مشهد أم توبخ ابنها الذي انبهر بدمية كبيرة على شكل بابا نويل بجواره الكثير من الهدايا، ذكرني بسؤال ابنتي منذ سنوات:
ليه يا ماما هم عندهم سانتا كلوز وهدايا وشجرة ملونة وجميلة واحنا في العيد بندبح خروف؟
دار بيني وبينها نقاش طويل حول مفهوم الأعياد عمومًا، وكيف نفرح وما الذي يُفرحنا وكيف نُدخل السرور على الآخرين.
سؤالها نبهني إلى دلالة اللفظ والصورة وماتحملها من رمزية.
وكيف أن ربط كلمة “ذبح” بالعيد في الوقت المعاصر ربما ليس له نفس دلالة الذبح كما كان عند العرب قديمًا.
فالذبح عند العرب كان يرتبط في الأذهان بالكرم والبهجة التي تحل بالبيت لقدوم الضيف ترحيبًا وتهليلًا به..
ومع مرور الوقت أصبح من المتعارف عليه أن عيد الأضحى مثلًا هو “عيد اللحمة”، ويُقال للأطفال أنه العيد الذي نذبح فيه، ويحدث سنويًا جدل بين مؤيد ومعارض لحضور الأطفال مشهد الذبح، والكل يغيب عنه المقصد من العيد، وهو البهجة والفرحة ومنه استخدام الألفاظ المعبرة عن ذلك، فإن كان ولابد فليُنعت العيد باسمه فالأضحية هي رمز لادخال السرور على العائلات ليجتمعوا على الطعام ويتشارك معهم الفقراء في هذه الفرحة.
ولأن الزمن يتغير، وتتغير معه مصطلحاته وتتطور دلالاتها، فمن المهم الانتباه لاستخدام التعبيرات والألفاظ بما يحقق المقصد من العيد وأن يعتاد الناس على ابتداع مظاهر جديدة للبهجة والاعتياد عليها وخاصة أن الأطفال يلحظون هذه المظاهر وتؤثر فيهم..
وعلى الهامش من المهم ألا يكون هناك تنطع في رفض مظاهر أعياد غير المسلمين أو مظاهر الاحتفال بالمناسبات والعادات الأخرى وكأنه انتصار للعقيدة كما هو ملاحظ عند البعض، فالدين لا يُصان بهذا ولا تربية الأبناء على هذه المعاني تضيف لهم قيمًا صحيحة، ولكن يكون بالثقافة الدينية التي تعرفه بشعائر دينه، وبصيغ تربي الأبناء على مفاهيم ديننا الحنيف في تفهم الاختلاف البشري في الدين والثقافة، والعلاقات الطيبة التي تربط بين أفراد المجتمع من جيران وزملاء دراسة وعمل، وأن يعتاد أن يتمنى السعادة ويكون مساهمًا في نشر البهجة لمن حوله، واستثمار المناسبات والأعياد في ذلك.
https://www.facebook.com/hebaabdulljawad/posts/10218230392769943