فيه فكرتين غلط متأصّلين في عقول الناس – خلّينا نناقشهم في البوست ده
الفكرة_الأولى #زكاة_العلم
ما فيش حاجة في الإسلام إسمها ( زكاة العلم )
الزكوات همّا أربعة – زكاة المال والزروع والأنعام والتجارة
ويلحق بيها زكوات أخرى مثل زكاة الفطر
والركاز ( ما يخرج من باطن الأرض ممّا له قيمة )
لكن – ما فيش في الإسلام زكاة إسمها زكاة العلم
ولا يحقّ ليك تضيف عبادة من دماغك كده – الزيادة في الدين كالنقص فيه
يعني ينفع مثلا ييجي واحد يقول إنّه اخترع يوم صيام إلزاميّ على الناس غير رمضان ؟!
أو أضاف ركعة للظهر فبقى 5 – واهو الثواب يزيد !!
ف بردو ما فيش حاجة اسمها ( زكاة العلم )
الاختراع ده اخترعوه الناس ل ( ابتزاز ) العلماء إنّهم يعلّموا الناس ببلاش
وهنا هتتعرّض لمسألة – التمييز بين العلم الدينيّ والعلم الدنيويّ
كلّ العلم – وكلّ العمل – المذكورين في القرآن والسنّة تقريبا – همّا علم دينيّ – وعمل دينيّ
فمبدئيّا – فيه فرق بين العلم الدينيّ والعلم الدنيويّ
الردّ هنا بيكون دايما ( ما احنا ممكن بالنوايا نحوّل العلم الدنيويّ علم دينيّ )
تمام – بسّ دا من جهة معطي العلم – إنّه هوّا اللي يستحضر إنّه يبتغي بتعليم الناس علمه الدنيويّ ده إنّه يستحضر نيّة النفع للأمّة – زيّ إنّه يكون بيعلّم المسلمين الفيزياء عشان يكونوا أقوياء في تصنيع السلاح مثلا، لكن – غير كده – والعادي – والأصل – إنّ الفيزياء دي علم دنيويّ – مش دينيّ
وبناءا عليه – مش من حقّك تبتزّ حدّ من علماء العلوم الدنيويّة إنّه
( يزكّي ) عن علمه
ولاحظ اختيار كلمة ( زكاة ) – مش صدقة مثلا – لأ إحنا عاوزينه يكون ( ملزم ) يعلّمنا ببلاش، ومرجع ده بالمناسبة هو ل ( استصغار ) الناس لقيمة العلم أصلا، يعني – ما حدّش هيتصوّر إنّك تقول لبائع الأحذية مثلا
( إعطيني حذاء ببلاش )
لكن – الناس عادي جدّا عندها تقول لك ( علّمني الفيزياء ببلاش)
ليه
لإنّ الناس شايفة الحذاء ذو قيمة – لكن علم الفيزياء دا لا قيمة له عندهم أصلا
طيّب وبالنسبة للعلم الدينيّ ؟
بردو العالم الدينيّ مش ملزم يعلّم الناس ببلاش
هوّا لو حدّ سأله – هنا يكون واجب عليه يجاوب – وإلّا يكون يكتم العلم
غير كده – عاوز يعلّم الناس – فبها ونعمت
عاوز يروح يزرع ولّا يشتغل في مصنع ولّا ولّا عشان ياكل عيش – ف دا حقّه – وما حدّش يقدر يقول له سيب أكل عيشك وتعالى تفرّغ لتلعيم الناس ببلاش، لكن – لو قابلته في الشارع وسألته عن مسألة في الدين هوّا يعلم إجابتها – لازم يجاوبك
ويكون ملزم بردو بالصدع بالحقّ في حالة إنّ فيه ضرر هيحصل قدّامه
ناس مثلا بتقسّم ميراث بطريقة خاطئة – وهوّا عالم بالمواريث – ف دا مش من حقّه يسكت وينتظر الناس تسأله، لكنّه مش ملزم يعمل درس علم في المسجد يعلّم الناس علم المواريث مثلا
طيّب – لو قابلت عالم فيزياء في الشارع وسألته عن مسألة فيزيائيّة؟
لا عادي – من حقّه يجاوب أو ما يجاوبش براحته – دا علم دنيويّ
دي الفكرة الأولى اللي محتاجين نصلّحها في عقولنا
الفكرة_الثانية #تعدّد_واختلاط_النوايا
هل ينفع عمل واحد يكون ليا فيه أكتر من نيّة – وهل هاخد ثواب عليهم كلّهم ولّا لأ – النوايا يعني
الموضوع ده ممكن تقسّمه ل 4 حالات
حالتين في حالة إنّ العمل دينيّ – والنوايا متعدّدة أو مختلطة
وحالتين في حالة إنّ العمل دينيّ – والمكسب مختلط بين دينيّ ودنيويّ
الحالة الخامسة هيّا إنّ العمل يكون دنيويّ والنيّة دنيويّة
#الحالة_الأولى
#العمل_دينيّ_والنوايا_متعدّدة_صالحة
واحد تصدّق على جاره – اللي هوّا في نفس الوقت قريبه
ف ده يقدر يستحضر 3 نوايا صالحة هنا
1 – نيّة الصدقة
2 – نيّة صلة الرحم
3 – نيّة الإحسان إلى الجار
ف ده هياخد 3 ثوابات على عمل دينيّ واحد
طيّب لو قدر يستحضر نوايا أكتر ؟!
والله هوّا وشطارته – فيه ناس تقدر تستحضر نوايا متعدّدة من عمل دينيّ واحد
وهنا بسمّي دي ( تعدّد ) النوايا – لإنّهم كلّهم نوايا صالحة شبه بعض
#الحالة_الثانية /
#العمل_دينيّ_والنوايا_مختلطة_صالحة_وفاسدة
يعني هوّا جارنا – وقريبنا – لكن هنتصدّق عليه كمان عشان يحترمنا بعد كده ويعطينا وضعنا
كده شكرا يا معلّم – مالكش أيّ أجر دينيّ
لو حدّ خلط نوايا صالحة مع نوايا فاسدة – فالنوايا الفاسدة تحبط النوايا الصالحة
قال تعالى في الحديث القدسيّ
أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ
لاحظ الموضوع هنا وصل لإنّه يبقى ( شرك ) !!
وخاف من دي – وافتكرها – عشان هنحتاجها بعدين
#الحالة_الثالثة
#العمل_ديني_وله_مكسب_دنيويّ_غير_مقصود
عمدة الكلام في الحالة دي هو حديث سيّدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه – حبيبي الثالث بعد سيّدي عمر ومعاوية – رضي الله عنهم – وعن الصحابة أجمعين
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لسيّدنا عمرو بن العاص
يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: يا عمرُو، نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالحِ
ف هنا سيّدنا عمرو بن العاص كانت نيّته خالصة فقط في الاتّجاه الدينيّ
وبعدين ظهر له مكسب دنيويّ ( غير مقصود )
هنا ياخد ثوابه الدينيّ عادي جدّا – ومكسبه الدنيويّ لا يدخل في باب الشرك – لأنّه لم يكن يقصده
بالمناسبة – الحديث ده هو أكثر ما يستدلّ به الناس على إنّك تقدر تخلط نوايا دينيّة ودنيويّة وتاخد ثواب النوايا الدينيّة
لكن دا بسبب سوء فهم منهم للموقف – وإنّهم مش فاصلين الحالة دي لحالتين مختلفتين حسب هوّا كان قاصد الأجر الدنيويّ ولّا جاله بدون قصد
والاختبار هنا بسيط – شوف – هل لو بتعمل عمل دينيّ – وبيجيلك عليه أجر – هل لو الأجر ده انقطع – هل هتنقطع عن العمل الدينيّ ده ؟!
يعني – إنتا مثلا بتحفّظ الناس القرآن مقابل أجر شهريّ
جميل
هل هنا تقول أنا باخد ثواب تحفيظ الناس القرآن
والله الاختبار عندك انتا – إسأل نفسك – لو الشهر الجايّ المجموعة دي بطّلت تعطيك أجرك الشهريّ – هل هتستمرّ في تحفيظهم ؟!
إنتا اللي تجاوب
ف هنا بقول لك – خلّي نيّتك إنّك بتشتغل عشان تاخد الأجر فقط – ما تشركش هنا نيّة الأجر الدينيّ – لإنّك لو عملت كده هترجّع نفسك للحالة التانية – وهي اختلاط النوايا
وهوّا الأجر الدنيويّ حرام يا مولانا ؟!
لأ مش حرام
لكن الحرام إنّك تشركه مع النيّة الدينيّة – هتدخّل نفسك في شرك
بسّ أنا باخد الأجر ده أصرفه في حلال
حلووووووووو قويّ
هنا بقول لك – إفصل النيّتين عن بعض
إنتا بتعمل العمل الدنيويّ هنا ( اللي هوّا تحفيظ القرآن ) بغرض الحصول على أجر – ومش منتظر من دا ثواب – دا عمل دنيويّ خالص – مش حرام إنّك يكون ليك عمل دنيويّ خالص
خدت الأجر بقى – هنا تبدأ تنشأ نيّة جديدة في ( إنفاق المال ) ده
يعني
هتنفق منّه على أهلك بنيّة النفقة على الأهل – ودي نيّة صالحة وتؤجر عليها
هتنفق بيه على نفسك بنيّة إعفاف النفس – ودي نيّة صالحة تؤجر عليها
هتتصدّق منّه – ودي نيّة صالحة تؤجر عليها
ف إفصل بين المرحلتين – تجنّبا لإنّك لو خلطت النوايا في المرحلة الأولى – تقوم واقع في مصيدة الشرك من حيث لا تدري
#الحالة_الرابعة
#العمل_ديني_وله_مكسب_دنيويّ_مقصود
دي اتكلّمنا عنها في الفقرة السابقة – إنّ حدّ يخلط عمل دينيّ بنيّة دينيّة ودنيويّة
ف كده هيسقط عمله
ف الأفضل ليه إنّه ( يفصل ) بين المرحلتين
إعمل العمل الدينيّ بنيّة دنيويّة – دا مش حرام
بحفّظ الناس القرآن عشان آخد أجر – عادي
أنا إمام وخطيب في الأوقاف باخد مرتّب – يبقى أنا باعمل خطبة الجمعة دي كوظيفة باخد عليها أجر
طاب بصلّي بالناس – هافصل النيّة هنا ازّاي ؟! – أو هصلّي بنيّة الراتب ازّاي ؟!
لأ – خلّي دي بنيّة دينيّة خالصة
هوّا ينفع ؟!
ما عندك الاختبار
إسأل نفسك – لو الوزارة منعت عنّك الراتب – هتفضل تصلّي ؟
أيوه
يبقى فعلا انتا تقدر تصلّي بنيّة خالصة دينيّة ما فيش فيها دخل بالأجر
وممكن تبقى تعمل درس تطوّعي بعد كده إنتا مش ملزم بيه – وتستحضر فيه النيّة الخالصة للأجر الدينيّ – يبقى تمام
لكن ما تخلطش العمل اللي بتاخد عليه مرتّب بنيّة دينيّة – عمرك ما هتعرف تخلص النيّة الدينيّة دي
#الحالة_الخامسة
#العمل_دنيوي_والغرض_دنيويّ
ودي بسيطة – ولا تعتبر حالة أصلا
واحد بيشتغل عشان يكسب – عادي جدّا – ما عندوش نوايا مختلطة ولا حاجة
ولو الشخص ده استحضر النيّة الدينيّة في العمل – يبقى يستحضرها خالصة للأجر الدينيّ فقط
لكن ما يضيفش الأجر الدينيّ على الأجر الدنيويّ ويقول ( أهو بالمرّة ناخد ثواب )
الثواب ما بيتّاخدش ( بالمرّة ) !!
الله سبحانه وتعالى غنيّ عن ذلك
واحد مثلا بيروح الجيمّ بنيّة التقوّي على العبادة – بسّ خلاص – دي نيّة واحدة
لكن – لو عاوز يتقوّى على العبادة – ويبقى جسمه قويّ بردو لنفسه – كده شرك في النيّة
طاب لو عاوز يبقى جسمه قويّ لنفسه – وبعد ما جسمه بقى قويّ ف هوّا تعبّد لله سبحانه وتعالى مستعينا بالجسم ده – يبقى كده فصل المرحلتين عن بعض
طاب لو بيروح الجيمّ عشان يبقى قويّ – ويتمنظر بعضلاته على الناس – دي نيّة دنيويّة – مع نيّة فاسدة !!
دي مش مجرّد إنّه مش هياخد ثواب عليها – دا هياخد ذنوب عليها
أخيرا
انا كلّ منتجاتي على الصفحة هنا – أو على قناة المكتب – هي منتجات تسويقيّة لشغلي – ف ما بكونش ناوي منها أجر دينيّ
لمّا يبقى الشغل ييجي – وآخد عليه فلوس – ساعتها باحتسب الأجر في إنفاق الفلوس دي في أوجه واجبة عليّا دينيّا – زيّ النفقة على الأهل وإعفاف النفس والصدقة – ودي اللي بارتجي منها الأجر الدينيّ
ولا عمرك هتلاقيني كاتب في نهاية بوست مثلا إنّي بسأل الل سبحانه الثواب على البوست ده او الفيديو ده
وعموما /
الإخلاص شبه مستحيل أصلا
فلتدع الله سبحانه وتعالى أن يلهمك الإخلاص ولو في سجدة واحدة – لو رزقتها لكفتك أصلا
وقد يكون الأجر اللي بتاخده أصلا هو عن ( مجاهدتك لنفسك في الإخلاص )
لكن الإخلاص نفسه – ف صعب جدّا حدّ يوصل له
يبقى امشي بالمنهج اللي ذكرته لك ده في النوايا – عشان قلبك يستريّح
وهديّة أخيرة !!
إجعل لك خبيئة !!
يعني إيه
يعني خلّي ليك عمل – ولو صغيّر جدّا – لكن ما حدّش يعرف عنّه حاجة إطلاقا غير الله سبحانه وتعالى
إعمله في مكان مستخبّي جدّا – ومستحيل حدّ يكون مطّلع عليه دا اللي ممكن تطلع بيه من الدنيا