في كتاب Feeling Good ل David Burns يشرح كيف تلعب طريقة تفكيرنا دور أساسي في تحديد ما نشعر به.. فيقول أن بعد كل حدث سار أو حزين، يحدث داخل الفرد “حوار داخلي”، وبناء على نتيجة الحوار الداخلي يتحدد شعورنا بالسعادة أو الغضب أو الحزن.. فيمكن أن يتسبب حدث سعيد في شعورنا بالسخط والعكس..
وحدد أن الأشخاص غالباً ما تقع في فخ عشر أخطاء تفكير تؤدي إلى الاكتئاب على المدى البعيد، والحياة الكئيبة والعلاقات غير الصحية.. وهم:
١- The All or Nothing thinking
وهو يعني تفكير الأبيض والأسود، فإن فشل هذا الشخص في شئ يعتبر نفسه فاشل في العموم، وإن جرحه شخص فيراه شخص شرير في العموم.. هذا الشخص لا يفهم فكرة النسبية والتدرج والاختلاف.. هذا التقسيم المتطرف في الحكم على نفسه وعلى الناس والمواقف تؤدي لشعوره بالسخط والفشل والوحدة باستمرار.. وغالباً ما ينفر الناس منه.
٢-Overgeneralization
التعميم المبالغ فيه.. وهنا يرى هذا الشخص موقف واحد وكأنه حدث مستمر.. فإن مات عصفوره قال، سأكون دائماً سئ الحظ. القدر يكرهني.. الحياة سوداء.. فهو يعمم موقف واحد على كل شئ بسلبية.
٣-Mental FIltering
يستخدم الشخص بعض المنقيات السلبية للمواقف.. فمثلا في مناسبة جميلة والكل سعداء.. سيركز هو على الشخص الوحيد الذي لم يبتسم له.. ويركز فقط في أن هذا الشخص لا يحبه. حتى يفقد القدرة على إدراك أن باقي الحضور سعداء والمناخ مبهج. فعقله يختار السلبي ويركز عليه حتى يفشل في رؤية الصورة العامة.
٤-Disqualifying the Positive
وهو التقليل وعدم الاعتراف بالإيجابي.. فإن نجح هذا الشخص بتقدير ممتاز وقلت له أنك بارع، سيقول أنها مجرد صدفة وأنه بالأصل فاشل.. وأن مساندة صديقه له مجرد توفيق قدري ليس لأنه يحبه.. إلخ.. كل إيجابي لديه دون قيمة وغير حقيقي ولا يعتد به كسبب لتغيير رأيه السلبي..
٥-Jumping to conclusions:
هذا النمط من التفكير يجعل الشخص يفسر المواقف بطريقته ورؤيته الخاصة حتى يفشل في إدراك أن رأيه مجرد وجهة نظر وليست حقيقة.. ولكنه يفسر الأحداث ويصل لنتائج ويتنبأ بأشياء وكأن لديه مهارة خارقة في قراءة أفكار الناس.. أو لديه بلورة سحرية تقرأ له المستقبل:
هي كان قصدها تضايقني
هو كان قاصد يحرق دمي
هي منسيتش عيد ميلادي، هي عايزة تقطع علاقتها بيا فبتمهد. وهكذا
٦-Magnification and minimization:
التضخيم والتقليل:
إنجازات الغير عظيمة جدا وإنجازاتك دائما دون المستوى..
حالة عامة من تضخيم الآخر والتقليل من شأن النفس..
٧-Emotional reasoning
التفكير العاطفي: الشخص يرى الحياة بعواطفه وليس بحقائقها.. أنا أشعر أن الحياة بغيضة.. إذن الحياة بغيضة..
ولكن ملحوظة هامة: هذه مشاعرك وليست الواقع!
٨-Should statements
الشخص المكتئب دائما عنده قائمة بالمفروض.. المفروض كنت أحقق كذا وأنا في سن كذا.. المفروض الشخص كان يرد عليا بالطريقة المعينة. المفروض له وللآخرين محدد في قوالب جامدة. ولذلك فهو يصاب دائما بالإحباط وخيبات الأمل.. لأن قائمة المفروض ليست عامة بل خاصة به وحدة ونابعة من أفكاره وتوقعاته وليس كما يجب أن تكون عليه الأشياء بالضرورة.. هذا النمط يجعل الشخص ساخط وحاكم قاس على نفسه والآخرين. ولا يفهم اختلافات الناس في ردود الأفعال والتعامل مع المواقف.
٩-Labeling and mislabeling
هذا النمط يجعل الشخص يعطي وصمة لكل شخص في حياته بما فيها نفسه.. هو فاشل وفلان قاسي وفلان فاسد وفلان سئ.. سلسلة من الأحكام المستمرة الجامدة تفشل أن ترى الناس بجوانبها السيئة والحلوة وتوصم شخص بفعل واحد!
وذلك كافي ليدمر علاقته بالآخرين. لأنه حتى حين يحكم على شخص بأنه أخلاقي وعظيم يحبط منه في مرحلة ما بسبب التقديس اللامنطقي أيضا!
١٠-Personalization:
كل الناس تضطهدني.. الناس تكرهني. الشركة أفلست بسببي، إبني فشل لأنني فاشلة.. كل شئ يدور حول خطأه أو عيب به.. ويفشل أن يرى أن العالم لا يدور حوله.. وهو غير مضطهد، وليس هناك خطة كونية ليضايقه البشر..
عموما إذا أمسكت بعقلك يمارس هذه الأخطاء التفكيرية، افعل عكسها وسترى كم ستتغير نظرتك لنفسك وستتحسن علاقاتك بالآخرين..