التصنيفات
مقالات الضيوف

مسألة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم – 1

ليه الصفحات العربية لما اتكلمت عن صورة الثقب الأسود ما اتكلمتش عن إن القرآن اتكلم عنه في صورة التكوير؟ اعتقد ان دي حاجة تستحق إننا نفخر بيها.

ج / هو أنا عايز أعلّق على نقطتين مهمين باختصار:

❶ من أين لنا بتلك الشجاعة والجرأة على التكلم في القرآن بغير علم؟
فلا أظن السائل درس التفسير ولا أصول التفسير ولا علوم اللغة العربية ولا علوم القرآن ولا الحديث ولا التاريخ ولا غيره، وإلا لما قال “صورة” التكوير.
ولا أنا كذلك فعلت.. فذلك الطريق طويـــل يُبذل فيه العمر وقد لا يفتح الله لنا فيه.
فضلًا عن أننا لم ندرس الفيزياء النظرية والكونيات.

وأهل العلم كانوا يحترزون ويجتنبون بشدة أن يخوضوا في مثل هذا وفي صدرهم ما يزننا علمًا.

ثم نحن بكل بساطة نفتح سورة التكوير .. ونأتي على قوله تعالى: فلا أقسم بالخنس*الجوار الكنس… ونقول بكل جرأة: هذا ما كان يقصده الله تعالى!!!.

❷ فخر بماذا؟
وهل كلام الله يحتاج تدليلًا عليه لنفخر به؟؟
وهل دين الله يحتاج أن نلوي عنق النصوص والنظريات ونخلط اليقين بالشك، ومناهج المعرفة المختلفة ببعضها، لنفخر به؟؟
وهل أنهينا مئات المجلدات التي كُتبت في تفسير القرآن وإعجازه البياني والعقلي وغيره حتى نلتمس الفخر في مثل هذا؟
وهل كتاب الله أُنزل لمثل هذا؟ .. إذن فلماذا لما سُئل النبي عن اختلاف أشكال القمر على مدار الشهر، لم ينزل القرآن بتفسير علمي فلكي للظاهرة؟
لم اكتفى سبحانه بقوله: يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج؟.
.
أم أن القرآن نزل لنعمل بما فيه فنكون في موضع القوة والعزة والتمكين، ولكننا ذهلنا عنه، واقتصرت علاقتنا به على قراءة جرنال في رمضان، والتبارك به في السيارة، وسماعه في العزاء، والبحث عن أصوات مقرئين تُطرب أسماعنا، فحل بنا ما حل، وانهزمت نفوسنا، فأصبحنا نتلمّس مواطن العزة والفخر في غيرنا، إلا من رحم ربي، فمازال في الأمة خير وعلماء بحق ولا نعلم عنهم إلا قليلا.
==

هذا فضلًا عن التهافت العلمي المضحك لجُل ما يطرح فيما عُرف بالإعجاز العلمي المنسوب للقرآن.. ولذلك تفصيل آخر يطول.

الله المستعان.

أحمد عبد المنصف

https://www.facebook.com/Qutooff/posts/2393637760867378