التصنيفات
مقالات الضيوف

المليونير الشقيان والملياردير المحظوظ

هل ” الحظ ” او ” التوفيق ” كافي؟

في حاجة كنت اتكلمت فيها اكتر من مرة بس وجب التذكير بيها علشان فعلا الناس فاكره ان الموضوع مش حقيقي، بل ان في ناس طالعة بتقول ان الناس ” بتكدب ” او ” بتخبي ” او حتى بيقولوا كده ” تواضع ” ومش مقتنعين.

لو شوفت انترفيوز لناس مليونيرات واتسألوا سؤال ايه سر نجاحكم، هتلاقي في كتير الاجابة ” hard work ” او العمل الشاق او يعني ان احنا بنشتغل كتير.

وكذلك برده الأخوة بتوع التنمية البشرية وقوم حقق حلمك وانت اللي بتعمل حظك والكلام دا.

لكن لو شوفت انترفيوز لمليارديرات ” واعتقد بوستات الفرق بين المليون والمليار كتيرة بس لو ماشفتش اي حاجة منهم فابسط مثال هو لو حولناها لوقت.. المليون ثانيه يعملو ١٢ يوم. اما المليار ثانيه فدول ٣١ سنة! ” فتخيل كده الفرق بين عمر واحد عنده ١٢ يوم واحد عنده ٣١ سنة دا الفرق بين المليونير والملياردير “

نرجع لكلامنا، المليارديرات بقى هتلاقى معظمهم بيقولوا نفس الاجابة ” i got lucky ” بص على انترفيوز لبيل جيتس مثلا هتلاقي بيقول اني كنت بحب السوفتوير وبحب اعين ناس واتفاجئت ان الشركة بقت بالحجم د وهتلاقي بيرجع دا لان حظه حلو!

ايلون ماسك كان بيتكلم عن سبيس اكس وانه كان ناقصله اطلاق واحد بس وانه لو كان فشل ماكنش في حاجه تانيه هيقدر يعملها.

وفي ملياردير شهير اسمه ” مارك كيوبن ” قال الجملة اللي ممكن تلخص اللي فات دا لما اتسأل هو انت ازاي بقيت ملياردير فحكى الحكاية بتاعته وان شركة ياهو اشترت شركته والقصة كلها وفي الاخر قاله بص هو انا كنت اقدر ابقى مليونير لكن ملياردير؟ دي كان فيها حظ كبير جدا اني ابقى ملياردير. ” على الرغم من ان شركته اتباعت باكتر من مليار دولار لياهو يعني هي شركته وتعبه! – لكن واقعيا هو كلامه صح جدا لان الشركة اتباعت في حقبة زمنية اسمها الدوت كوم بابل ” ايام كان فيها شركات التنكولوجيا بيتم تقديرها بمبالغ اكبر بكتير من حجمها الحقيقي ” وبعديها الدوتكوم بابل بيرست ” الفقاعه دي فرقعت ” لكن هو عرف يطلع منها ويكيش فلوسه ويحافظ عليها في وقت معظم السوق فلوسه راحت!

فشوف واتفرج على المليارديرات هتلاقي معظمهم بيقولوا ان سبب اللي هما فيه انهم محظوطين.

فهل دا معناه انهم مش شايفين انك ت work hard؟ لا طبعا هما كلهم بيشتغلوا كتير جدا جدا، لكن هما بيرجعوا نجاحهم للتوفيق مش للعمل لانهم شايفين الصورة كاملة، وعارفين ان الحظ لعب دور كبير جدا في مكانهم دا وان الشغل الجاد دا مش هو السبب الحقيقي ” لان في ناس كتير بتشتغل نفس عدد ساعاتهم ويمكن اكتر ومع ذلك مش معاهم ١٪ من ثرواتهم “

الحظ دي ممكن انت تسميه زي ما تسميه، اللي كلنا هنتفق عليه انه حاجه ” مش في ايدك، مالكش سيطرة عليها اطلاقا”

ممكن حد يسميها حظ شخص تاني يقول توفيق، ممكن حد يقول دا توفيق ربنا، ممكن حد تاني يقول انا مرزق.

لكن النقطة هنا، ان هل ” الحظ ” او ” التوفيق ” دا كافي؟
الاجابة: لأ

وباعترفاتهم ودي حقيقة مثبته كمان، ان معظم الناس في امريكا اللي بتفوز باللوتري ” ورق اليانصيب ” ويبقى معاهم عشرات واحيانا مئات الملايين بيرجعوا فقراء تاني.

ولو بصيت معايا كده هتلاقي برده معظم الناس اللي ” بتورث ” بشكل ما او باخر بيتصرفوا وبيضيعوا الفلوس.

بيضيعوا الفلوس وبيرجعوا فقرا وساعات افقر من الأول بطرق انت نفسك بتستغرب انه حقيقة وساعات بتبقى اغرب من انها تحصل في الأفلام.

فالواقع اللي احنا عايشين فيه بيقول انك لازم ” تشتغل كتير ” + ” يبقى في توفيق/حظ ايا كان عايز تسميه ايه انت حر في قناعاتك ” = انت شخص ناجح/غني او وايا كان.

الحظ بس مش كفاية.

شغلك لوحده برده مش هو اللي هيوصلك.

فانت work hard + وقول يارب.

المصدر