كُلُنا مُقصرون .. وغالباً سيأتينا الموت قبل أن نعوض ما فاتنا .. ماذا لو كان هناك فرصة للتعويض بعد الموت؟ .. وقت بدل ضائع! .. الحقيقة هناك فرصة .. وهي أفضل من مجرد وقت بدل ضائع! .. ولا يجب على عاقل أن يُضيع هذه الفرصة!
قال صلى الله عليه وسلم:
” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” – رواه مسلم
الجميل في هذا الحديث أن الثلاثة أشياء التي يمكن أن تعوضك مُرَتبة من حيث الأسهل للأصعب ..
— أولاً .. الصدقة الجارية —
حتى لو لم تمتلك مالاً يمكنك أن تتصدق بجهدك في شيء يبقى أثره ونفعه للناس بعد موتك .. لا تحتاج لأن تكون عالماً أو ثرياً.
وإن امتلكت بعض المال .. ابحث عن الصدقات التي يبقى أثرها طويلاً وتنفع الناس فعلاً .. لا داعي للاستسهال! .. المزيد من المصاحف في مسجد قد لا يكون ذا نفع كبير! .. أتعب نفسك في البحث عن الصدقة التي تنفع الناس فعلاً .. مساعدة أسرة في تنفيذ مشروع يدر عليهم دخل دائم يحفظون به كرامتهم ويعلمون أولادهم .. أو اشترِ المصاحف وأرسلها إلى مكان لا يجد فيه أهلها هذه المصاحف .. المهم .. حاول أن تكون الصدقة ذات نفع حقيقي طويل المدى .. هذا في مصلحتك!
— ثانياً .. علم ينتفع به —
من المؤسف أن كثير من العلم الذي يُحَصِّله الناس في حياتهم يموت معهم! .. شيء مؤسف فعلاً .. حاول أن تجد طريقة تنشر بها بعض العلم النافع الذي اكتسبته .. سواء كان حرفة كالخَبز والصيانة وخلافه ..أو علم دنيوي.. كالبرمجة والتصميم وغيره .. أو علم ديني. لن تستفيد شيئاً إن مات علمك معك! .. أخرج أكثر ما تستطيع منه حتى يبقى بعد أن تموت أنت!
— ثالثاً .. ولد صالح —
وهذه أراها الأصعب بينهم .. للأسف نعيش في زمن قد يفسد المجتمع كثير مما تبني في أبنائك .. تعلمه الأدب فيذهب إلى المدرسة ليتعلم قلة الأدب من زملاؤه أو المدرسين! .. تنفق عليه معظم مالك ثم يخرج شاباً تافهاً يضر أكثر مما ينفع!
قد يُضيع أحدهم جهده ووقته وماله على ولده بالشكل الذي يمنعه من أن يخرج صدقة جارية أو ينشر علمه! .. لأنه لا يجد فائض وقت أو مال!
فكن على حذر من أن يحرمك أولادك الآخرة بعد أن أتعبوك في الدنيا! .. اجتهد ليخرج أولادك صالحون فهذا واجب عليك وحتى يذكروك ويتقبل الله منهم.. لا تكن ككثيرمن الناس الذين يعدون أولادهم للدنيا فقط وليس للأخرة .. فينساهم أولادهم بمجرد موتهم!
https://www.facebook.com/Ali.Muhammad.Alii/posts/10155815629900735