التصنيفات
افيون الشعوب

الشيخ الثقة الذي نتعلم منه

فرق بين التعلم وبين المتابعة

يكثر سؤالي وسؤال أصدقائي عن الشيخ الثقة الذي نتعلم منه ، وهو سؤال يدل على الحيرة – لاحظ أنه يسأل إنسانا/ شيخا ليدله على إنسان أو شيخ ، فهل وثقت في الأول فجعلته حجة على الثاني! – وهذه الحيرة ، منشؤها ما نراه من تبدل الأحوال ودخول الكثير من الشيوخ في مساحات أقل ما توصف به أنها جدلية.والحق أني أفرق بين التعلم وبين المتابعة، فالمقصود في هذا الزمان هو أن تتعلم، لا أن تبحث عمن (تتبعه) وتسير ورائه في كل أمر .والتعلم الحقيقي هو الذي يجعلك تقدر على البحث والمناقشة واستخراج المعلومة من مظانها ومعرفة كيفية النظر ..إلخ ، وهذه رحلة التعليم التي تبدأ بالشرح والتفسير ثم التعليل والتحليل ، ثم التفكيك والاعتراض ..إلخ.والآفة أننا جعلنا “الشيخ” في مثالنا هو محور الحياة ، إن أخطأ على المستوى الشخصي رفضنا كل ما قاله ولو كان صحيحا في ذاته ، وإن بان فساده أو انحرافه ، حكمنا على الدين والمنهج والمذهب وكل شيء بأنه خاطيء ..والآفة بدأت من سوء وضع الأمور في نصابها ، والبحث عن مُثل يُقتدى بها ونتزين ونحتمي بالانتساب لها!العلم قوته ذاتية ، إن علمت أصوله وفروعه وشاركت فيه مشاركة المتعلم لا المشاهد المتفرج ، وما أكثر ما يردُ الطالب النبيه على شيخه الخطأَ أو ينبهه لضعف مأخذه أو نسيانه ، وما ذلك إلا لأن ثمة أمر أعلى يتحاكمان إليه ويستندان إليه ، فإن أخطأ المعلم أمكن محاكمته إلى الصواب …وقديما قالوا : الشيخ من دلك على الله ، لا من دلك على نفسه.

https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/2541491752543409