتسعى لتحقيقها… لان رؤية منظر متكرر فى ظل عدم توفير امكانية للتطبيق بيموت حاجات كتيير جوه كل واحد

سيدنا إبراهيم يهتدى لما النجوم تبعد.. والسحرة يوم ما انكشف إفك الحبال تسجد
حتى الملايكة يا ناس اتعلموا م الطين .. آدم طريد م السما.. على أرض م الفانيين.

https://www.facebook.com/kareemsamara/posts/10152708960483106