التصنيفات
المدونة

اخلاقنا ام متعتنا عن اى شئ قد نتخلى؟

من اقدم مقالاتي التي كتبتها في 2013

عامة انا لا اتحدث عن اى شىء غير “تقنى” فانا مهوس بأمور التقنية وخاصة مواقع التواصل الاجتماعى.. لكن هذه المقولة استوقفتنى كثيرا  ..هل نستطيع التخلى عن لعبة “او اى شىء ممتع” من أجل الأخلاق و القيم التى نتحلى ” او نحلم” بها؟
.ساتحدث هنا عن موضوع “تقنى” ولكن اتمنى من كل شخص ان يطبق هذا على جميع مجالات حياته
لعبة Grand Theft Auto V  … GTA 5
منذ صدور اللعبة وانا اتابع مواقع التقنية العالمية والعربية تتحدث عن اللعبة وانجازها فقد حققت اللعبة اكثر من مليار دولار
“$ 1000000000”
فى ثلاثة ايام

اللعبة التى تم تحميلها “بطرق شرعية” من قبل 12.5 مليون شخص فى ثلاثة ايام
عامة انا لست من هواة الالعاب لكنى قرأت مقال عن اللعبة فيه يتنقد الكاتب ان اللعبة وصلت لاعلى مستويات الانحاط الاخلاقى وهدم القيم
وفوجئت باحد الكتاب العرب “يعتبر ” من المشهورين فى اوساط التقنية ينتقد اللعبة ويشجع عليها فى نفس الوقت
قمت بالبحث ومراجعة بعض المواقع اللتى كتبت عن اللعبة “والشركة المنفذة ليها فى بعض المواقع ووجدت الاتى
في لعبة GTA 5
…التعري و العلاقات الجنسية و المخدرات إضافة الى السرقة و الاعتداء على أي شخص دون سبب ، و الخيانة و العنف أمور طبيعية هنا و مباحة أيضا… عليك أن تفعل ما شئت فأنت حر طليق و الأمر يجب أن تطبقه في واقعك !
لا داعي لأن تخجل أو تستحيي فتلك القيم لا أساس لها فهي مرتبطة بالمرضى نفسيا و بالمعقدين و المهزومين ، فأنت بالضبط قادر أن تفعل مثل أبطال هذه اللعبة أن تخالط النساء و تستبدلها في أي وقت شئت ، و أن تفرض رأيك بالقوة و بالعنف فلا قانون و لا عدالة في العالم إلا تلك التي تطبقها بيدك و تفتيها لك غرائزك ، فالشرطة و رجال القانون ليس لهم القدرة للقبض عليك ما دمت ذكيا و أنانيا.
كل هذا “كما ذكرت فى اللعبة على لسان احد ابطالها فى احد مشاهدها ..وهذا ليس إلا مجرد مرح قليل

صحيح أن GTA
ليست الوحيدة التي تحمل تلك الأفكار ، فهناك من الألعاب و الأفلام و المسلسلات التلفزيونية ما يكفي لكي نصل إلى تلك النتيجة ،لكن ممارسة الألعاب في حذ ذاتها و ليست فيلما “و إن كان هذا الأخير له تأثيرات على المدى الطويل”  تترسخ أحداثها في العقل الباطن و اعتقد ان ممارسة الالعاب تأثير اقوى خاصة على الاطفال حيث ينمو معهم شعورهم بمواصفاتهم فى اللعبة من حيث التملك وحب السيطرة وخرق القوانين خاصة مع تكرار استخدام اللعبة ومحاولة تقليدها بشكل مبسط “فى هذا التوقيت” من حيث شراء المسدسات اللعبة ومحاولة تقمص شخصية بطل اللعبة خاصة الالعاب التى يلعب مطوريها على مشاعر الرجولة و مكامن الضعف في نفسيات البعض المهزوزة باعتبارها لعبة موجهة للذكور بشكل أساسي..و مع تنوع الالعاب فى شكل تقديم فكرة العنف وانحطاط الاخلاق ومحاولة تقليد الواقع والابداع فى الرسومات والموسيقى التى تلعب فى الخلفية والتى تتغير وتتناسب مع كل موقف لتبدو اللعبة اقرب ما يكون للحقيقة تترسخ مفهموم فكرة ضياع وانحطاط الاخلاق

احدى التعليقات اللتى قراتها اثناء بحثى كانت من شخص عربى كتب:
بالنسبة لي، أستطيع تلخيص المتعة الاستثنائية في Grand Theft Auto V
بموقفين مفضلين عندي: الأول كان مهمة في منتصف اللعبة والتي قمت بها بقيادة طائرة نحو طائرة أخرى، وقاتلت الطاقم، وسرقتها، وبعدها هبطت باستخدام المظلة وراقبتها تتحطم في البحر لأهرب من الموت على يد طائرات نفاثة عسكرية قادمة نحوي. والآخر كان عند قيادتي لمركبة صغيرة ، عندما شتت انتباهي ما كان يبدو لي كطريق على أحد جبال سان أندرياس. والذي قضيت 15 دقيقة وأنا أتبعه نحو القمة، وكدت أقوم بدهس مجموعة من المتنزهين عندما صرخ أحدهم نحوي قائلاً: “كالعادة!”، كما لو أنه اعتاد على التعرض للدهس في كل مرة يذهب للتنزه.
هل لاحظتوا وصفه للمشهد التانى؟

وكتب اخر قد تكون مدينة سان آندرياس في هذه اللعبة خيالية، لكن الأشياء التي تسخر منها: كالجشع والفساد والنفاق وسوء استخدام السلطة، هي جميعها أشياء حقيقية جداً وطرق حل هذه المشكلات فى اللعبة يدفعك لمحاولة تنفيذ هذه الطرق على ارض الواقع

وكتب اخر :يتجاوز هذا الجزء الحدود أبعد بكثير من السابق. هناك مشهد محدد، وهو مشهد تعذيب، والذي يفرض عليك المشاركة به، شعرت بأنه مزعج جداً وواجهت صعوبة في لعبه، لقد كانت لحظة مروعة “والتي ستجتذب الكثير من الجدل” وليس لديك الخيار في تجاوزها

وهذا تطور كبير حيث تجنبت اللعبة بعض الانتقادات التى حدثت لها فى الجزء الرابع نتيجة الانفصال المزعج الذي برز عندما بدأت شخصية نيكو بيليك “احد ابطال اللعبة” على سبيل المثال بالتبديل المفاجئ ما بين فلسفة مكافحة العنف وما بين الاستمتاع المهووس بالقتل فى الجزء الرابع من اللعبة..ليتم تصحيح هذا الخطأ فى الجزء الخامس بوجود 3 اشخاص “مختلفين” بحيث تصبح كل شخصية قادرة على فعل اشياء وغير قادرة على فعل اشياء “وهذا من وجهة نظرى” اقوى محاكاة للواقع
كل هذا يدعم فكرة القصة التى تحاول اللعبة ترويجها “كل لعبة” بجانب الارباح المادية التى تسعى لها لديها بعض الاهداف التى يحاول اصحاب الفكرة ترويجها..انصحك بقراءة بعض الاراء حول شركة روكستار
Rock Star
وبعض الاراء حول العابها

و رغم أن البعض قد يتوقع أن تكون المعارضة مجددا من المستخدم العربي ، فإن هناك عددا لا بأس به من الكتاب و المتخصصين الأوروبيين و الأمريكيين انتقدوا اللعبة من نفس التصور و أعلنوا أن قيم الإنسان و أمنه في خطر بسبب هذه اللعبة وأمثالها “من الالعاب والافلام” التي وصفها الكثيرين منهم بأنها تفتح الباب أمام تحول الإنسان إلى حيوان يحكم بالقوة و يدافع بالعنف و يكون أسير غريزته و شهواته و هو ما أعتقده أيضا و أتفق معهم فيه تماما
وفي وقت تصفق الأغلبية لهذا الإنجاز و تصفه بالتاريخي ، فيما يبدوا أن المدافعين عن القيم الإنسانية السامية هي الأقلية و تتحسر دون أن يكون لها أثر و تتهم اليوم بأنها فئة معقدة نفسيا و غير منفتحة على العالم اذ تتكون من أبشع المعقدين و المرضى عقليا و لي شرف أن أكون من بينهم..قد يجد البعض اننى ابالغ بنسبة كبيرة لكن راجعوا ما تم تقديمه وما وصلنا اليه وقارنوا ايها السادة

فى النهاية يبقى التساؤل: هل نستطيع التخلى عن لعبة من أجل الأخلاق و القيم التي ما زلنا نتحلى بها ؟
هل تقبل التخلي عن ما هو ممتع “من الالعاب او الافلام” لأجل ما هو جميل وممتع من قيم واخلاق ؟