التصنيفات
مقالات الضيوف

معني شعور الاستحقاق

هل الجيل الجديد ضحية العالم الافتراضي اللي أصابه بآفة الشعور بالاستحقاق

الصورتين دول ليهم تفسير خطير جدا

مشاهدة بلاحظها على الجيل الجديد من حوالي ٥ سنوات

ومؤخرا بدأ يبقى ليها اسم بيعبر عنها

ألا وهو ( #شعور_الاستحقاق )

شعور الاستحقاق دا معناه حاجتين

أولا /

إن شباب الجيل الحالي بقى معتبر إنه من حقه

إنه #يعمل_أي_حاجة

ثانيا /

إن شباب اليومين دول بقى شايف

إنه #غير_مطالب_ببذل_مجهود مقابل ما يستحقه

ودا نابع أساسا من شعور الاستحقاق . يعني هوا حاسس إن الشيء ده حقه أصلا . فليه يبذل مجهود عشان ياخد حقه ؟!

ومن وجهة نظري . باعتبر إن السبب الرئيسي لشعور الاستحقاق الوهمي ده هو #العالم_الافتراضي

مش عاوز اقول السوشيال ميديا . لأ . أنا قاصد أقول ( العالم الافتراضي )

في العالم الحقيقي . لو شتمت حد . هيضربك

لكن في العالم الافتراضي . ممكن تشتمه عادي . ومش هتتأذى

فمن هنا . من العالم الافتراضي . نشأ #شعور_باستحقاق شتم الآخر

إنك من حقك #تعمل_أي_حاجة

لإنك ببساطة بتعمل أي حاجة فعلا في العالم الافتراضي

في العالم الحقيقي . عشان تقول رأيك . لازم تكون مؤهل للكلام

إنتا لو قاعد في قعدة مع العيلة عندكم . وأخوك دكتور مثلا . وحد سأل سؤال في الطب . إنتا مش هتتكلم

لكن في العالم الافتراضي . إنتا #من_حقك تفتي في الطب براحتك . ومش هتلاقي حد بيبص لك بصة بمعنى (اسكت. ما أخوك الدكتور قاعد)

أما المشكلة الثانية في موضوع الاستحقاق . فهي الشعور بأنك غير مطالب ببذل مجهود مقابل ما تطلبه . لأنه في الأساس حقك

في الحياة العملية . لكي تحصل الأنثى على تقدير عائلتها . ستجد أنه من الواجب عليها حسن معاملة زوجها . وحسن تربية أبنائها . وهذه ضريبة تدفعها الأنثى للحصول على التقدير

لكن في العالم الافتراضي . تحصل الأنثى على اللايكات واللافات والهاهاهات من كل شارد ووارد بدون مجهود

فتفاجأ بتلك الأنثى المفعوصة وقد أصبحت تتعامل باعتبارها ( جوهرة ) !!!

جوهرة ليه ؟!

من غير ليه . أنا جوهرة كده وخلاص ( شعور استحقاق )

شعور الاستحقاق هذا لم يكن له مقابل بذلته تلك الأنثى

في العالم الحقيقي . لكي تكون شخصا ذو قيمة . سيتوجب عليك بذل مجهود كبير . وإسداء المعروف للآخرين

أما في العالم الافتراضي . فقد تجد الآلاف يتابعونك بناءا على تفاهات تقدمها

فيتولد لديك شعور باستحقاق الأهمية بدون مقابل

وبناءا عليه ممكن تلاقي عيل تافه داخل مكان عام ومنتظر من الناس تتلم حواليه ويتصوروا معاه عشان هوا مثلا تيكتوكر !!!

العالم الافتراضي زرع داخل هذا الطفل شعورا باستحقاق الأهمية . دون بذل مجهود مكافيء لها

فدول الآفتين اللي كسبهم الجيل الحالي من الواقع الافتراضي

إنه بقى حاسس إنه من حقه يعمل أي حاجة

وبقى حاسس إنه من حقه ياخد أي حاجة بدون مقابل

في الصورتين المرفقتين ( الصورتين لنفس الشخص )

نفس الشخص في الصورة الأولى شايف إنه من حقه يكيل ليا الاتهامات والشتائم عادي جدا

هوا شايف إن ده حقه . الواقع الافتراضي علمه كده

مع إني أكاد أجزم إنه في الحقيقة لو قابلني مش هيقول ربع الكلام ده

أنا قبل ما بهاجم أي حد . بسأل نفسي سؤال . لو قابلت الشخص ده في الحقيقة . هل أقدر أقول له نفس الكلام ؟!

لو لأ . بامتنع عن الهجوم

وقبل ما أسيء لأي شخص . بسأل نفسي . لو الشخص دا صاحب سلطة . هل أقدر أسيء له نفس الإساءة . ولا انا أقدر أسيء الإساءة دي للشخص الضعيف فقط

لو لقيت نفسي ما اقدرش أوجه الإساءة دي لشخص صاحب سلطة . بامتنع عن توجيهها للشخص الضعيف

قبل ما تضرب زوجتك . اسأل نفسك . لو أبوها وزير الداخلية . كنت هتضربها

لو لأ . يبقى اعرف إنك بتضربها عشان ( إنتا تقدر تضربها ) . مش عشان هيا تستاهل الضرب

وعلى ذلك فقس

القياس دا ما بقاش موجود عند الجيل اللي عاش أكتر من نصف حياته في #عالم_افتراضي

في الصورة التانية . بيظهر التأثير التاني لشعور الاستحقاق

ألا وهو ( أنا من حقي آخد أي حاجة بدون مقابل )

فهوا شايف إنه رغم الإساءة الأولى . إلا إنه من حقه يتابع الصفحة عادي !!

دا شعور بالاستحقاف

شعور بإني من حقي أتابع الصفحة بدون أي مقابل حتى ولو كنت أسيء لصاحبها

بل إن صاحبها لو عمل لي بلوك . يبقى حرمني من ( حقي ) !!

الحقيقة أنا مش عارف الجيل الجديد ضحية العالم الافتراضي اللي أصابه بآفة الشعور بالاستحقاق

ولا هوا مجرم إنه بيستخدم الشعور ده بدون مراجعة من نفسه لنفسه

بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره

المصدر