التصنيفات
مقالات الضيوف

كيف ستعيد إلي منظوري القديم؟

والفرق بين العفو والصفح

نقطة حبر واحدة كافية لتلويث المياه.. يمكنني غفران الذلة، لكن لن يمكنني أبدا إخراج نقطة الحبر من المياه!

وكذلك، هناك مواقف تغير شكل العلاقة للأبد، قد أسامحك وأغفر لك، وأتفهم ضعفك، ولكن كيف ستعيد إلي منظوري القديم؟

لن يمكنك!

ولكن مفاجأة!

يمكنك صب ماء جديد مستمر في كوبي، فاستمراره سيبدل الماء بماء غيره، وأثر النقطة سيزول بعد فترة..

هذا هو عهد البشر، يمكنهم دائما البدء من جديد، دون محو ذكرى أخطائهم، لكن بخلق شيء جميل منها..

المصدر

تعليق:

لذلك كان هناك فرق بين العفو والصفح

المذكور هو تمام العفو، تتغاضى عن الزلة، لا تعاقب، ولا تؤاخذ بالذنب

أما الصفح هو نسيان الإساءة مع محو اثرها في النفس، وتذيل الحبر بنفسك ومن نفسك

هنا بيكون في حالات بشرية فريدة من نوعها تستطيع ان تزيل اثر الحبر دون زيادة الماء

قدرة بشرية نادرة لا يدركها إلا من عنده القدرة على كبح جماح نفسه والسيطرة عليها وتوجيهها إلى الطريق التي يراه عقله

لذلك امر ربنا النبي صلى الله عليه وسلم ان يعفوا وأن يصفح عن اليهود رغم غدرهم وعداوتهم لله ولرسوله ونقضهم العهود ومحاولة التعرض للنبي واصحابه بعد ان أعطوهم الأمان، ولم يكتفي بالعفو فقط، بل بالصفح أيضا، وسمى من يعفوا ويصفح بالمحسن، والإحسان هو أعلى مراتب التحكم في النفس

فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ