التصنيفات
مقالات الضيوف

كثرة الضحك تميت القلب

من أهم العيوب لموضوع إنك تجمع ناس كتير جدًا في مساحة واحدة زي السوشيال ميديا، إنهم بعد فترة حيبطلوا يهتموا أصلًا

أحمد مجدي رجب مرة كان كتب بوست عن مقولة “كثرة الضحك تميت القلب”، وكان بيتكلم فيه عن ظاهرة تحول كل شيء لمادة للضحك على السوشيال ميديا، من أول الأمور اللي بيجوز فيها الضحك زي الكورة والسينما وغيره، لحد أمور زي الحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية، والسبب من وجهة نظره كان تحول كل الأحداث دي لمجرد صور بنشوفها وإحنا بنسكرول بلا إكتراث بالحدث نفسه، الاهتمام الوحيد بيبقى بكيفية استثماره من وجهة نظرنا، إما في كوميك نضحك عليه شوية، أو في اهتمام حاسين إننا نستحقه، أو في كونه مجرد انعكاس لوقائع إجتماعية المفروض إنها أقل أهمية بكتير منه زي البوست اللي تحت ده.بعد ما خلصت قراءة بوست مجدي حسيت بالذنب الشديد لأني فعلًا من ضمن الناس اللي كثرة الضحك أماتت قلبهم، خاصة في التعامل مع أحداث كارثية زي دي الواحد حاسس إنها بعيد عنه وإنه لا غضاضة إنه يضحك عليها، مش يضحك على معاناة الناس يعني لا سمح الله، بس يعني مفيش مشكلة إنه يطلع من الحدث بضحكة مادام كده كده مفيش بإيده حاجة.منطقيًا يعني كان المفروض السوشيال ميديا تخلي تفاعل الناس مع الأمور دي أكتر إيجابية وأكتر إنسانية، كونك بقيت قادر تشوف فيديو أو صورة يوصلولك الحدث بشكل أفضل وأقرب من مجرد خبر على شريط القناة أو مكتوب في جرنال، لكن العكس بالظبط هو اللي حصل، لأن مجرد توالي الأخبار ومجرد احساسنا الدائم بإننا عايزين نعرف كل حاجة بتحصل، هو اللي وصلنا للحالة دي، إنه ما بقتش حاجة فارقة، وكتير بتقفش نفسك عديت على بوست فيه طفل تايه أو حاجة فعلا مهمة وماخدتش بالك منها وافتكرتها بعد كام ساعة، أو حتى تجاهلتها خالص، وده من أهم العيوب لموضوع إنك تجمع ناس كتير جدًا في مساحة واحدة زي السوشيال ميديا، إنهم بعد فترة حيبطلوا يهتموا أصلًا، وممكن لما تعدي عليهم صورة زي دي واحد يشوف فيها كوميك وواحدة تشوفها طريقة مناسبة للكلام عن معاناتها في العلاقات الإنسانية وغيره، وبيفضل دايمًا في احتمال إن أصحاب الشأن يشوفوا الكلام ده ويحسوا بالانسحاق الشديد قدام لا مبالاة الناس، ومستحيل طبعًا حتطلب من كل الناس إنها تراعي حاجة زي كده، ممكن يحاولوا لكن ده حيفضل مستحيل عمليًا، أو هكذا أظن يعني.

https://www.facebook.com/louay.fawzy/posts/4476269289050692