التصنيفات
مقالات الضيوف

الاحمق بيب جوارديولا

لحد وقت قريب، كان بيرناردو سيلفا هو صاحب أعلى 3 أرقام مسجلة في قائمة الـ10 الأكثر ركضًا في مباراة واحدة في البريميرليج بما فيها المركز الأول اللي تم تسجيله قدام ليفربول ف الأنفيلد أو توتنهام في ويمبلي مش متذكر بالظبط، حاليًا قائمة الـ10 الأكثر ركضًا في مباراة واحدة في البريميرليج بتضم 4 مباريات لبيرناردو سيلفا بما فيها المركزين الأول والثاني.

دي واحدة من التفاصيل اللي بيب ما خدش كفايته من الثناء عليها، في الواقع هو ما خدش أي كمية من الثناء عليها أصلًا، أنه فريقه اللي هو بطل الدوري، وعند الجولة 13 كان بيواجه أفضل بداية لكل من ليفربول وأرسنال وتوتنهام وتشيلسي في تاريخ البريميرليج عمومًا، كان بيلعب من غير أفضل لاعبيه الموسم الماضي ومع ذلك ماحدش حس بحاجة، لدرجة أن الناس دلوقتي ما بقتش عارفة هو دي بروينه لما يرجع حيلعب فين، مكان ديفيد سيلفا ولا برناردو.

برناردو مش لعيب السيتي إشتراه رخيص، لكن برناردو الحالي هو لعيب مختلف كليًا عن اللعيب اللي السيتي إشتراه، مركز مختلف ومهام مختلفة ووعي مختلف وأداء مختلف وستايل حتى مختلف، لو وهوبينتقل من موناكو كان حد قال إن برنادرو حيبقى أفضل إرتكاز تاني أو بوكس تو بوكس في البريميرليج بعد سنة واحدة بس كانت كل الناس حتضحك، لو كان حد قال أنه بمرور 21 جولة كان حيبقى إستخلص 30 كورة في الوقت اللي فيرناندينيو نفسه إستخلص فيه 40 كورة وحيبقى تاني أعلى لاعب في السيتي فاز بثنائيات دفاعية كانت كل الناس حتضحك..قبل أول ماتش بين جوارديولا ومورينيو في إنجلترا جيمي كاراجر إستضاف تشابي ألونسو، وسأله عن توقعه للماتش والفرق بين مقاربة كل مدرب ليه بإعتباره لعب تحت قيادة الإتنين؛ أول حاجة قالهاله إنه في إعتقاد خاطىء عن جوارديولا أنه عشان بيلعب بطريقة مبادرة أنه ما بيفكرش ف الدفاع وكل حاجة بيفكر فيها هي الهجوم وبس، العكس هو الصحيح.

من أصعب الحاجات ف الكورة إنك تقنع لعيب حريف، صانع لعب، بنيته ضعيفة ومجهوده قليل، أنه يتحول للنقيض، إنت هنا بتقف ضد كل ثوابت الكورة من يوم ما طلعت، بتعادي قانون الإنتخاب الطبيعي في اللعبة اللي بيقول إن مركز الحريف رقم 10 ومشتقاته بيتحجز لأكتر اللاعبين إستهتارًا وأقلهم إلتزامًا وأضعفهم بنية وأقلهم لياقة بدنية بوجه عام، لأنه لو كان لياقته حلوة كان بقى ظهير، ولو كان حجمه أكبر وأقوى وأطول كان بقى مدافع وفي أفضل الحالات إرتكاز، دي إصطمبة كده محفوظة في أغلب الأكاديميات.

من فترة، في نوفمبر 2017، محلل مغمور اسمه جيمي هاميلتون كتب مقال في موقع مغمور اسمه These Football Times كان عنوانه “جوارديولا ولعبة الحمقى التي لا تنتهي” Guardiola and the unrelenting Game of Fools”..المقال ده كان شائك بشكل كبير، فكرته بشكل أساسي بتدور حوالين تجارب جوارديولا مع اللاعبين، وقد إيه بعض اللاعبين كانوا حمقى لأنهم إقتنعوا بكلامه وصدقوه وإستجابوا للتجارب دي، وبعد كده نجحوا فيها بشكل مبهر، تألقوا في مراكز تانية ومهام تانية وأصبح بروفايلهم الأصلي مجرد شيء جانبي أو هامشي في الأدوار الجديدة، وإن جوارديولا دايمًا بيلعب اللعبة دي مع لعيبة كتير، بيستحمرهم عشان يطلع منهم أحسن ما عندهم ويضيف لمهاراتهم ويستفيد وفريقه يستفيد ف النهاية.

ساعة ما قرأت المقال ده عجبتني الفكرة لكن ماقتنعتش بالتطبيق لأنه كان بيتكلم عن ستونز اللي أنا شايف تطوره بطيء جدًا وشايفه واحد من خطايا بيب الكارثية في السيتي، واللي بالمناسبة وصل لمرحلة أنه لما يعمل ماتش جيد بدون أخطاء كارثية الناس بتقول أنه تطور، لكن خاتمة المقال كانت عظيمة ولسه محتفظ بيها لحد دلوقتي.

“في الحكايات، كثيرًا ما تكون الحماقة مرادفة للبطولة، إذ كيف يمكن لشخص ما أن يصل لهدفه إذا كان يخشى ما سيلحقه من إهانات وسخرية في الطريق؟ لاعبو جوارديولا عليهم أن يلعبوا دور الأحمق أولًا، أن يتعلموا اللعب بلا خوف أولًا، وفقط عبر إتمام هذه العملية سيصلون لهدفهم وهدفه، سيتحولون لأساتذة في التحكم في اللعب كما أراد لهم من البداية.

الأحمق هو عنصر التغيير في الحكاية، الذي يحطم النظام القائم، الرجل الذي يعيد كتابة البرامج والقوانين، ورغبته في إنجاز الأمور بشكل مختلف هي الطريق للإبتكار. جوارديولا، البطل الخبيث، يعتنق هذه الأفكار، الأمر كله تلخصه مقولة معلمه مارسيلو بييلسا..الرجل الذي يأتي بفكرة جديدة هو رجل مجنون حتى تنتصر فكرته”.

In mythological narrative and Tarot readings alike, the Fool is a precursor to the Hero, for how can one achieve mastery if one is afraid of humiliation along the way? Guardiola’s players must first learn to play the fool, to play without fear. Only by following this process will they transform themselves into the masters of play that the coach desires them to be.

The Fool is the agent of change, the breaker of the established order, the re-writer of programs. His willingness to do things differently is what leads to the great innovations. Guardiola, the trickster-hero himself embodies these traits. It is just as the mysterious sage, Marcelo Bielsa, prophesised: “A man with new ideas is a madman, until his ideas triumph.”

المعنويات بتغلب ع الفنيات to an extent مش طول الوقت طبعًا، خاصة إن ده راجل جاي بعد حالة غريبة ومتطرفة من الخنوع والإستسلام والخوف، فالمنطقي والطبيعي أنه يحصل إنفجار ف الأول بعد الكبت ده، لكن بعد فترة حنبتدي نقيم جودته التكتيكية الأول، وبعدها نبتدي نحكمع اللعيبة ف المنظومة اللي حيحطها ونقيمهم هم كمان، عادي الفورة دي بتحصل بعد أي تغيير من النوع ده مع مورينيو، ريال 2014 مثلًا، تشيلسي 2015 بعد ما كانوا الخمستاشر معاه جه هيدنيك عملوا معاه أطول سلسلة لا هزيمة في البريميرليج ف الموسم ده 17 ماتش تقريبًا وبدأوها من أول ماتش.

هو تقريبا جوارديولا في كاريره كله مع اي فريق بيتلذذ في لعبة الحمقي من ايام برشلونة ميسي و تحويله لقلب الملعب فابريجاس في ٢٠١٢ اللي حلاه مهاجم وهمي يعتبر او لاعب ٩.٥ و لام و البا في الظهير الوهمي و ادخالهم لمراكز قريبة من الارتكاز و اخيرا بيرناردو
بوسكيتس اللي خلاه إرتكاز وهنري وإيتو وفيا اللي خلاهم أجنحة وإنييستا اللي خلاه نص ملعب بدل جناح هو تقريبًا ما سابش حد ف حاله 😀
لأ أنا مختلف، الجودة هنا تعريفها إيه؟ إنهم لعيبة حريفة وعندهم مهارة، اللي بيحولهم بيب ليه هو النقيض، بيزودلهم مهارات هم إتعلموا طول حياتهم إنهم مش محتاجينها، فجودة اللعيبة هنا عائق قدام التغيير ده مش بتسهله زي ما بتقول، لو أنا لعيب حريف وصانع لعب ومليون نادي طالبني، ليه أروح عند نادي حيخليني أدافع وأعمل أدوار ما بأحبش أعملها؟ ولو رحت ليه أسمع كلام المدرب في حاجة زي كده؟

بالنسبة للتحولات اللي عملها ففي قصة لام هو كان بيحاول يتجاوز بيع كروس، كل حالة وكان ليها أسبابها، بوسكيتس كان بيحاول يجيب حد يطلع كورة محترمة من ورا، وده كان مناسب جدًا ف منظومته وطريقته لفترة وجوده، بيدرو ماكانش عنده جودة عالية أصلًا، ألفيش هو إستخدمه كجناح وزودله شوية تفاصيل لكن ما غيرش مركزه ولا مهامه هو أصلا في إشبيلية كان بيلعب هاف يمين ساعات، ميسي طبعًا مش محتاج كلام، سيلفا هو إضطر يعمل معاه كده عشان دي بروين إتصاب إصابتين طوال ورا بعض وماكانش في حل تاني..بالنسبة لسؤالك ليه أصنع منه شكل لاعب تاني..عشان يبقى عندي لاعب متكامل يقدر يدافع ويهاجم ويصنع فرص بنفس الكفاءة، عشان يبقى الفريق كله أشبه بالمكنة أقدر أحط أي ترس ف أي حتة ويشتغل من غير مشاكل، هو ده جوهر الكورة الشاملة زي ما حطها ميتشلز وكرويف، التحرر وعدم الإلتزام بمهام مركز معين وتصعيب العملية ع الخصم.

كان فيه سؤال اتسال لجوارديولا بعد فترة برشلونة ايه اعظم انجاز عملته ؟
كانت اجابته بتلخص كل اللى قولته انى خليت مجوعة من اللاعبين ضعيفي البنية قصيرين زى ميسي وتشافي وانيستا يبذلو مجهود مضاعف فى الجري والمجهود البدنى وده نفس اللى شرحته على بيرناردو ودي بروين وسيلفا
الدور هنا نفسي تمامًا، أكيد جوارديولا ما خدوش يجريه حوالين الملعب كل يوم، المساحات اللي بيتقاطع فيها الشغل التكتيكي مع الشغل النفسي أهم حاجة ف التدريب تقريبًا، قوة المدرب وسيطرته ع اللعيبة وكاريزمته ونجاحه اللي بيخليهم يسمعوا كلامه وينفذوه ده من أهم أسلحته، دور جوارديولا هنا هو أنه يفكر ف الموضوع الأول، أنه يحول برناردو لإرتكاز تاني، وبعدين يقنع اللاعب إنه حيبقى كويس فيه، لو اللاعب إقتنع حيبقى الباقي عليه هو والمعد البدني فعلًا..رئيس نادي بريشيا صديق جوارديولا ف الوثائقي بتاع سكاي اللي إتعمل ف 2016 قبل ما يمسك السيتي قال أنه مرة سأله إيه أحسن حاجة عملتها ف برشلونة، والراجل ماقالوش تيكي تاكا ولا تشافي وإنييستا ولا ميسي ولا أي حاجة م الحاجات اللي بنقعد نهري فيها ع طول دي، قاله أحسن حاجة عملتها إني عرفت أقنع مجموعة من اللاعبين الموهوبين ضئيلي الحجم أنهم يبذلوا مجهود خارق بدون كورة عشان يدافعوا ويسترجعوا الكورة، هنا شخصيته وفلسفته وكاريزمته وقدرته ع الإقناع هي اللي جابتله التفوق التكتيكي، مش العكس.
https://www.facebook.com/louay.fawzy/posts/2707285362615769