ليه البنوك بتبقي عاوزاك تدفع بالفيزا؟ ليه بتقولك خد كريديت كارد من عندي طيب خصومات طيب نقاط أو كاش باك وهكذا… تعالوا نعرف مع بعض الكروت بتشتغل إزاي والفلوس بتروح لمين.
طبعاً في النظرة الشهيرة بتاعة الفلوس تروح من عندك ك مواطن الي البنوك؛ فهما بياخدوا عمولة؛ فمثلا العميل يدفع 100 جنية توصل للتاجر 98 جنية (مثلاً) اللي ياخد ال 98 جنية دي يروح يشتري بيها حاجة توصل للي بعده 96 ياخد ال 96 دي ويدفعها لحد توصله 94.1 وهكذا مع الوقت ال 100 جنية شبه تتبخر وتبقي بتاعة البنك مش بتاعة الناس بتتناقلها عكس الكاش هتفضل 100 جنية تلف بين الناس مش بتنقص.
في حال معاملة نقدية 500 جنية فهنا المشتري يدفع 500 كاش للبائع اللي بقي معاه 500 جنية خلاص.
في حال العميل عاوز يدفع فيزا فهنا في رسوم ونفترض انها 2% للتسهيل فهنا ال 500 جنية هتوصل 490 للتاجر.
طيب ال 2% او ال 10 جنية دي هتروح لمين؟ الاعتقاد الشعبي انها رايحة لشركة فيزا؛ الاجابة دي مش دقيقة؛ الرسوم دي بتتقسم بين 4 جهات علي الأقل (ساعات أكثر بس هنخليهم 4 في مثالنا) وتعالي نشوفهم.
الحكومة : أيوان حبيبة قلبنا كلنا؛ في مثالنا هنا التاجر هيبيع ب 500 ويوصله 490 بس هيعمل فاتورة ضريبية ب 500 جنية ويورد 14% قيمة مضافة عنها يعني 70 جنية (سيبك من خصم ما دفع في الشراء) وفي بقي 10 جنية خصمها البنك صح؛ دي عمولة؛ يبقي الحكومة تحصل 14% من العمولة دي.. تبقي الفاتورة للعمولة فعليا 8.7 جنية رسوم و 1.3 جنية قيمة مضافة… فال 10 جنية مش رايحة لشركة الفيزا بل الحكومة هتاخد نصيبها.
شركة الكارت: ودي الشركة اللي اللوجو بتاعها علي الكارت بتاعك؛ ممكن فيزا/ماستر كارد/امريكان اكسبرس/مدي/ ميزة… الشركة دي عكس المتخيل انها بتاخد رسوم كبيرة بالعكس رسومها صغيرة جداً.. صراحة معرفتش أوصل لرسومها كام في مصر لكن لقيت انها في أمريكا كانت 0.13% للكروت المحلية و 0.8% للكارت الدولي. في ساعات رسوم ثابته صغيرة قوي بتتضاف غير النسبة لكن ممكن تتجاهلها. ولو طبقت دا في مثالنا فوق يبقي شركة فيزا هتاخد 0.13% ال 500 جنية يعني 65 قرش تقريباً… يعني الحكومة ضرايب 1.3 جنية والفيزا تقفلهم 2 جنية… فين باقي ال 10 جنية الرسوم؟
الشريك الثالث وهو صاحب الحصة الكبيرة؛ حصة الأسد وهو البنك بتاعك؛ أيوان البنك بتاعك اللي انتا عامل الكارت منه دا بياخد الحصة الكبيرة نظير انه هو اللي شايل الليلة؛ هو اللي جابك ك عميل ( صرف تكلفة الاستحواذ علي العميل CAC) وهو اللي عامل الكارت ومعين موظفين يتابعوا العمليات ولو كريديت كارد فهو اللي بيخاطر بفلوسه… فعشان كده هو بياخد الحصة الكبيرة.
للأسف مقدرتش أوصل لنسبتهم كام لكن الحصة الكبيرة ليهم هما وبتزيد لو الدفع بالكريديت كارد (عشان شايل مخاطر أكبر).
الشريك الرابع والأخير هو بنك عملية الدفع؛ صاحب الماكينة أو بوابة الدفع اللي بتدفع فيها ودا حصته صغيرة لكنها أكبر من حصة شركة فيزاً طبعاً.
طيب من التفاصيل دي نقدر نفهم كويس عالم الكروت شغال ازاي وخد معايا كده.
البنوك تشجعك يبقي عندك كروت من عندهم عشان هياخدوا فلوس من كل تعامل. وتلاقي عروض ونقاط وو.
الدولة عملت شركة ميزة عشان رسوم الدفع بتاعة فيزا دي تروحلها؛ كده فهمنا ليه البنوك بقت تعمل الكارت بتاع ميزة بالاجبار احياناً وخاصة البنوك الحكومية.
بتوع ماكينات الدفع رسوم كذا لو الكارت من البنك بتاعنا والرسوم كذا لو بنك اخر؛ والرسوم كذا لو ميزة… دا عشان لو الكارت بتاعهم يبقي هما طرفي عملية الدفع فهو واخد حصة أكبر فيقدر يخفض العمولة.
السوبر ماركت وخاصة الكبير منها تلاقيه عنده ماكينة بنك اهلي وماكينة مصر وماكينة CIB وماكينة QNB عشان ال 4 دول بيغطوا تقريبا 80% من الكروت؛ فهو بيسعي لتقليل الرسوم المخصومة منه لإنه يدفعك بماكينة نفس البنك.
شركات ال FinTech لانها بتكون وسيط برضك وليها نسبة من عمولة الدفع وكل ما يزيد عدد مستخدمينا يبقي ال Cash Flow يزيد يبقي تقيمنا يكبر… فخد الكارت ببلاش تيلدا ولا نكستا ولا كليفر ولا اي كان اسمه؛ خد كارت ببلاش واستخدمه.
الدولة؛ كبروا الدفع عشان اخد 14% عمولة مضمونة؛ البنوك متقدرش تهرب من ضريبتي؛ طبقاً لوزارة الزراعة الأمريكية عم مصر سنة 2021 فمصر فيها 116 ألف سوبر ماركت بيعملوا حجم تعاملات سنوية 31 مليار دولار… يعني نقول دلوقتي زمانها 35 مليار دولار يعني بالمصري 1700 مليار جنية؛ تخيلوا لو دول 10% منهم فيزا فرسوم الدولة 14% علي عمولة الدفع بقي 400 مليون جنية من الهوا ودا من 10% بس فتخيل السوق لو بقي 50% … وخد بالك كمان ان دا السوبر ماركت بس يعني لسه الدفع اونلاين ولسه المطاعم والفنادق والمحلات العادية ووو… يعني عشرات مليارات عمولة؛ يبقي نشجع التحول الرقمي ولا منشجعش
بس يا سيدي وخد بالك دي مجرد ذرة من العالم البنكي بيفكر إزاي ويستفيد ازاي من التحول الرقمي