مجرد خواطر كتبتها منذ عشر سنوات:
هل يُعقَل أن نحب شخصين في آنٍ واحد؟
قد يعترف الرجل أحياناً بمثل هذه الأمور، ويحتار بين امرأتين كما يعجز عن التخلّي عن أيّ منهما. أمّا المرأة فعموماً ترفض هذا المنطق الأعوج، لأنّها غالباً لا تؤمن سوى بحب رجل واحد. فهل تختلف مشاعر الرجل عن المرأة في هذا المجال؟ أم أنّ المرأة أكثر جبناً من الاعتراف بذلك، كي لا توصم بالساقطة؟ هل يستحيل أن تحيا المرأة هذا الصراع الداخلي وأن تتأرجح مشاعرها بين رجلين؟ وهل الطبيعة البشرية جُبِلَت على أن نحب شخصاً واحداً في ما يتعلّق بهذا النوع من العشق، أم نحن فرضنا عليها ذلك ونروّضها للتأقلم مع هذا الواقع؟ أوليست مشاعرنا أجزاء مترابطة تتفاعل في ما بينها، فتختلط علينا الأمور وتنفلت أفكارنا المكبوتة أحياناً؟
طبيعة الإنسان أن يحب الكثير من الأصدقاء والأشياء وألا يكتفي بنوع واحد في شتى المجالات. فكيف تتبدّل هذه المشاعر وتتفكّك سلسلتها بشكل كامل عندما تحبّ المرأة رجلاً؟ أم أنّها لا تفكّر بالموضوع على الإطلاق لأنّ هذا لا يجوز ببساطة؟ ولكنّه قد يحدث، إذ ما من شيء مستحيل. حيث يصاب القلب بالدوّار من جرّاء إرادته المزدوجة.
”أخجل أن أبوح لك بذلك ولكنّي أحبّهما معاً”. نطقت بهذه الكلمات وصمتت.
أجبتها وبسطحية:” لا بدّ أنّك لا تعرفين ما معنى الحب، أو أنّك لا تحبين أيّ منهما. أنت واهمة مشتّتة… قاطعتني قائلة: “يسهل عليك أن تحكمي على الآخرين ببساطة لأنّك لا تعيشين العذاب الذي أحياه، فأنا لم أعد أعرف نفسي. أجلس وحيدة أحياناً أتأمّل تلك المرأة التي تقبع في أعماقي، تلك التي تحاول سحبي إلى الأسفل، فأشعر بالعار كونها تسكنني مهما حاولت طردها. وأتساءل مَن أنا حقيقة؟ هذه المرأة التي تقف في ضوء النّهار بكبرياء والتي يعتقد الجميع أنّها أنا؟ أم أنّني تلك الخفيّة التي تخجل أن تعلن للملأ أنّها تحب رجلين معاً؟
استمعت إليها بصمت وقد صدمتني صراحتها في الكشف عن أفكارها، وقد كنت أنا ذاتي أخشى الغوص إلى أعماقي واكتشاف نفسي. فأحتال على مشاعري، وأتخلّص من تلك الشُّهُب السوداء التي تمرّ بذهني، باللجوء إلى مأوى مضيء داخل روحي.
تسلّلت أفكارها إلى أعماقي ، ولكن القيم المنحوتة في داخلي، كانت أقوى من صدق امرأة تتألّم، وأجبتها بصراحة ملتوية:”إن امرأة تائهة تتقاذفها المشاعر ليست محط احترام أو حب أيّ رجل. فالحب أسمى من أن نتلاعب به ونجرّده من دعامته الأساسية “الإخلاص”، وهو إمّا أن يكون لشخص واحد أو لا يكون.
وبقي صدى مشاعرها يتكرّر في داخلي ورحت أسأل نفسي:” هل هناك حقاً ما يُسمّى حبّ رجل لامرأتين معاً أو حب امرأة لرجلين؟