التصنيفات
مقالات الضيوف

ليه هنفضل نترحم ونستغفر للأموات من غير المسلمين

رغم كل محاولات المتشددين لإقناعنا إن ده ضد الدين؟!

ليه هنفضل نترحم ونستغفر للأموات من غير المسلمين رغم كل محاولات المتشددين لإقناعنا إن ده ضد الدين؟!

بص.. هي اللعبة كدة من زمان.. في حكم شرعي عاوزين نمرره لسبب ما.. فهنحرف معنى القرآن الواضح ونقتطع الآيات من سياقها ونتجاهل بعض الكلمات، عشان نوصل للي إحنا عاوزينه في النهاية!

بالنسبة الناس اللي بتستشهد بآية
مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوٓاْ أُوْلِى قُرْبَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ

وبتقول إن دي آية واضحة في عدم جواز الاستغفار لغير المسلمين
الناس دي مش عاوزة تشوف جملة “من بعد ما تبين لهم”.. بتتجاهلها عن قصد..

تبين له.. يعني أدرك يقيناً بوحي من الله إن فلان الفلاني هيدخل النار..

يعني لو افترضنا صحة الروايات اللي بتقول إن الآية نزلت في عم النبي.. فربنا بالآية دي أوحى للنبي إن عمك من أصحاب الجحيم فلا تستغفر له. فالنبي توقف بعدها خلاص!

نفس الموقف حصل في الصلاة على المنافقين.. لما ربنا “بيّن” للنبي بالوحي إن المنافقين دول تحديداً لن يغفر الله لهم
“اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”

يعني خلاص.. ربنا بيّن للنبي مصيرهم

ولو حضرتك قدمت آية واحدة لقدام.. هتلاقي قصة استغفار سيدنا إبراهيم لأبيه.. اللي بكل بساطة بتكرر نفس المعنى.. سيدنا إبراهيم بيستغفر لأبوه الكافر عادي.. ثم يوحي ربنا لإبراهيم إن أبوه لن يؤمن وإنه سيبقى للأبد عدو لله “ فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه”.. نفس الفعل “تبين”.. ساعتها سيدنا إبراهيم توقف خلاص… هو سيدنا إبراهيم مكانش عارف من الأول إن أبوه كافر… كان عارف وبيستغفر عادي… لكن نزول الوحي وتبيين ربنا له بمصيره هو اللي خلاه يتوقف.

حضرتك بقى تبينت إن فلان الفلاني في النار؟
ربنا بيوحي إليك من ورانا؟!

هتقول لي ما هما ماتوا على غير الإسلام.. وغير المسلم مصيره النار

هقولك هو إنت فاكر إن آية “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه” مقصود بيها الإسلام نسخة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بس؟ لا يا فندم.. كل ما جاء به الأنبياء، اللي نعرفهم واللي منعرفهمش، اسمه الإسلام..

ولو فاكر إن الناس كلها في كل العالم لازم تؤمن بالقرآن.. فياريت تعمل بحث بسيط وتشوف القرآن مترجم لكام لغة.. وياريت بالمرة تشوف في كام فرقة ومذهب في الإسلام كلهم بيكفروا بعض وبيفسقوا بعض..

وبعدين مين اللي قال إن غير المسلم مصيره النار؟!
النار للكافرين، اللي عرفوا الحق فأنكروه عمداً.. حد قالك إن زميلك المسيحي عرف الحق وأنكره.. هو حد يصطبح بوشك فيحب دينك.. من جمال الأخلاق وروعة المعاملات.. ده إنت معرفتك تطلع الناس من دينها أساساً.. ده الأجانب اللي بييجوا بلادنا بيتصدموا من كمية العبث اللي عايشين فيه

الله أعلم ما بين كل إنسان وربه.. ربنا ذكر في مواضع عديدة في القرآن إن الإيمان بالله والعمل الصالح هم الاختبار لكل إنسان.. سواء اتولد لقى نفسه مسلم أو اتولد تبع أي دين آخر..

طبعاً سامع واحد في الخلفية بيقول بسخرية:
يبقي نترحم على أبو لهب وفرعون بالمرة!
يا متخلف.. هم مش دول ربنا نزل فيهم آيات مخصوص “يبين” لنا إنهم من أصحاب الجحيم؟!!

على فكرة.. بنفس المنطق ممكن أي حد يتهمك إنك منافق، ويفتي بعدم الترحم عليك.. وده حصل كتير في التاريخ الإسلامي مع شخصيات معارضة اتزندقت واتكفرت واتمنعت الصلاة عليها!

المصدر