التصنيفات
مقالات الضيوف

الامل..طير انت

* دي عاااشر مرة تقولي أنا جايبلك السعد والهنا، وفي الآخر ألاقي نفسي بأتدحدر على سفوح الوهم وأنكفي على وجهي من الهزيمة، وأفضل ألملم أشيائي وأكمّد جراحاتي الدامية من خيبة الأمل…

ممكن بقى المرادي تركز وتخطط بزمّة وتقولي هتحدفني فين بالظبط؟؟

** تكمكم جراحاتك وتكنس أشلائك إيه، وأنا مودديك مسمط!

وبعدين أنا عاوز يبقى عندك أمل، ونَفَسك يبقى طويل معايا عشان تساعدني وتساعد نفسك…

* أيوَه! أيوااااه… هي (خلي عندك “أمل”) دي… كل مرة تقولهالي، وأنا زي الزعبوط الشتوى أخرج من مكامن الكآبة والبؤس المتدفي فيهم، وأقول خلاص هأتمطّر أهي! وفي الآخر بأرجع أدراجي تاني بخيبة أاامــل تقــيـــلة!

** لا لا، بس أنا المرادي مبسوط من أعماقي، ومزاجي رايق وهأبسطك معايا.

ومش معقولة بعد كل الخيبة (أو الخيبات اللي بتقول عليها) والتجارب الفاشلة اللي مريت بيها دي هتقفل في وشك كده من غير ما تشوف شوية نور وسط العتمة يا أخى! حتى مش أخلاق الجـِنيّة* ولاد البلد يعني نسيبك ف الظروف دي.

وهو أنت يعني بترجع ناقص رِجل ولا إيد؟ ما أنت كويس أهو وف كامل قواك الصحية.

* كامل قواي الصحية! لأ، بأرجع ناقص طموح، ومُعبأ باليأس وإحساس الضياع أكتر من الأول! يا فالح.

** هو لما تلّف في الدنيا وتاخد خبرات تنضج بيهم، يبقى اسمه فشل!!

* بأقولك إيه! حكمة أفلاطونية زيادة هأسحب منك كارنية الجنيّة اللي أنت مش فالح فيه ببصلة ده، وهأضيّع مستقبلك، ومستقبلي (أهو كده كده شكله ضايع) وهأدوّقك طعم الخبرات اللي بحق وحقيقي…

** لا وعلى إيه؟ نشوف شغلنا أحسن…

المرة دي بقى.. هتظبط.. ركّز…

طـيـر…

(*) كلمة “جِنّ” في اللغة من “الاجتنان” بمعنى “الخفاء” عن العين، ضدّ “الإنسِيّ” بمعني ” الظاهر، الشاخص للبصر”، وهو المقصود في الكلام هنا -وربما هو المقصود من قصة الفيلم “طير إنت”- عندما يتحدّث الإنسان إلى نفسه.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10156729138288029&set=a.458313688028&type=3&theater