التصنيفات
مقالات الضيوف

أنت خايف من إيه بالظبط

* طب ما تسأل نفسك كده هو أنت خايف من إيه بالظبط؟

** صعب أعمل ده. أنا ما اتعودتش أصلا أقف على شعوري أو أسأل نفسي قبل كده هو أنا خايف وللا لأ!

بس بشكل عام خايف أصطدم بحياة مختلفة عن الصورة اللي متخيلها.. أو إني أروح لحاجة غير اللي كنت عايزها.

* اوممال إيه اللي خلاك تتحرك من الأول وتختار الاختيار ده؟ ما هو أكيد ده اللي أنت كنت عاوزه!

** جايز يكون اللي كنت عاوزه فعلا، لكن مش بالطريقة اللي كنت أحبها. أو، مش هيودي للنتيجة اللي كنت عاوزها!…

عارف زي لما بأشوف لوحة فنية من بعيد.. رسمة جميلة وفيها معاني تحبها. بس كل ما أقرب وأشوف تفاصيلها، وأدقق في خامة الألوان وطريقة رطوشها وستايل الرسّام، بأبعد بفكري عن المعنى وعن المنظر الجميل اللي كنت عايشه من بعيد… ولو التفاصيل كتيرة كمان ممكن أنسى إني جاي أشوف المشهد البديع اللي فيها وأستغرق في تفاصيل صناعة اللوحة

* طب ما أي حاجة في الحياة هتختارها وتنشغل بيها هتستغرق في تفاصيلها! في شغلك في دراستك في رياضتك… إيه بقى الجديد هنا اللي مخوّفك ومخليك مش قادر تتحرك؟؟

** هه : )

عارف الشيروفوبيا؟ أو رهاب السعادة.. تسمع عنه؟

* متهيألي سمعت بالإسم ده قبل كده، مش فاكر في رواية وللا أغنية. بس ما عنديش معلومات عنه لأ.

** ده إني كل ما بأختار حاجة يبدو فيها مصلحتي أو مردودها إيجابي في حياتي، فأبدأ أتحرك له… ااجي في النص وأقف.. أو حركتي تبطأ ناحيته جدا.. بيتهيالي إني مش هانبسط ولا حاجة. على العكس، النتايج مش هتبقى كويسه وإن فيه حاجة سيئة هتحصل! أسوأ “مرتين تلاتة” من الخير اللي متوقعه منها. فمش بأكمل في حاجة -يغلب على ظني إن فيها سعادتي- للآخر..

وعلى الحال ده في كل حياتي.. في شغلي، عندي أفكار تنجحني بس مش عايز أنجح، وخايف من النجاح.. في الجواز ما بكمّلش في ارتباط بسهولة… حتى الخروجات والفسح والمناسبات الاجتماعية اللي متوقع أنبسط فيها، بأعتذر قبلها بـ 5 دقايق (ده إن قدرت أعتذر قبلها)

وباختيار إني أقضي اليوم لوحدي وبأبقى شايف إن ده أفضل قرار باخده في المواقف دي.

* هههه. ده أنت فقر! يابني أنت مش كان بيجيلك شوية اكتئاب في الشتا وخلاص.. جبت الشيروفوبيا اللي بتحكي عنها دي منين؟!

** … ما هو الاكتئاب نتيجة بديهية لإني مش قادر أعيش حياة طبيعية.. لما ما بكمّلش في الحاجات اللي عاوزها ويمكن محتاجها… وساعاتا أفضل ألوم نفسي على حاجات ما كملتش فيها أو فضّلت أقفل على نفسي ساعتها بدل ما أشارك الناس فرحتهم.. بأوصل لحالة إني محتاج أرفض كل حاجة. “إشمعنى بأرفض الحاجات اللي هتبسطني بس؟”، “لسه مش شايف وعايش غير الخوف بس وبأتوقع السيء بس!”.

* أوه! طب أنت ليه أصلا مفترض إن حاجة سيئة هتحصل وأنت رايح لحاجة تبسطك؟ ما تقدرش تتغلب على الشعور ده؟

** لأ، مش في كل الأحوال بأقدر. أنا أصلا لو عارف أو فاهم أسباب كان زماني قدمت لنفسي حل أو مبرر يخليني أتحرك أسهل.

أنا حاسس إن الأسباب كتيرة ومتداخلة بشكل معقد، وكل ما بأحاول أفكّر فيها وأفنّدها مش بأوصل لحاجة تفيدني… جايز خبرات قديمة. جايز فيه عوائق وتحديات حقيقية مش مجرد افتراضات بس هي اللي بتولّد الخوف. وارد تفكيري كتير في الأمور -خصوصًا اللي ماعنديش فيها تجارب سابقة- بيخليني أتخيّل أسوأ سيناريوهات!….

أيًا كان. أنا مش عاوز أكون بأنظّر وأحلل في الموضوع قد ما بأحاول أنقل لك شعوري

** مممم. أيوه فاهمك… مش عارف أقولك إيه يساعدك الحقيقة.. بس يمكن اللي أقدر أشاركك بيه هو الجزء اللي أنا مختلف بيه عنك. إني ما بأفكرش كتير خصوصا في بكرة وخيالي مش واسع. أنا راجل وقتي وعملي، بأبص تحت رجلي زي ما أنت عارف : ))

فأحب أقولك: – حاول ما تخلقش أحداث مستقبلية من وحي خيالك الواسع -لسه ما حصلتش ومش هتحصل بالضرورة- وتخوّف بيها نفسك.

– وما تستخدمش دماغك استخدام مش بتاعها اه، لو فضلت تشغل بالك بالغايب عنك، هاتكون زي اللي عنده مكنسة، بدل ما يشفط بيها التراب، بقى يشفط بيها الماية اللي سادة الحوض عنده. مش بعيد تبوظ أو تتحرق ده غير إنها مش هتسحب الماية من أساسه.

– مش هأقولك تلغي خوفك لأن ماحدش مننا يقدر يموّت خوفه -على رأي الأغاني الشبابية اللي نازلة اليومين دوول- لكن خلي الخوف يزقك لقدام، بدل ما تعيش في نقطة من الفراغ وعدم الشعور (لا إنبساط – لا حزن)، تعيش رغم مخاوفك وتحاول تنبسط.

https://www.facebook.com/Basem.Mosallam.M/posts/10156181834248029