يحكى أنّ الحصان في مزرعة أحد الفلّاحين مرض – ف أحضر الفلّاح الطبيب البيطريّ
الطبيب قال ( لو لم يشفى الحصان خلال أسبوع – أقتلوه – لألّا ينقل العدوى لباقي الحيوانات )
كان الحصان يكره طعم الدواء – وكان يرفض تناوله
فذهب الخروف إلى الحصان في أوّل يوم وقال له ( عليك ان تأخذ الدواء بانتظام لكي تشفى – وإلّا سيقتلك صاحب المزرعة )
ولكنّ الحصان لم يأخذ الدواء
في ثاني يوم – ذهب الخروف إلى الحصان وكرّر نصيحته – والحصان يرفض أخذ الدواء أيضا
في ثالث يوم – ذهب الخروف ينصح للحصان – ولكن – دون جدوى
في رابع وخامس يوم – ذهب الخروف يتوسّل إلى الحصان
في سادس يوم – ألحّ الخروف على الحصان بكلّ ما أوتي من رجاء ودموع وبكاء – فتناول الحصان الدواء – فشفي
في سابع يوم – جمع صاحب المزرعة أهل القرية – وقال لهم ( الحمد لله – لقد تمّ شفاء حصاني العزيز – واحتفالا بهذا الخبر السعيد – سنذبح الخروف – ونقيم وليمة لأهل القرية )
كثيرا ما تأتيني أسئلة من أشخاص – أنصحهم أن يفعلوا كذا – فيبدؤوا في التراجع والمماطلة
رغم أنّي أعلم أنّ تراجعهم هذا ومماطلتهم هذه ستضرّهم – إلّا أنّني لا أكون ملكيّا أكثر من الملك – باعمل لهم بلوكّ عشان لمّا يلبسوا ما يعرفوش يرجعوا يلوموني إنّي ليه ما ضربتهمش بالجزمة وأجبرتهم على النصيحة اللي كنت بانصحها لهم
كثير من الناس يكونون لا يستطيعون التعبير عن مشكلتهم – أتركهم وشأنهم دون محاولة عصر دماغي لفهم مشكلتهم التي لا يعبّرون عنها بطريقة واضحة
عليك أنت أن تعصر دماغك للتعبير عن مشكلتك – وليس العكس
أنا دوري لمّا حضرتك تشرح المشكلة أنصحك في حلّها – مش دوري إنّي آجي أشرحها بدالك !!
أحيانا تأتيني فرص استثماريّة قيّمة – أعرضها على بعض الأصدقاء من المستثمرين – وكثيرا ما أجد منهم تراخيا وتكاسلا في التعامل مع هذه الفرصة – إلى أن توشك الفرصة على الخروج من وقتها
أتركهم وشأنهم – ولتضيع الفرصة – أو لتذهب إلى من هو أجدر بها منهم – لا ألحّ عليهم في محاولة دفعهم لاستغلال الفرص المعروضة عليهم
الله يرحمها والدتي كان ليها نصيحة – كانت تقول لي ( إنصح صاحبك من الضهر للعصر – لو ما انتصحش – دلّه – أو ضلّه )
–
أنا باخد الجزء الأوّل من النصيحة فقط – وإن كنت أظنّ أنّ الجزء الثاني ليس مقصودا حرفيّا – ولكن مقصود منّه المبالغة في توصيل الفكرة
صاحبك مثلا بيدخّن – إنصحه بترك التدخين – لو ما انتصحش – دلّه – يعني دلّه على محلّ بيبيع سجاير
أو ضلّه – يعني ضلّله وقول له السجاير مفيدة – ف أنا باخد الجزء الأوّل من النصيحة فقط
كتير بيكلّمني مهندس شغّال في شركة – بيحكي لي عن قدّ إيه الشركة دي ممكن تتطوّر وتتحدّث – بسّ المشكلة في دماغ صاحب الشركة – مش عاوز يشوف الفرص – ولا عاوز يبذل جهد في استغلالها
بقول للمهندس ده – ركّز في شغلك انتا في الشركة – ما تشيلش همّ الشركة وتطويرها وتحديثها والشعوذة دي – دي شغلانة صاحب الشركة
إنصح مرّة -لمّح فقط – لكن – ما تفضلش تزنّ وتلحّ على صاحب الشركة
–
أفضل الأحوال هيقوم ملبّسك انتا في تطوير الشركة – من غير ما يعطيك أيّ موارد للتطوير – وبعدين هيهزّأك لمّا تفشل – مع إنّه كان موفّر كلّ سبل الولا حاجة عشان تحقّق أفكارك – رغم ذلك فشلت – يا فاشل يا فاشل
حضرتك خلّيك في حالك – نصحت – كان بها
استجابوا للنصيحة – كان بها قوي
ما استجابوش – وعارف تكمّل – كمّل
ما استجابوش ومش عارف تكمّل – شوف مكان تاني – إنتا مشروعك نفسك – ف ما تسيبش مشروعك – وتحارب في تطوير مشروع غيرك
كتير بلاقي أطفال بيلعبوا لعبة ممكن تعوّرهم – بقول لهم ( هتتعوّروا كده يا ولاد )
بيكمّلوا لعب
بسيبهم – لمّا يتعوّروا هيتعلّموا
فيه حلقة من حلقات سلسلة ( مرزوقيّات في البيزنس )
إسمها ( الخلاف مع الناس من حيث المساحات والأشخاص )
حوالي ساعتين
بتشرح بالتفصيل إيه المساحات اللي تختلف فيها مع الناس ( الدين – العرف – الأخلاق – القواعد – إلخّ )
وترتيب الناس دي من حيث كلّ واحد تبذل معاه مجهود في النصيحة لغاية فين ( الأبّ والأمّ – الأبناء – الأخوة – الزوجة – الصديق – الصاحب – الزميل – المعرفة )
ف مش كلّ المجالات بتاخد نفس القدر من الاهتمام إنّك تنصح فيها
ولا كلّ الناس بتنصحهم على مسطرة واحدة – كلّهم ياخدوا نفس الجهد في النصيحة
الحلقة ساعتين فيها تفصيل للموضوع
ملحوظة اخيرة /
هذه القاعدة تبطل تماما في حالة إنّ اللي بيسألني هو #عميل في دراسة أو استشارة
دا دافع فلوس مقابل المناهدة – ف باقعد اناهد معاه بالساعات – وأحيانا بالسنين
عندي عميل من 2022 لسّه بناهد معاه في مشروعه للوصول لأفضل قرار
دا نقعد نناهد مع بعض عادي – حتّى لو احتدّ عليّا – باحتدّ عليه – ف يتراجع – ونكمّل في المناهدة عادي
ملحوظة تانية – ومهمّة جدّا !!
لمّا تكون خلاص وصلت لقرار إنّ اللي قدّامي دا بيناهد – وخلاص خدت قرار تسيبه في حاله – يكسب بقى يخسر يتحرق – دا موضوعه هوّا
إوعى تقول له ( إنتا صحّ )
قول له #إنتا_حرّ
لكن – لا تصرّح أبدا بإنّك تقول له ( إنتا صحّ )
دي خيانة
قول له ( إنتا حرّ – إعمل الكلام دا على مسؤوليّتك )
مرّة حدّ سألني على الواتس سؤال مستفزّ جدّا – مستفزّ في سذاجته
حاجة كده زيّ ما حدّ يقول لك ( إيه رأيك أحطّ صباعي في كبس الكهربا ممكن أنوّر )
بسّ كان سؤال في البيزنس يعني
ف أنا من غيظي منّه قلت له أيوه صحّ اعمل كده – ونمت
نمت متنكّد جدّا لإنّه ما ردّش عليّا ردّ يوحي بإنّه فهم إنّي باستهزء بكلامه
يعني خد كلامي جدّ !!
صحيت الصبح بعتت له رسالة قلت له يا عمّ ما تعملش اللي كنت بتقول عليه امبارح ده
أنا كنت باستهزء بكلامك لإنّه غير منطقيّ – لكنّك ما فهمتش استهزائي
وبالمناسبة قال لي عندك حقّ – أنا فعلا كلامي كان غير منطقيّ
كنت منتظره يشتم ف اعمل له بلوكّ – لكنّه فلت – هههههههههه
ف ما تقولش كلام بالمعنى المعكوس – وتراهن على ذكاء الآخرين
خصوصا لو كنت انتا في موقع الشخص اللي الناس هتصدّقه
مرّة كنّا في مطعم – وجنّة بنتي شربت من كبّاية – وحطّتها على طرف الترابيزة
ف قلت لها – قرّبيها لطرف الترابيزة كمان يا ماما عشان تقع تتكسر
ف جنّة بصّت لمامتها باستغراب وقالت لها – أوقّعها يا ماما ؟!
ف أمّها قالت لها أبوكي يقصد ابعديها عن طرف الترابيزة بدل ما تقع
ف إنتبه لإنّك لو قلت للطرف التاني ( إنتا صحّ ) – ممكن فعلا يصدّقك
قول له ( إنتا حرّ )
وعموما لا تستخدم الكنايات في موضع شغل رسميّ – إستخدم فقط التعبيرات الصريحة المباشرة