التصنيفات
مقالات الضيوف

سيناريو وقصة وحوار من نوع ما يختلف عن كل ما يعرفه الفرد

أمور تحدث وحسب. دون أدنى اهتمام بالدراما أو بالمنطقية، ولا بالتماسك أو غيابه.

فريق نيوزيلندا لكرة القدم النسائية كان بيلاعب فريق أمريكا لكرة القدم النسائية، النتيجة انتهت 5-صفر لصالح أمريكا. نتيجة قاسية وكل حاجة وهارد لك، لكن الفكرة هنا هي أن ثلاثة أهداف من الخمسة، سجلتهم لاعبة الفريق النيوزلندي ميكايلا مور في نفسها، هاترك من نوع فريد.

أنا بدون أدنى سخرية، أجمع هذا النوع من المواقف التي تستعصي على الفهم باهتمام شديد وإخلاص مترسخ لا أفهمه في نفسي ولا أعرف مصدره. لحظات يحس الواحد فيها أن هناك سيناريو وقصة وحوار من نوع ما يختلف عن كل ما يعرفه، وهي لحظات لو كُتبت في روايات، أو عُرضت في أفلام، فسيحتاج الكاتب أو الفنان بشكل ما أن يبرر حدوثها، ويبني ما يمهده ويؤدي إلى المشهد الذي تحدث فيه الأشياء، لكنها في الحياة أمور تحدث وحسب. دون أدنى اهتمام بالدراما أو بالمنطقية، ولا بالتماسك أو غيابه.

لهذا السبب بالتحديد أستعيد دائمًا فكرة أن الحياة لها منطق داخلي ما، وأجدها فكرة مضحكة جدًا. لا يوجد أي منطق من أي نوع إلا ما نضفيه عليها ونفكر فيه. الشيء الوحيد المتواتر والمتماسك، هو أن الواقع لا يعبأ بالأنماط، لدرجة أن هذا نفسه يتحول إلى نمط.

من فترة أحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم حديثًا، حكى لي الموقف التالي: بعد نهاية قصة حب عنيفة استمرت عدة سنوات، قرر صديقنا هذا أن يسافر من البلد كلها، ويذهب إلى عالم آخر يبدأ فيه بداية جديدة، مع أشخاص جدد، وبطريقة تفكير جديدة، قاطعًا كل صلة تربطه بمصر. وعلى مدار 3 سنوات كاملة، فعل صديقي كل ما يلزم فعله من أمور. تجهيز وامتحانات وتحويش، وما إلى ذلك. وفي يوم سفره، وبعد صعوده إلى الطائرة وإقلاعها، قرر الرجل أن يدخل الحمام عادي، فقام ليدخل الحمام، ليجدها، حبيبته القديمة، خارجة من باب الحمام. حب ومشاعر ودراما وسفر، وهروب وأحزان ومشاعر أخرى، ليجدها في النهاية خارجة من حمام فوق السحاب. موقف لا يحب الإنسان أن يرى فيه شخصًا آخر أصلًا في الظروف العادية.

شوف؟ صفر اهتمام بالتماسك الدرامي أو العقدة أو أي زفت آخر. تحياتي للحياة، الفنان الحقيقي.

المصدر