التصنيفات
المدونة

حتي اضعف الايمان، هايظل ايمان

يا نحرر فلسطين ونجيب الاندلس واحنا راجعين، يا اما حتي متعملش اي فعل ولو بلسانك

احد الاصدقاء كتب موضوع عن مقاطعة المنتجات الفرنسية احتجاجا على الرسومات المسيئة للرسول، وكان اشيف ان مثال موضوع ابوتريكة اللي كان له مواقف وقضايا بيدافع عنها، وفي الاخر دفع ثمنها واتطرد خرج البلد مثال علي ان الموضوع ملوش لازمة، لانك حتي ولو كنت “امير القلوب” فالموضوع ملوش لازمة والناس مش هاتنفعك بحاجة، ولا مواقفك هاتفيدك في شيء، واخيرا اتكلم عن فكرة التأثير وانك مهم تفكر انت ليك تأثير اصلا ولا لا، وايه حجمك واهميتك، ودا كان ردي علي البوست بتاعه

انا عندي ٣ نقط تعقيبا علي كلامك، هابدأهم بالترتيب العكسي من حيث الاهمية من وجهة نظري:
– النقطة الثالثة عن ابوتريكة: ابوتريكة ليه لقطتين في ماتشات كاس الامم الافريقية بعد ما سجل هدف، الاولي رفع تيشيرت المنتخب وكان لابس تحتيه تيشيرت مكتوب عليه تعاطفا مع غزة، والتانية كان لابس تيشيرت مكتوب “الا رسول الله”، فابوتريكة من اكثر الشخصيات اللي الواحد عرفها طول فترة حياته كان عنده قضية وبيدافع عنها وبيدفع ثمن دفاعه عن قضاياه. فكرة امير القلوب دي رد فعل، ينفع تحصل وينفع متحصلش، فمش ده الهدف، هو عنده هدف وقدر يوصله بكل الطرق المتاحة ليه. اما نقطة انه مطرود بره البلد ومحدش نفعه، فدا – وعلي الرغم من انه حقيقي – وان اللحظة الاسوء من وجهة نظري لما والده مات ومعرفش ينزل يدفنه، ولكن البلد اللي طردته – وفي وقت من اهم الاوقات فيها والعالم كله بيتابعها “وقت استضافة كاس الام الافريقية الاخيرة” – اتهتف باسمه في اهم لقطتين في البطولة، مباراة الافتتاح ومباراة النهائي، اسمه اتقال في البلد المطرود منها في اهم لقطات حصلت في نفس البلد و قدام العالم كله، وبما اني حضرت النهائي في الاستاد، فان ممكن شوفت كم المخبرين اللي كانوا مالين الاستاد علشان اي لقطة زي دي، وعلي الرغم من اننا كمصرين مكنش عندنا حق اختيار اننا نروح نشجمع مع جماهير الجزائر، واضطرونا كلنا ندخل في الناحية العكسية، اللي ان برضه جماهير الجزائر هتفت باسم ابوتريكة، واحنا فضلنا قاعدين ساكتين لاننا مترفعين في ناحيتنا واللي بيتكلم هايتخطف ومحدش هايسمع عنه، فدا وعلي الرغم من انه نتيجة مش شرط تحصل، الا انها حصلت فعلا، فهو كان ولا يزال امير القلوب، بعيدا عن اي نتيجة سواء حصلت او محصلتش… ودا هياخدنا للنقطة الثانية

– النقطة الثانية: ربط مفهوم (الفعل) “بنتيجة (التأثير)”، يعتبر الفكرة الساذجة العكسية للفكرة الساذجة بتاعت نحرر فلسطين ونجيب الاندلس واحنا راجعين. دي زيها زي الخرافات اللي جزء كبير مننا اتربي عليها، كل الهجص بتاع “الفرد الامة”، وفين دورك وتأثيرك في المجتمع العالمي؟ وانت عايز تعيش عادي كده!! تتجوز وتخلف وتربي ولادك وبس!! بس كده!! لا ازاااي.. لازم تعملك غزوتين او ثلاثة علي الاقل، واذا اسمك مترددش في ٤ او ٥ قارات علي الاقل يبقي كل اللي عملته دا ولا يسوي، يا تأثر في ٢ او ٣ مليار بني ادم من الـ ٧ مليار اللي عايشين، يا تبقي عيشت حياتك كلها هباء منبثا. نفس السذاجة بالظبط. كل الرسل بلا استثناء كان دورهم التبليغ فقط “وما علي الرسول الا البلاغ”، وفي منهم عاشوا وماتوا ومفيش الا قلة من قومهم كانوا اهتدوا بيهم، فهل دول برضه كده معملوش رسالتهم، مسابوش “الاثر” اللي واحد في الزمن ده بيدور عليه. من اعظم الاحاديث اللي سمعت شرح مختلف ولكن مكمل ليها هو” إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل” الجزء الاول – وهو الاعم – وهو موضوع قيام الساعة اللي نظريا بينتهي وقتها مل شيء، وعلي الرغم من كده فانت في ايديك حاجة تعملها – في اللحظة اللي انتهي خلاص كل شيء – فانت مطالب انك تعملها. والجزء التاني من الشرح كان علي استخدام كلمة “فسيلة” لان الفهم للحقيقي للموضوع محتاج تفكير وتدوير، لان عمليا الفسيلة بتحتاج فترة طويلة “اعتقد اكثر من سنة” كي تنبت، فانت مش بس تعمل وخلاص، دا انت مطالب باعمال عقلك وتفكر وتدور علشان توصل للمعلومة، وبعدين تكتشف ان الموضوع مش بس انت مش هاتشوف نتيجته، دا احتمال كبير محدش يشوف نتيجته لانها هاتحصل بعد فترة كبيرة جدا، ومع ذلك انت مطالب انك تعمل ده. والجزد الثالث من الشرح كان بيتكلم علي اعمال العقل في انت هاتعمل ايه وازاي، وقتها اتقال مثال انك لو اجتهدت في شيء ولقيت اجتهادك ده هايضرك، او ينفع توفر اجتهادك ده لحاجة تانية اهم، او وقت تاني افضل، فانت ساعتها من لازم تعمل نفس الحاجة اللي ممكن يبقي ناس كتير بتعملها وبتشجع انها تتعمل، فالموضوع في الاول وفي الاخر اختيارات، وكل واحد هايتحاسب علي اختياراته.

– النقطة الاولي والاهم علي الاطلاق: الاصل في الموضوع ان الدنيا دار ابتلاء، واننا كلنا في امتحان، ففكرة انك تبقي في امتحان وتفضل تبص علي اللي حواليك بيحلوا صح او غلط، بسرعة او ببطء، دي فكرة ملهاش اي معني، اجتهد وركز في ورقتك، انت مسؤل عن نتيجة امتحانك، عن المعطيات اللي كانت تحت ايديك، اللي ليك تحكم عليها، غير كده اي حاجة تاني بره عنك، ومش المفروض تشغل بالك بيها اصلا هل هتأثر وهاتنجح ولا لا. والجزء التاني في موضوع الامتحان هي ان محدش هايعرف نتيجته دلوقتي، اي “نتائج” هاتظهر “او هانتخيل انها ظهرت” هي مجرد اعراض ومش شرط خالص تبقي دي الاجابة الصح، ومش شرط نشغل بالنا بالاعراض بغض النظر عن انها كانت ايجابية او سلبية. ممكن نفكر فيها ونحاول نستنتج حاجات واكيد هي هتثيب فينا اثر، بش مش لازم نتعامل معاها انها النتيجة النهائية. قصة سيدنا موسي مع الخضر – اغلب الشروحات ليها – بتحكي عن الصبر، بس من جانب واحد بس للقصة، وهو جانب سيدنا موسي والخضر، بس في مرة سمعت حد اتكلم عن الجانب الاخر في القصة، الناس اللي اتكلنا عنهم وهما بشر زينا فعلا، مش نبي اقرب لصفات البشر. الناس دول ينفع يتقسموا لـ ٣ حاجات- ناس حصلها موقف افتكروه شر (خرق السفينة) وبعدها اكتشفوا انه خير – ناس حصلها موقف افتكروه شر (قتل الغلام) وهايعيشوا ويموتوا من غير ما يعرفوا انه كان خير ليهم، ممكن يفضلوا فترة حزينين علي موت الغلام، من غير ما يعرفوا ان ربنا ابدله بخيرا منه لهم- و ناس حصلها موقف (اعادة بناء الجدار) بغض النظر عن انهم سمعوا عنه ولا لا، ولو “سمعوا افتكره شر ولا لا” ولكن هايعرفوا بعد فترة ان الموقف اللي حصل زمان كان خير ليهم (لما يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما). ففي الفكرة الاساسية انك تعمل اي حاجة تقدر تعملها، حتي لو هاتقوم تقلب القناة علي التلفزيون لو جابت حد بيتكلم فرنسي، يطلع اللي عملته ده صح او غلط، ليه تأثير ولا لا… كل ده اشياء نسبية، فهل دا كان دورك او كان ينفع تعمل حاجات اكثر من كده،..كل واحد هايعرف نتيجته “لوحده” في الاخر

واخيرا: بعيدا بقي عن النقطة الاساسية اللي كنت بتناقش معاك فيها، وبعيدا عن اقتناعي التام ان الناس هاتنسي وهاتنشغل بحاجات تانية في اقل من شهر، ولكن وبالرغم من كل ده ففي نتيجة حصلت فعلا


لكن تاني، النتيجة سواء حصلت او محصلتش، دا مش الهدف،التغير ولو “باللسان” او حتي “بالقلب” هايفضل ايمان، حتي ولو اضعف الايمان…لكن هايظل ايمان.