كل معركة من أجل الحرية والديمقراطية في منطقتنا في الماضي فشلت بتدخل وفعل مباشر من إسرائيل وأذرعتها في الخليج، عشان كدة الحرب دي كانت وهتفضل هي الحرب من أجل كل شيء، هي حربنا كشعوب ودول المنطقة في سبيل التحرر الاقتصادي، وقدرتنا على الصناعة والانتاج، بعضها عشان استرداد أرض، وبعضها عشان تعمير أرض استردناها سابقا ومش عارفين نبني عليها قشة لحد النهاردة، ولأننا من ٤٨ لحد النهاردة ما بلعناش السم فممنوعين من حكم نفسنا، ومحكوم على كل حركات التحرر الوطني بالاجهاض، عن طريق إمداد ودعم دكتاتوريات المنطقة وتوكيد حكمهم
وبالتالي في حالة عدم هزيمة الكيان دا فمش هتحكم شعوب المنطقة نفسها ومش هتشم ريحة الديمقراطية، لأن ديمقراطيتنا بتهدد وجودهم بيننا، حتى لو كانوا أوهن من بيت العنكبوت فاحنا محرومين من دراعنا، وأجسادنا متجوعة بالاقتصاد الهش، وعقولنا متجوعة بالتعليم الفارغ، كل دا ماهواش جديد
اللي استفدته لحد دلوقتي من محاولات جيلي والأجيال اللي سبقتنا هو ان التعليم المفروض يكون معركتنا الأولى في بلادنا، وإن كل محاولة لتحسين حياة الناس انقلبت على أصحابها إما بسبب سوء تعليم أو انسياق الناس وتجهيلهم اللي بيخليهم يصحوا الصبح كل يوم على موقف بيقودهم فيه حماسهم او حرمانهم او ذعرهم
كل محاولاتنا للحرية والديمقراطية أو حتى للمقاومة افتقدت لاننا مااتعلمناش بالقدر اللي يكفينا لبلوغ أي نصر ممكن، بداية من تعليم المهندس اللي هيخترع الآلة لحد السياسي والفيلسوف اللي هيعيد إنتاج لغتنا وطموحاتنا وصولا للفرد الناشط اجتماعيا وسياسيا
مافيش إنسان يقدر يدخل رهان يصبر فيه على الجوع والحرمان والخلاف في الرأي والخوف على حاضره ومعتقداته ويصبر على كل أملًا في مستقبل مختلف إلا لو كان متعلم كويس، وبالتالي فحتى ولو كانت متأخرة، حتى لو كانت مش عشاننا ومافيش أمل فينا، فعشان المستقبل التعليم لازم يكون معركتنا الأولى