التصنيفات
مقالات الضيوف

هل نعتزل ما يؤذينا ولّا لأ ؟!

إنّما العاقل الذي يعلم خير الخيرين – وشرّ الشرّين

خلّينا نقسم الموضوع ده لحاجتين :-

أوّلا /

حاجة بتؤذينا واحنا مالناش علاقة بيها – فدي مش من الحكمة إنّنا نروح نحطّ مناخيرنا فيها ونجيب لنفسنا الأذى

وده معنى اعتزل ما يؤذيك – فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه

ثانيا /

حاجة بتؤذينا واحنا لينا علاقة بيها

وهنا الموضوع هيتقسم لحاجتين

أوّلا /

هل ما تقدرش تزيل هذا الأذى ؟

يبقى تنكره بقلبك – وذلك أضعف الإيمان

ثانيا /

تقدر تزيل هذا الأذى

وهنا الموضوع هيتقسم لحاجيتن

أوّلا /

هل إزالة هذا الأذى هيتسبّب عنّه أذى أكبر ؟!

زيّ إنّك تشوف واحد بيتخانق مع مراته – فتروح تحوشه – وانتا عارف إنّه عصبي – فيقوم مطلّقها !!

أو يقوم ضاربك معوّرك

أو مراته تروح تتبلّى عليك في القسم إنّك كنت بتتحرّش بيها – ما فيه عالم زبالة كتير !!

فهنا رغم قدرتك على دفع الأذى – إلّا إنّ الحكمة في الحالة دي تقتضي تركه على حاله

تقول القاعدة – يدفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر

أيّام المغول – كانوا بيسكروا – فواحد فكيك راح ينهاهم عن شرب الخمر – فنهاه شيخه وقال له لو أفاقوا لآذوا الناس

فهنا بندفع المفسدة الكبرى ( أذى الناس ) – بالمفسدة الصغرى – وهي ترك العدوّ في سكره

تقول الحكمة – إنّما العاقل الذي يعلم خير الخيرين – وشرّ الشرّين

يعني لو قدّامنا شرّين – فالشرّ الواجب دفعه هو شرّ الشرّين

يعني مثلا لو قدّامك إنّك تتسجن – أو تاخد قرض ربويّ – تعمل إيه ؟!

تتسجن طبعا – لإنّ شرّ السجن أقلّ من شرّ الربا

ثانيا /

تكون تقدر على دفع الضرر – ومدرك إنّه لن يترتّب على هذا الدفع ضررا أكبر

فهنا من واجبك أن تدفع الضرر وتزيل الأذى – ومش من حقّك تقول اعتزل ما يؤذيك

كتبت هذا البوست بسبب تعليق لحدّ بيقول ( تخيّل إنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام كان كلّ ما يعارضه حدّ يعمل له بلوكّ !! )

فطبعا عملت له بلوكّ

لكن خلّيني أوضّح قاعدة موضوع البلوكّ ده لحضرتك لو كنت بتتعرّض للكتابة العامّة

لأنّك لن تسلم من أذى الناس – وهتتحطّ في يوم من الأيّام عند مفرق طرق بخصوص هذا الأذى

وممكن جدّا تقول لنفسك اعتزل ما يؤذيك – فتقوم مانع الخير عن الناس عشان فقط تريّح دماغك من أذاهم – فتكون بذلك خائنا للأمانة

قاعدة موضوع البلوكّ مقابل الأذى دي هي كالآتي :-

هتسأل نفسك سؤال

هل انا نفسيّتي تستحمل أذى الناس ؟

لو كان أيوه – يبقى هنا نقول لك

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم – أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )

يعني في الحالة دي يفضّل ليك إنّك تصبر على الأذى من الناس وما تعملش لهم بلوكّ

ولا ينطبق عليك في الحالة دي حكمة ( اعتزل ما يؤذيك )

إلّا إذا !!

كان صاحب الأذى ده بتركه هيتسبّب في ضرر أكبر – زيّ إنّه يكون هيضلّل الناس مثلا – ففي الحالة دي تعملله بلوكّ من باب دفع ضرره عن الناس – مش من باب ترييح دماغك منّه

تقول القاعدة ( لا ضرر ولا ضرار )

لو كان لأ – ونفسيّتك لا تتحمّل الأذى – وهيكون نتيجة محاولتك لتحمّل الأذى هي وصولك لمرحلة تتوقّف فيها عن الكتابة ونفع الناس

فهنا نقول لك ( أزل الضرر الأكبر بالضرر الأصغر )

الضرر الأكبر هو امتناعك عن الكتابة ومنعك للخير عن الناس

والضرر الأصغر هو إنّك تعمل بلوكّ

يبقى تعمل بلوكّ

طيّب تعرف هل نفسيّتك تستحمل ولّا لأ ازّاي ؟!

هتعرف ازّاي يعني – هتعرف من نفسك – رحم الله امرءا عرف قدرنفسه

أنا وصلت في مرحلة من المراحل من حوالي 8 سنوات للتوقّف عن الكتابة نهائيّا بسبب التعليقات السخيفة – فأنا عارف نفسي إنّي لو حاولت أستحمل التعليقات السخيفة هاوصل للمرحلة دي تاني – فهضرّ الناس – ووقتها هكون خائن للأمانة

وبناءا عليه – بأمّن نفسي من خلال موضوع البلوكّ

المصدر