التصنيفات
مقالات الضيوف

فرق كبير بين ما نتخليه وبين الواقع

كمثال “متلازمة باريس” بالفرنسية: Syndrome de Paris


🔸تعرف إن ممكن أن تؤدى زيارة باريس إلى حدوث صدمة نفسية للبعض؟

أيوة ، لا تتعجب ..يوجد مرض يسمى “متلازمة باريس” بالفرنسية: Syndrome de Paris

الموضوع ببساطة أن بعض السائحين لما بيزوروا باريس يصابوا بصدمة ممكن توصل لانهيار عصبي، ولك أن تتخيل السبب..!

إنه الفارق الكبير بين ما كانوا يتخيلونه عن باريس مدينة النور والجمال وبين الحقيقة التي وجدوها عليها..!

في مدينة النور والجمال والشانزلزيه ومتحف اللوفر وسلاحف النينجا.. يجدون أيضا القمامة والفئران والصخب والضجيج، مدينة عادية سريعة مثل كل العواصم .. وده شيء صادم لشخص حلم بزيارتها سنين، و رتب لزيارتها شهورا .. ومن هنا تكون الصدمة، ويكون الانهيار والذى تم تسجيله بصورة أكبر لدى

اليابانيين!

🔸 فرق كبير بين ما نتخليه وبين الواقع،

وجبة الطعام التي ظل أحد البلوجرز يصورها ويتغزل في جمال طعمها نصف ساعة أو يزيد، مش شرط نجدها أبدا بهذا الإبهار، هو يمثل أنه متلذذ مستمتع، وأنت يرتفع سقف تصوراتك، وفى الحقيقة ربما تكون وجبة لذيذة فعلا، ولكنها ليست كما

تخيلت.

🔸السفر، والرحلات والشواطىء ستكون جميلة إن استمتعنا بها مقارنة بالمكان العادى الذى نعيش فيه، لكنها قد تكون مخيبة للآمال لو أننا انتظرنا شعورا بالسعادة خارجا عن المألوف، أو انبهارا غير عادى!

🔸الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية تعرض لقطات مبهرة، وصورا مصنوعة بعناية فائقة، ستكون مشكلة كبيرة لو طننت أنها تعكس الواقع والحقيقة ، ولنفترض أنك عشت نفس التجربة التي تراها في الفيلم .. لن تشعر أبدا بهذه السعادة أو ذلك التشويق الذى رأيته في الفيلم .. الواقع مختلف!

🔸هل تريد أن تكدر إنسانا ؟ ارفع سقف توقعاته، صور له الحياة على خلاف ما هي عليه .. العمل لابد أن يكون مصحوبا بالشغف والمتعة، والحب لابد أن يكون جارفا فيه الهدايا والكلمات الرومانسية طول الوقت، والحياة الجامعية رحلة ممتعة ، والعيش في أوروبا عيش في جنة الله على أرضه!

🔸قرأت يوما أنك إذا أحببت شاعرا أو كاتبا فلا ينبغي أن تقترب من حياته الشخصية، بل كن على مسافة بعيدة منه حتى لا تحدث لك صدمة .. عندما تكتشف أن الشاعر الرقيق لا يقول الشعر طول الوقت، ولا تنبعث من فمه الورود والياسمين، بل قد يكون أنانيا أو حسودا، أو متطاولا بالألفاظ أحيانا !

مفارقة كبيرة، ولكن هذا هو الفارق بين المتخيل والواقع ..

🔸لا ينغص حياة الإنسان شيء مثل تصوراته الخيالية، وما أكثر الصور المجتزأة على الفيسبوك وانستجرام وغيرها، ترى حياة الآخرين في صورة ، فينسج خيالك من الصورة حياة كاملة ، فتتمناها وتكره حياتك ..

بينما أنت لو دخلت حياتهم بتفاصيلها لربما أصابك الانهيار مثلما أصاب بعض زوار باريس .. ولتمنيت وقتها العودة لحياتك التي كنت تظنها رتيبة عادية، وعرفت حقا قيمتها ..

🔸فاحمد الله ولا تقع في فخ التصورات المثالية عن المشاعر والأشخاص والأماكن والحياة ..

المصدر