التصنيفات
مقالات الضيوف

يعني إيه ميزة تفضيليّة

لو شايف الكلام غريب – مش مهمّ – المهمّ يكون صحّ

الصورة دي هي ملخّص جلسة استشاريّة مع أحد المصانع

المصنع كان شغّال في نشاط ما – وتوقّف من فترة – وحاليا بيفكّروا في إعادة تشغيله

المصنع تمليك – سعره تقريبا 8 مليون

المصنع في إحدى القرى بمحافظة الشرقيّة

والمصنع كان مطلوب للإيجار بمعدّاته بقيمة 30 ألف جنيه شهريّا

( النقاط دي ليها صلة بالموضوع )

والكلام في البوست هنا تقريبا تقدر تاخده وتطبّقه على مصنعك المتوقّف من فترة – بغضّ النظر عن النشاط – وعن القيم

ممكن حضرتك تستخدم نفس المنهجيّة مع تغيير الأرقام – المهمّ المنهجيّة

أوّلا /

قبل ما نتكلّم في أيّ بدائل لإعادة تشغيل المصنع – فاحنا عندنا طلب لاستئجار المصنع ب 30 أف جنيه في الشهر – إيه رأيك في الطلب ده ؟

طيّب – بفرض إنّنا شغّلنا المصنع ورديّة واحدة – متوقّع المصنع يكسب كام ؟

حسبنا بشكل جزافيّ – طلع يكسب 30 ألف جنيه في الشهر

طيّب – يبقى اللي طلبه للإيجار ده إمّا هياخده يشغّله ورديّة واحدة – ويبقى كده شغّال لحسابنا فقط

أو !

هياخده يشغّله 3 ورديّات – فيكسب منّه 90 ألف في الشهر – يطلّع لنا منهم الإيجار – ويبقى كسب الباقي

( وغالبا هوّا هيعمل كده – لإنّه في الأساس عنده مصنع تاني – ومحتاج دا للتوسّع – فواضح إنّه عنده ضغط شغل ومحتاج مصنع يفرم فيه )

طيّب

هل إحنا لو شغّلنا المصنع بنفسنا هنقدر نوصّله للشغل 3 ورديّات ؟

غالبا لأّ

أو لأ في أوّل سنة

طيّب – هل بديل تأجير المصنع للغير مطروح ؟

مطروح طبعا – ومقبول – ومش عيب

خصوصا إنّك مش حاسب لنفسك مرتّب كمدير مصنع

يعني المفروض تحسب لنفسك مرتّب وليكن مثلا 20 ألف جنيه

يبقى انا لو شغّلت المصنع وكسبت منّه 30 ألف جنيه في الشهر – فانا عمليّا كسبت 30 ألف فعلا – لكن منهم 20 على سبيل المرتّب

بينما ممكن تأجّر المصنع للغير – وتكسب نفس ال 30 ألف وانتا مرتاح

أو – ممكن تطلع تشتغل مدير في مكان تاني بال 20 ألف – لكن بضغط أعصاب أقلّ

ويبقى عندك 50 ألف دخل شهريّ – 30 من المصنع – و 20 من راتبك

دا غير إنّ مزاجك حلو – ومتخلّص من ضغط إدارة مصنعك الشخصيّ

كلّ دا مش عيب – ولا ينتقص من شخصيّتك في شيء

الحلّ الرشيد مش لازم يكون عنتريّ – وانا عاوز 5 يكتّفوني والكلام ده

طيّب – هل سعر الإيجار 30 ألف جنيه في الشهر سعر عادل ؟

لأ

طيّب وإيه السعر العادل ؟

طالما المصنع فيه معدّات – فاحنا بنحسب استرداد المصنع ( المبنى ) على 7 أو 8 سنوات لنفسنا

ولو هنأجّره للغير – هنحسبه على 9 أو 10 سنوات – لإنّ دا ربح غير مخاطر – غنيمة باردة بالإيجار

يعني هنحسب على حوالي 100 شهر

يعني المفروض إيجار المصنع ( فاضي ) يكون 1 % من قيمته

يعني 80 ألف جنيه في الشهر

بينما بنعمل استرداد المعدّات على سنتين أو تلاتة لنفسنا

وللغير على 4 أو 5 سنوات ( لإنّها غنيمة باردة – ربح غير مخاطر )

يعني حوالي 50 شهر

يعني حوالي 2 % من قيمة المعدّات شهريّا

فلو عندك معدّات بمليون جنيه في المصنع – فالمفروض إيجارها الشهريّ يكون 20 ألف جنيه

يعني المفروض المصنع دا سعر إيجاره العادل 100 ألف جنيه في الشهر

معقول ؟!

دانا لو شغّلته بكامل طاقته هيجيب 90 ألف ربح فقط !!

ما هي دي غلطة حضرتك – ليه تحطّ معدّات بمليون جنيه – جوّا مبنى ب 8 مليون جنيه ؟!

دي نظريّة الفرخة والقفص – الفرخة ب 50 قرش – والقفص فاضي ب 15 جنيه !!!

حضرتك حطّ معدّاتك في مكان إيجار طالما سعرها رخيص

لإنّ اللي بيحقّق الربح في النهاية هو المعدّات

عندك مصنع بمليون جنيه معدّات – و 8 مليون جنيه مبنى

الربح هيطلع من المليون – ويتقسم على ال 9 مليون !!

فتطلع خسران طبعا

طيّب كده كلام حضرتك معناه إنّنا مهما نعمل عمرنا ما هنحقّق ربح يوصل حتّى للسعر العادل لإيجار المصنع

إصبر بسّ – إحنا لسّه ما خلّصناش كلام

طيّب

دا بديل الإيجار

نروح بقى للبدايل التانية ( بخلاف الإيجار )

البدايل التانية هيّا حاجة من 3

أوّلا / إنّ حضرتك تصيّن المعدّات – وتعيد تشغيل المصنع بنفسك

ثانيا / إنّ حضرتك تغيّر نشاط المصنع لنشاط تاني يجيب ربح أكبر بنفس رأس المال

ثالثا / إنّ حضرتك تبيع المصنع بمعدّاته – وتاخد راس مالك الجديد تبدأ بيه بماكينات فقط في مكان إيجار لمدّة 5 سنين – وبعد كده تبقى تفكّر في تملّك مصنع تاني

خلّينا ندرس البدايل التلاتة :-

البديل الأوّل /

حضرتك هتصيّن المصنع وتعيد تشغيله

أوّلا – حضرتك هتصيّن المكن بكام ؟؟

المكن بمليون جنيه مستعمل – لو هتصرف عليه نصف مليون جنيه صيانة مثلا – فوفّر الصيانة – وبيع معدّاتك الحالية بمليون – على النصف اللي كنت راصده للصيانة – بقى معاك مليون ونصف

زقّها شويّة من جيبك وهات مكن جديد ب 2 أو 3 مليون

أو – ممكن صيانة المكن كلّها تكون شويّة تزييت وتشحيم وهتتلمّ بأبسط الأشياء على رأي بوحة الصبّاح – يبقى خلاص إنسى البند ده وصيّن المكن الحالي واشتغل بيه

صيّنا المكن – وهنبدأ نشتغل

هنكسب كام ؟

قلنا لو فحتنا نفسنا شغل – هنكسب 90 ألف في الشهر

يعني حوالي مليون جنيه ربح في السنة

طيّب – هل دا حلو ؟

لأ

هوّا انتا جاي تقول لأ ؟

إنتا تعرف عباس الضوّ ؟

هههههههههه

المفروض المصنع لو تمليك وفيه ماكينات – يعمل استرداد في من 4 ل 5 سنين – لينا احنا

يعني المصنع أبو 9 مليون بماكيناته – المفروض يكسب في السنة حوالي 2 مليون جنيه

حضرتك محقّق مليون جنيه فقط – يبقى المشروع غير مجدي

ولا هتعرف تزوّد طاقتك عن كده – إحنا حاسبين لك على 3 ورديّات

ودا يودّينا للبديل التاني /

بيع معدّات المصنع الحالي – واشتري معدّات لنشاط جديد

وهنا نيجي لكرش البوست – أكتر حتّة فيها تفاصيل

حضرتك موجود في قرية – فبعيد عنّك أنشطة كتير ممكن تستهدفها لو كنت في مدينة صناعيّة

لكن – في المقابل – فيه ميزات تفضيليّة موجودة في بعض المشاريع – دي اللي تقدر تعمل من الفسيخ شربات – وتقدر تطلّع ربح كبير – من معدّات براس مال صغيّر

ودا السؤال اللي بيجيلي كلّ ساعة تقريبا – مش كلّ يوم

السؤال بتاع – تنصحني بمشروع إيه

ودايما بقول الأكلاشيه الثابت بتاع ( نحن لا نرشّح أفكار مشاريع للعملاء ) – ( شوف سلسلة أفكار المشاريع الصناعيّة على اليوتيوب )

لكن دي استشارة بقى – ومدفوع فيها فلوس – هههههههههه

فخلّينا نشرح فيها أنواع المشاريع المربحة – مش ( أسمائها ) – لكن هنتكلّم عن ( أنواعها )

المشاريع اللي بالصفة دي – إنّها بتطلّع ربح كبير من راس مال صغيّر – لازم تكون معتمدة على ميزة تفضيليّة

يعني إيه ميزة تفضيليّة

يعني ميزة غير عادلة

يعني فيه ناس مثلا اتولدت قويّة بدنيّا – فيكسب من الأعمال البدنيّة ربح كبير بمجهود صغيّر بالنسبة له

فيه بنت اتولدت جميلة – فتقدر تتجوّز جوازة مستريّحة بدون مجهود منها في اكتساب مهارات علميّة

فكذلك المشاريع – فيه مشاريع عندها ميزات تفضيليّة – ميزات غير عادلة

فلنذهب إلى زاتونة البوست – ما هي المزايا التفضيليّة للمشاريع ؟!

الميزة الأولى /

الموقع بالنسبة للخامات

يعني

حضرتك ممكن تكون موجود في وسط قرى بتزرع لفت مثلا – فلو عملت مصنع مخلّل – تكسب أحسن من 10 مصانع مخلّلات في المدينة الصناعيّة – لإنّك هتشتري الخام بسهولة – وبسعر أرخص من الغير – ومش هتصرف عيه نقل

فوجودك في قرية هنا أصبح ميزة – بدلا من كونه قد كان عيبا

الميزة الثانية /

الموقع بالنسبة للعملاء

حضرتك ممكن تكون موجود في مكان فيه مزارع دواجن كتير – فلو عملت مصنع أعلاف – تكسب من ناحية وجودك جنب العملاء

وهنا لتاني مرّة الموقع بقى ميزة مش عيب !!

يعني ممكن عميلك بتاع مزارع الدواجن دا بيجيب طنّ العلف من أبو كبير شرقيّة ب 23 ألف جنيه

هوّا أساسا متكلّف على مصنعه 22 ألف – وبيتصرف عليه 500 جنيه نقل من أبو كبير لمنيا القمح – ومصنع أبو كبير بيكسب فيه 500 جنيه فقط

بينما هيتكلّف عليك انتا 22 ألف بردو – لكنّه هتبيعه ب 22900

يعني أرخص من المنافس – فالمزارع اللي حواليك هتاخد منّك انتا

بينما انتا في الحقيقة بتكسب منهم اكتر من المنافس اللي سابوه وراحوا لك !!

دي سببها الميزة التفضيليّة غير العادلة ل ( موقعك بالنسبة للعملاء )

الميزة الثالثة /

الموقع بالنسبة للعمّال

لتالت مرّة الموقع بقى ميزة !!!

ممكن حضرتك تكون موجود في مكان بيتوافر فيه عمالة ماهرة في المجال بتاعك – وبيروحوا يتغدّوا في بيوتهم الضهر – وبيروحوا يناموا في بيوتهم بالليل

فانتا قادر تجيب العمالة دي برواتب أقلّ – لإنّهم بيوفّروا مواصلات الانتقال للمدينة الصناعيّة

وقادر توفّر تكلفة الوجبة

وقادر توفّر تكلفة السكن

فكلّ دي أرباح غير منظورة بتدخل جيبك من مجرّد استغلال ميزة الموقع بالنسبة للعمّال

يعني ممكن تكون بتبيع بنفس سعر البيع – لكن بتكسب من ( تقليل سعر التكلفة ) – وما حدّش واخد باله من ربحك جايّ منين !!

الميزة الرابعة /

رأس المال الكبير

ممكن مزارع الدواجن اللي حواليك مش قادرة تشتري العلف مباشرة من المصنع – لإنّ مش كلّ صاحب مرزعة دواجن قادر يروح يشتري 100 طنّ علف مرّة واحدة بأكتر من 2 مليون جنيه

فحضرتك تتدخّل هنا وتعمل مخزن توزيع لصالح المصنع الكبير

تشتري منّه طنّ العلف ب 22800 – لإنّك هتشتري كمّيّات كبيرة

تشتري 100 طنّ مثلا ب 2 مليون و 280 ألف

وتبيعه قطّاعيّ – الطنّ ب 23500

وتكرّر الحكاية دي 10 مرّات في الدورة

فصاحب مزرعة الدواجن هيكون قدّامه إنّه يروح يجيب 100 طنّ من المصنع مرّة واحدة – لكنّه مش معاه ال 2 مليون و 800 ألف

أو يشتري منّك انتا 10 طنّ كلّ أسبوع ب 235 ألف على مدار 10 أسابيع

فييجي يشتري منّك الطنّ ب 23500 عادي

وتبقى انتا كسبت 700 جنيه – في الطنّ اللي المصنع كسب فيه 300 جنيه بعد النقل

يعني التاجر بيكسب أكتر من المصنع ؟

لأ

أسطورة في اللأ – ههههههههه

التاجر كلّ أسبوع بيبيع 100 طنّ بيكسب فيهم 70 ألف جنيه

المصنع بيبيع كلّ أسبوع ألف طنّ – لكلّ تاجر 100 طنّ

كسب في الألف طنّ 300 ألف جنيه

يبقى ازّاي ال 70 أكبر من ال 300

ملحوظة على الهامش – أعرف مصنع أعلاف في مصر بيكسب 5 مليون جنيه في اليوم

اقرأها تاني – هههههههههه

الشكل التاني من أشكال الاستفادة بميزة رأس المال الكبير غير العادلة

هي البيع بالآجل – أو بالتقسيط

حضرتك هتشتري الطنّ كاش ب 22800

هتبيعه بالتجزئة ب 23500

أو هتبيعه تقسيط ب 24500

أو هتبيعه آجل وتحصّل ثمنه على آخر دورة الفراخ ب 25000

وكلّ دا حلال – دا بيع وشراء ما فيش فيه ربا

فكلّ أنواع الأرباح دي نشأت من ميزة غير عادلة عندك – ألا وهي ميزة ( توافر رأس المال الكبير )

يعني ( فلوس بتجيب فلوس )

يعني الحاجّ فلان صاحب مخزن الأعلاف مش بيكسب من ( تجارة الأعلاف )

ولكنّه بيكسب من ( إمتلاك رأس مال كبير )

ودا مصدر وجيه جدّا ومحترم جدّا ومعتبر جدّا للربح والكسب بالمناسبة

إنتا لو شايف دا ( ظلم ) والعياذ بالله – راجع إيمانك

قال تعالى

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ

الميزة الخامسة /

احتكار المعلومات التسويقيّة والفنّيّة /

حضرتك ممكن تكسب ربح كبير – من مشروع براس مال صغير – في حالة احتكارك لمعلومات تسويقيّة أو فنّيّة

وهنا هاضرب مثالين :-

المثال الأوّل /

احتكار المعلومات التسويقيّة /

رحت زيارة لمصنع بيبيع مستلزمات فنادق للفنادق

المنتجات بتاعته يقدر يصنّعها أيّ مصنع منظّفات أو مستحضرات تجميل

لكن هوّا قادر يبيع المنتجات دي ويكسب منها لإنّ ( عائلته على صلة بالفنادق من عشرات السنين ) – وعارفين مدراء المشتريات في الفنادق – وعارفين متطلّبات الفنادق على اختلاف درجاتها

فهنا صاحب المصنع دا بيكسب مش من ( تصنيع مستلزمات الفنادق )

ولكن من ( معرفته بالفنادق ) أصلا

وبالمناسبة /

التوصية الرئيسيّة في الاستشارة دي كانت ( افتح قنوات بيع مع فنادق أكتر – بسّ )

ما تخترعش – ولا تصنّع منتجات جديدة – ولا تشتري ماكينات جديدة – ولا تنقل لمصنع جديد – الحلّ مش هنا

إنتا بتكسب أساسا مش من مستلزمات الفنادق – إنتا بتكسب من ( معرفتك بالفنادق ) – فزوّد دي – يزيد ربحك – إن شاء الله

المثال الثاني /

احتكار المعلوات الفنّيّة /

رحت زيارة لمصنع تاني بيصنّع إحدى مستلزمات الثلّاجات

هوّا عارف بيصنّعها ازّاي – وخاماتها إيه – وإيه العمليّات التصنيعيّة اللي بتتعمل عليها

لو أنا قلت لك على نفس المنتج بتاعه – حضرتك مش هتكسب منّه – لإنّك ببساطة ( مش هتعرف تصنّعه )

تقول النكتة إنّ حدّ اشترى سمكة من بيّاع – والبيّاع كتب له وصفة طبخ السمكة دي في ورقة

الراجل مسك السمكة في إيد – والورقة في إيد

جه كلب خطف السمكة

فصاحب السمكة قال له ( مش هتعرف تطبخها – الورقة معايا )

فصاحب المصنع ده مش بيكسب من بيع المنتج ده – ولكن بيكسب من ( معرفته بطريقة تصنيع المنتج ده )

عشان كده لمّا طلب منّي تصنيع اسطمبة دقيقة جدّا للمنتج ده – مشيت معاه في الاتّجاه ده

بينما صاحب المصنع الأوّلاني – ما مشيتش معاه في تحديث المنتج فنّيّا

لإنّ كلمة السرّ في الصناعة التانية هي ( طريقة التصنيع الصعبة )

فلو عندك الاسطمبة المعقّدة دي – هتفضل سابق أيّ منافس حابب يدخل مجالك

هوّا أساسا مش هيعرف يصنّع منتجك بدرجة صعوبته الحاليّة – هيعرف يصنّعه بعد ما تزوّد عليه الصعوبة

شغّالين حاليا على تصنيع منتج ما – خامته صعبة – واسطمبته صعبة – وماكيناته صعبة !!!

المنتج ده من يوم ما عملت المكتب – جاتلي 3 حالات تقريبا عاوزة تبيع اسطمباته !!

يعني المشروع فشل معاهم ؟!

طيّب ليه قبلت الدراسة دي – هتورّط العميل دا فيها عشان تاخد فلوس الدراسة ؟!

ياخي حسبي الله ونعم الوكيل

لأ طبعا – أنا قبلت المنتج ده لإنّي عارف إزّاي هساعد صاحب المصنع ده إنّه يصنّع المنتج مظبوط إن شاء الله – أمّال انا شغّال إيه ؟! ههههههه

بل إنّه هيتحوّل العيب بتاع المنتج دا لميزة !!

إنّه كلّ شويّة ناس هتجيب اسطمبة المنتج دا – ويفشلوا في تصنيعه – فنشتري منهم الاسطمبات بربع تمنها – ونشكرهم على حسن تعاونهم معنا

فهنا صاحب المصنع ده مش هيكسب من ( بيع المنتج ) – ولكن من ( معرفة الطريقة الصحيحة لتصنيع المنتج ) – دا اللي اسمه ( احتكار المعلومة الفنّيّة )

ملحوظة رفيّعة /

العبد لله يرزقه الله سبحانه وتعالى من البند خامسا ده – ولا خامات ولا ماكينات ولا ميكانيكا فاضية – هههههههه

والحمد لله مش باحتكر المعلومات الفنّيّة ( كلّها ) – هههههههه

فدي الميزات التفضيليّة اللي ممكن تخلّيك تطلّع ربح كبير – من نشاط براس مال صغيّر

يعني ما قلتلناش على أسماء المشاريع يعني

ما قلت لك مش هقول لك على ( أسماء ) المشاريع – هقول لك على ( أنواع ) المشاريع – إنتا اجتهد بقى في الأسماء

لكن صاحب المصنع كان دافع فلوس في الاستشارة – فقلت له على أسماء كتير طبعا – عشان في الآخر ما يوصلش لحاجة محدّدة – ههههههههههه

التجهيل هنا بيكون بكثرة ذكر الأسماء – فيرجع العميل يحتار تاني ويضطرّ يختار مشروع مناسب لإمكانيّاته

وده بيكون تجهيل مقصود !

أنا ممكن أقول له على اسم مشروع بعينه – فأكون ظلمته –

لإنّ دا ممكن ما يكونش أفضل مشروع ليه – وتكون الأفضليّة في مشروع تاني هيوصل له بالبحث

أنا قلت له نتكلّم بعد شهر – تكون مسحت فيه المنطقة حواليك بحثا عن مشروع تتوافر فيه صفة من الخمسة دول

مش هلاقي

قلت له – قول لي بعد شهر إنّك ما لقيتش

ما انا هلفّ ومش هلاقي

ممتاز جدّا – لفّ شهر – وما تلاقيش – بسّ لفّ شهر

بسّ الأهمّ – إنّك وانتا رايح تلفّ – تلفّ وانتا فاتح عينك – مش وانتا مغمّضها !!!

مش تطلع من البيت وانتا يغلب عليك ظنّ إنّه مش هتلاقي !!

خلاص – عينك هتتقفل – وهتبقى الفرصة قدّامك – ومش هتشوفها !!

إنّك لن تصافح قبضة مغلقة

لفّ شهر – وانتا فاتح عينك – ولو ما وصلتلهاش – ربّنا سبحانه وتعالى هيرشدك ليها – أو هيرشدها ليك

هتلاقيها بتتكعبل في طريقك بدون ترتيب – أو بمعنى أصحّ – بقدر الله سبحانه وتعالى

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله ؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ : تغدوا خماصًا وتروح بطانًا

البديل الثالث /

بيع المصنع الحالي ب 9 مليون

إشتري مكن ب 6 مليون

وخلّي معاك سيولة تشغيل 3 مليون

واستأجر مصنع في العاشر من رمضان

المصنع اللي فيه مكن ب 6 مليون – المفروض يعمل استرداد في 3 سنين

يعني كلّ سنة صافي ربح 2 مليون

في تالت سنة اشتري أرض ب 6 مليون

وفي السنتين الرابعة والخامسة إبني مصنع ب 4 مليون

في السنة السادسة انقل معدّاتك للمصنع الجديد – وكمّل شغل ومزاجك حلو

وطلّع من الربح وزوّد معدّات

فيزيد ربحك من 2 ل 3 ل 4 ل 5 مليون في السنة

طولة البال تهدّ جبال

يعني أسيب المصنع التمليك بتاعي – وأروح أأجّر ؟!!

لو حضرتك ما كانش عندك مصنع قبل كده – كنت قلت لك ( لأ )

أنا حبّيت كلمة لأ دي قويّ

هههههههه

لكن !!

باعتبارك كان عندك مصنع قبل كده – وعارف يعني إيه شراء خامات وبيع منتجات وتشغيل عمالة – فدي مش مجازفة

دي مخاطرة محسوبة – والربح بييجي من هنا بفضل الله سبحانه وتعالى

الرزق على قدّ الريسك ( كلمة ريسك أساسا بالانجليزيّ هي محرّفة من كلمة رزق بالعربيّ في إحدى الروايات )

زيّ ما زيرو محرّفة من صفر – وكاميرا محرّفة من قمرة – وكابل محرّفة من كابل – وألجيبرا محرّفة من الجبر

وحرف إكس ( رمز المجهول ) – محرّف من حرف الشين ( اختصار كلمة شيء )

حيث كانت تستخدم هذه الكلمة للدلالة على الشيء المجهول – وكانت تكتب اختصارا ( ش )

خدوا حرف الشين كتبوه كاي – لإنّ دا كان أقرب حرف في النطق للشين بالنسبة للأندلسيّين

ولمّا حرف الكاي اتنقل للانجليزيّ – فبقى أشبه حرف بيه هو الإكس

إحنا إيه اللي جابنا هنا ؟!

لا ما تقلقش – أنا لقيتك نعست في آخر البوست قلت أفوّقك – هههههههه

قلت لك الرزق على قدّ الريسك

لكن مش أيّ حدّ يخاطر – وإلّا يبقى ب ( يجازف ) – مش بيخاطر

اللي يخاطر هوّا واحد زيّك – كان عنده مصنع قبل كده – وعارف هوّا بيعمل إيه

فلمّا تبيع مصنعك دلوقتي ( اللي في قرية ) – وتنقل لمدينة صناعيّة ( بماكينات أحدث ) في مصنع إيجار

هتعرف تطلّع من دا ربح مضاعف إن شاء الله – لإنّ بقى معاك مكن أحسن وسيولة تشغيل أكبر

الربح هنا هيبقى نتاج تعاون 3 حاجات

1 – راس المال ( اللي هتحصل عليه من البيع )

2 – مع الخبرة الفنّيّة والتسويقيّة

3 – الخلطة دي ينقصها حاجة واحدة – ( الرجولة )

إنّك لو درست وحسبت وعرفت إنّ دا هوّا الصحّ – يبقى اعمل الصحّ

أخيرا /

لو شايف الكلام غريب – مش مهمّ – المهمّ يكون صحّ

الحقيقة إنّ معظم الكلام الصحّ ( مجهول ) للأسف – عشان كده بيعتبر ( غريب )

والحقيقة إنّ معظم الناس تجهل المعلومات الصحيحة – بأمارة الفشل اللي بنشوفه طول الوقت

ولّا انتا متخيّل إنّ الناس عندها المعلومات الصحيحة – وبعد كده يغلب عليهم الفشل بدون سبب ؟!

الفشل غالب بسبب ( تفشّي المعلومات الخاطئة ) – لكن الناس بتدوّر عن أسباب الفشل في كلّ حتّة – إلّا في أنفسهم

ولمّا بيدوّروا في أنفسهم – بيدوّروا في كلّ حتّة

كسل – زهق – ملل – حسد – حظّ

لكنّهم ما بيروحوش ناحية ( الجهل ) – ما بيتّهموش نفسهم بالجهل

الناس ما رضيتش برزقها – ورضيوا بعقلهم !!!

فمكمّلين في ( الجهل ) – ومستغربين من ( الفشل ) !!!

مع إنّهم وجهين لعملة واحدة

الشائع عند الناس هو الجهل والمعلومات الخاطئة للأسف

حتّى أصحاب المصانع – اللي تقابلهم تخاف منهم دول – بيدخلوا مكاتبهم من هنا – وهاتك يا هبد للصبح

وبعدين يخسروا !! فيستغربوا !!!

ما تعرفش دا سوء حظّ – ولّا غباء من الآخرين !!

يعني مثلا – الغلطة الأساسيّة اللي تسبّبت في وقوف المصنع ده – هي ( الاعتماد على عميل واحد )

مع إنّي كاتب من زمان جدّا #نصيحة_من_خبير بتقول ( لو جالك عميل عاوز ياخد أكتر من 20 % من إنتاج مصنعك – إرفض – حتّى لو مش لاقي عملاء تانيين )

إرفض

غلط تبيع لأقلّ من 5 عملاء – ويا ريت يكونوا 10 عملاء – ويا ريت لو يكونوا أكتر

عشان لمّا واحد منهم يقع – إنتا ما تتأثّرش

فتخيّل لمّا تكون بتبيع لعميل واحد !!

يا جماعة الأخطاء تكراريّة – ما فيش إبداع في الأخطاء

إحنا بنكرّر الأخطاء بالكربون !!

لمّا حكيت لصاحب المصنع اللي كنت معاه في الاستشارة النهارده عن الحاجات اللي المفروض كان ياخد باله منها – قال لي ( إنتا كنت معانا ؟! )

قلت له يعني إيه ؟

قال لي إحنا كنّا بنعمل كده بالظبط

وحوالينا 3 أو 4 مصانع دلوقتي – دول فتحوا بعدنا كمنافسين لينا لمّا لقوا السبّوبة ماشية – ودلوقتي بيعملوا نفس أخطائنا بالظبط

قلت له ما تقلقش – بكره يقفلوا بردو

هههههههه

فاكر لمّا قلت لك ال 30 ألف ربح – شيل منهم 20 ألف راتب – دا الناس ما بتحسبوش

المصانع المنافسة دي هيفضلوا يركنوا 30 ألف ربح في الشهر

يعني 360 ألف ربح في السنة

بعد 5 سنين هيجمّعوا مليون و 800 ألف صافي ربح

هيكتشفوا إنّ المكن ما عادش نافع – فهيبيعوه خردة ب 200 ألف

يحطّوهم على المليون و 800

يبقوا 2 مليون

يروحوا يشتروا بيه مكن جديد !!

يعني اشتغلوا ال 5 سنين للوطن بسّ – مش لله كمان سبحانه وتعالى – الله سبحانه وتعالى لا يحبّ إضاعة المال

وكلّ دا كان ليه ؟

عشان انتا كنت ناسي بند الراتب

همّا ناسيينه – وناسيين كمان بند ( إهلاك الماكينات )

الفشل منتشر- لإنّ المنتشر هو المعلومات الخاطئة – مش بسبب سوء الحظّ !!

ما تتصوّرش إنّ المعلومات الصحيحة منتشرة – المنتشر هو المعلومات الخطأ

ما هو بأمارة إيه يعني ؟!

بأمارة إيه معلوماتكم صحّ – ولمّا بتطّبقوها تقوم ضاربة في وشّكم ؟!!

فتسيبوا المعلومة الغلط غلط زيّ ما هيّا – وتدوّروا في أماكن تانية ؟!

دا مرجعه طبعا للكبر اللي بيمنع الإنسان عن اتّهام نفسه بالجهل

الإنسان يتّهم نفسه بأيّ حاجة – إلّا الجهل

وبعدين الجهل يمنعك عن الاعتراف بالجهل – فتكمّل في الجهل – جهل مركّب يا مان – closed loop

الخطوة الأولى للعلاج هي الانتباه للموضوع ده – وترك الكبر والاعتداد بالمعلومات المتوارثة كإنّها صحيحة لإنّها فقط متوارثة – والاعتراف بالجهل – وتعلّم المعلومات الصحيحة

النكتة بقى إنّ واحد يكون عنده 3 تصرّفات غلط سبّبوا فشل المشروع

فبعد ما يفشل – ويعترف بجهله – يكتشف معلومة من ال 3 الغلط – فيقول لك أنا خلاص عرفت الغلطة كانت فين !

فيقوم مجرّب تاني !!

وطبق الأصل العلقة اللي فاتت – لإنّ لسّه فيه تصرّفين غلط شغّالين معاه في تعجيز المشروع وهوّا مش حاسس بيهم !!

ما هو خالك حسن اللي قال لك على معلوماتك دي – مات مرفّص من الجوع – بتاخد كلامه حكمة بامارة إيه ؟!

وعمّالين بسّ يقولوا كلام كتب وكلام نظريّ – كان كلامهم العمليّ نفعهم !!!

الجهل منتشر – وللأسف معظم اللي بيدخل الصناعة بيدخلها من باب التطوّر من الناحية الفنّيّة

يعني كان شخص فنّيّ بيفهم في تصنيع منتج ما – فقام مجمّع قرشين – وباع دهب الوليّة – وقام عامل مصنع للمنتج ده

فهوّا تحوّل من فنّيّ في المجال – لصاحب مصنع في المجال – من غير ما يمرّ على مرحلة ( تعلّم البيزنس ) !!!

ومتخيّل إنّ مهارته الفنّيّة – هتشغّل له البيزنس

حاجة كده زيّ ما تكون فاكر مهارتك في سواقة التاكسي – هتخلّيك تعرف تتكلّم انجليزيّ مع السيّاح – how come

يا فندم – مهما تكون شاطر فنّيّا – فلازم تتعلّم بيزنس قبل ما تعمل مصنع

ودا اللي بنحاول نعمله على الصفحة هنا – وعلى القناة على اليوتيوب – ألا وهو نشر العلم وإزالة الجهل

شوف سلسلة ( مفاهيم مهمّة في البيزنس ) – وما تطلبش الرابط

لعلّها تكون مساهمة في النجاح للجميع

وبالتوفيق للجميع لكلّ خير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر